شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فضيلة الشيخ الغنوشي ))
ثم تحدث الشيخ المجاهد راشد الغنوشي مشاركة منه في الاحتفاء بالضيف الكبير، فقال:
- إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وصلّ اللهم وبارك على عبدك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
- سيدي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، سيدي رئيس المجمع الفقهي. أيها السادة الفضلاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- إنها لمناسبة سعيدة أن تُكرَّم الوحدةُ الإسلامية وأن تكرّم أفريقيا كلها في الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وأن تتذاكر هذه النخبة من قادة الأمة الإِسلامية بهذه المناسبة وضع الأمة وحالها وأن تقارن ماضيها بهذا الحاضر وما عليها أن تفعل إذا أرادت أن يكون لها في عالم المستقبل مكان وألاّ يصير أمرها إلى ما صار إليه أمر أمم كثيرة عمرت هذه الأرض وكانت لها حضارات ولكنها بادت وغابت يوم أن فشلت في أن تجري التفاعل الجادّ بين مبادئها وقيمها وبين الواقع المتحول المتبدل باستمرار.
- وإن أمة الإسلام اليوم رغم هذه الصحوة والتي كان من مظهرها ولادة هذه المنظمة بدفع من مجموعة من الزعماء على رأسهم شهيد الإسلام الملك فيصل رحمه الله، هذه المنظمة وإن مثّلت استجابة جزئية لمطامح الأمة منذ جمال الدين الأفغاني الذي نادى بالجامعة الإسلامية فإن هذه المنظمة لا تزال إلى حد كبير دون متطلبات الواقع، ودون آمال الأمة، ولا يزال جهدكم أيها السادة وما وراءكم من منظمات ومن مؤسسات حثيثاً وكبيراً ومنظماً ومخططاً حتى ترتفع هذه المنظمة إلى مستوى التحديات التي تواجهها الأمة وإلى مستوى الآمال التي يعقدها الشباب الإِسلامي بالصحوة الإِسلامية المباركة.
- ركام من التاريخ ما يزال يشدّنا، إن ضغط العالم علينا ومكايده ضدنا لا تزال أيضاً ترهق هذه المنظمة وترهق كل جهد يتطلع إلى تنمية هذه الأمة وترقية قدراتها وتحقيق وحدتها، والمطلوب وعي أكبر بالإسلام، ولا شك وهو عاصمنا وهو أساس وحدتنا وأملنا في المستقبل، لا يزال أمام هذه المنظمة دور كبير، أن تنشر توعية سليمة بالإسلام وأن تُحدِث تفاعلاً رشيداً بين الإسلام وبين الواقع المعاصر، الواقع المتغير وأن تُبلور للأمة بدائل واضحة عن نمط المجتمع الإسلامي الحديث أو المأمول في ميدان السياسة وميدان الاقتصاد بشكل خاص. ويعزز أملنا هذا أن رئيس المنظمة رجل خبير بعلم، وخبير بتجربة السياسة والاقتصاد، وهذه فرصة للوحدة الإسلامية أن يكون رمزها رجلاً خبيراً عالماً بالسياسة وعاِلماً بالاقتصاد.
- قلت: مطلوب جهد أكبر لبلورة المشروع الإسلامي المعاصر، لأن نمط المجتمع الإسلامي لا يزال إلى حد كبير فيه معتمات وفيه جوانب من الغموض، ولا يزال الأمر صراعاً بين أنماط قديمة للمجتمع وأنماط قد غزتنا وتوشك أن تؤثر في الإسلام وأن تحبسه في سجن قيمها.
- ربُّنا وعدنا لا محالة بأن هذا الدين ظاهر منتصر، رسولنا عليه الصلاة والسلام كرر هذه الوعود في أحاديث كثيرة وإن جهد هذه المنظمة جزء أساسي من مجسَّدات أقدار الله سبحانه وتعالى في ظهور هذا الدين إذا اجتمعت الإرادات الطيبة والعقول النيّرة واستيقنّا أن هذا الدين جاء لينشر العدل ولينشر السلام ولينشر الحق ليكون مهيمناً هيمنة عدل ورحمة وحق، بينما هو اليوم مستضعف، ومساهمته في تحديد القرار البشري وفي تحديد السياسات الدولية ما تزال محدودة، وطالما أن المشروع الصهيوني لا يزال يهيمن في قلب أمتنا بل يمتد ويجذب إليه مزيداً من الشرور فليس لمنظمة من منظماتنا وليس لحركة من حركاتنا ولا لدولة من دولنا أن تفخر بأننا قد تحققنا وأننا قد انتصرنا بل نحن في خطر عظيم إذا لم نتدارك أمرنا بمزيد من الوعي ومزيد من التضامن بين شعوبنا ودولنا وبين فرقنا ومذاهبنا حتى نستطيع أن نواجه عالماً يتألّب بكل مذاهبه ضدنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :438  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 185 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج