شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
1- فن الطباق:
ويسميه "قدامة": التكافؤ. ويعرفه بقوله: "وهو أن يصف الشاعر شيئاً أو يذمه ويتكلم في أي معنى كان، فيأتي بمعنيين متكافئين. والذي أريد بقولي متكافئين في هذا الموضوع أي متقابلين إما من جهة المصادرة أو السلب والإيجاب أو غيرهما من أقسام التقابل مثل قول "أبي شعيب العبسي":
حلو الشمائل وهو مر باسل
يحمي الذمار صبيحة الإرهان
فقوله: "حلو ومر": تكافؤ" (1) .
ويعرف "القرطاجني" الطباق بقوله: "ولفظ المطابقة مشتق إما من قولك: هذا طَبَق أي مقدار لا يزيد ولا ينقص، وإذا كان حقيقة الطباق مقابلة الشيء بما هو على قدره ومن وفقه سمي المتضادان إذا تقابلا ولائم أحدهما في الوضع الآخر متطابقين" (2) .
ومن التعريفين السابقين أجد وجوهاً من الاتفاق بين "التوازن" بالمفهوم العام الذي سبق بيانه، وبين الطباق.
فالطباق تقابل بين شيئين في المقدار والحجم وما شاكل ذلك، ويكون في الأسماء كالليل والنهار، والأبيض والأسود، وفي الأفعال مثل ضحك وبكى، وأخذ وأعطى، وفي الحروف مثل: لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ (3) فالجمع هنا بين حرفين متضادين "اللام" بمعنى المنفعة، و "على" بمعنى المضرة وهما متضادان.
و "التوازن": هو تقابل شيئين وتعادلهما ومحاذاتهما بعضهما بعضاً.
ولقد لمح "علي بن خلف" "التوازن" في الطباق فقال: "أما المطابقة فهي ذكر الشيء وضده... وسبيل المطابقة أن تبنى على التطابق والتوازن" (4) .
والملاحظ أن الإسراف والتكلف في استخدام الطباق يؤدي إلى قبح الطباق.
ومن أمثلة تكلف الطباق قول "أبي تمام":
ليالي أضللت العزاء وجوّلت
بعقلك آرام الخدور الخواذل
فالطباق كان بين "جوّلت والخواذل".
ويعلق "الآمدي" على فساد هذه المطابقة وتكلفها بقوله:
"جوّلت من أجل قوله: الخواذل، وهن اللواتي تخلفن من جملة السرب على أولادهن، فأراد أن يطابق بين "الجولان" و "التأخر" وهو طباق غير جيد ولا لائق" (5) .
وفساد المطابقة هنا يعود إلى اختلال "التوازن" بين المعنيين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1887  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 86
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.