شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سلمان الرائد، أو الرجل الأسطورة!! (2)
الحديث عن رجل قادم من عوالم (( الأسطورة )) ، ومنابع (( الدهشة )) وانبهار (( الشلالات )) ، ورعشة (( الجداول )) ، في مقالة قصيرة كهذه، لا يعد مسألة (( صعبة )) فحسب، بل (( شبه مستحيلة )) !!
فهذا الرجل باهتماماته المتعدِّدة، ومسؤولياته المتنوِّعة الجسيمة، وطموحاته غير المحدودة، وبما حقَّقه لعاصمة ((مملكة الإيمان، والأمن، والأمان..)).. و ((بيت العرب والمسلمين)) قاطبة، في فترة زمنية ((خرافية))، الحديث عنه يحتاج إلى ((كتاب توثيقي)) يكون ((مرجعاً)) لجيلنا، وللأجيال القادمة، أو ((فيلم توثيقي)) نابض بالحركة، مشع بالضوء، لرصد مرحلة تاريخية لن تتكرَّر!!
فإذا كانت أعمال هذا الرجل ((كبيرة)).. فإن حقوقه علينا نحن أبناء الجيل الذين عايشوا وعاصروا هذه الأعمال، وتعايشوا مع منجزاتها ((أكبر))!!
هذا الرجل هو (سلمان بن عبد العزيز آل سعود)، وإذا ذكرنا اسمه دون ألقاب، فلأنه أكبر من كل الألقاب، ويكفيه اعتزازاً، ومجداً، أنه ابن (عبد العزيز) ذلك البطل التاريخي القائد، الذي أقام أول ((وحدة إندماجية)) بأطيافها المتجانسة، المتناغمة في تاريخ العرب المعاصر.
حين تسلَّم مدينة (( الرياض )) العاصمة قبل أكثر من خمسين عاماً، كانت مجرد مجموعة من (( الأحياء الشعبية )) التي يغلب على منازلها طابع البناء (( الطّيني )) القديم، تتخلَّلها (( أزقة )) ترابية ضيقة متعرِّجة، وشوارع غير مزفَّتة، وسكانها يعدون بالآلاف، والكهرباء محدودة، ومطارها صغير جداً قياساً لعاصمة مملكة، والرحلات الجوية الأسبوعية معدودة!!
كل شيء كان محدوداً، ومتواضعاً، وبسيطاً سواء ((البنية التحتية))، أو ((البنية الفوقية)) ومتنفسات، ومتنزهات سكانها تتمثل في ظاهرة ((المقاهي)).. أو ((طُعوس خريص)) أو ((الثمامة)) الرملية، بإختصار كانت مدينة صغيرة، تلتحف عباءة ((الماضي))، وتتعلَّق بخيوط ظواهر ومظاهر الماضي!!
كان ((سلمان)) يحلم بصناعة متغيِّرات تحوِّل ((الرياض)) إلى مدينة عصرية، لا تقل عن مدن العالم الكبرى، مدينة تليق بمكانها ومكانتها كعاصمة للملكة، لكن ظروف المملكة يومها من الناحية المالية لا تساعده على تحقيق أحلامه، وطموحاته.
وحين أراد الله أن يغيِّر من ظروف المملكة بإرتفاع أسعار البترول الذي يعد المصدر الوحيد للدخل الوطني، انتفضت المملكة كلها لتحقيق نُقلة حضارية هي اليوم محل إعجاب الجميع داخل المملكة، وخارجها.
استغل ((سلمان)) هذه الظروف المالية الجيدة التي أطلقوا عليها مسمى ((الطَّفْرَة)).. فاستنفر كل طاقاته، وجهوده، خَطَّطَ، ونَفَّذَ، محوِّلاً الرياض إلى ((ورشة عمل)) ليل نهار!!
أذكر أننا لم نكن ننام الليل لأصوات ((الحفَّارات))، وأزيزها، وكنا حين نقود سياراتنا في الشوارع نجد أن بعضها قد أُغلق، وغُيِّرت مساراتها، وفي كثير من الشوارع التجارية لا نجد مواقف لسياراتنا!!
كان ((سلمان)) يوقِّع المشروع مع الشركة ((المنفِّذة)) لأي مشروع (اليوم) ليجتمع في (اليوم التالي) بالجهة المسؤولة، وقياداتها، وبعد تبادل المناقشات يتخذ الإجراءات التنفيذية التي يوقِّع عليها بالموافقة للبدء في العمل ملغياً أسلوب الإدارة الروتينية (( البيروقراطية )) التي تعتمد أسلوباً ((سلحفائياً)) لا يتناسب وإيقاع العصر الحديث.
ولكي يكون (( التَّخطيط )) سريعاً وعلمياً شكَّل هيئة خاصة باسم (( هيئة تطوير الرياض )) من الاختصاصيين، والكفاءات المؤهلَّة علمياً تحت رئاسته، ومتابعته وتوجيهاته، فشهدت إمارة الرياض اجتماعات شبه يومية مع أفراد الهيئة للتعرف على المشكلات والعقبات مهما كان نوعها لتذليلها، وإزاحة كل المعوقات التي تعترض عادة أي مشروع.
وأمين مدينة الرياض (الأستاذ عبد الله النعيم) الأسبق يكاد لا يجد وقتاً قصيراً للجلوس أمام مكتبه، لأنه وجد نفسه مشغولاً وملاحقاً بطموحات ((سلمان)) الكبيرة التي لا حدود لها.
كان هم الأمير (( سلمان )) الأول سرعة إقامة (( البنية التحتية )) للمدينة وفق آخر ما توصلت إليه معايير العصر في العالم، لأنه كان ينطلق من قاعدة (( إبدأ من حيث انتهى الآخرون )) ، لتوفير الجهد، والمال.
وبدأت الجسور ((الكباري)) ترتفع كظهر (( أحدب نوتردام ))، وتمدَّدت الطرق المزفّتة (المسفلتة) كما تتمدد ((الأفاعي)) في تمطٍ وخيلاء!!
وتغيَّرت ملامح المدينة القديمة، وانهارت أشكالها ومظاهر التخلف فيها، فازدانت في ثوب بهي نضير هو ((ثوب سلمان)) الطموح.
ولم تعد ((الرياض)) تلك المدينة الصغيرة، بأحيائها الشعبية، وبيوتها ((الطينية)) وسكانها الذين يعدون بالآلاف، ومطارها الصغير المتواضع، ومَعلَمها الوحيد الذي كان يتمثل في (( برج المياه )) يومذاك، وأسواقها الصغيرة.
أصبحت ((الرياض)) مجموعة من الأحياء الحديثة بكل مرافقها، أحياء تمثِّل مدناً جديدة، منها مدينة خاصة بكل مرافقها الخدمية لذوي الدخل المحدود، كلها من (( الفلل )) على الطُرز الحديثة، وأنتشرت (( الفلل )) ، وارتفعت المباني الشاهقة التي يعد بعضها (( ناطحات سحاب )) مثل (( برج الفيصلية )) ، و (( برج المملكة )) ، وأصبح سكانها يعدون بالملايين، ولها مطارها (( النموذجي )) الكبير.. المتعدِّد الصالات، الذي يستقبل، ويودِّع عشرات الرحلات، داخلياً وخارجياً، هو (( مطار الملك خالد )) ، ولم يعد (( برج مياه الرياض )) هو معلَمها الوحيد، بل أصبحت تزدان بمجموعة من المعالم التي لا حصر لها، وصار (( سلمان )) هو المعْلم الأكبر، والأضخم!!
واختفت الأسواق الصغيرة بحوانيتها الضيقة، لتبرز عوضاً عنها الأسواق التجارية الضخمة، وبعضها متعدِّد الطوابق.
ولم يضق سكان مدينة ((الرياض)) العالمية الجديدة بقضاء عطلة نهاية الأسبوع لانتشار المتنزهات الحديثة المتوفرة بها كل وسائل الراحة، والترفيه، وأصبحت الأسر بأطفالها تستطيع أن تقضي عطلتها الأسبوعية لتوفر الملاعب الحديثة للكبار، والأطفال على السواء، وللرجال والنساء أيضاً.
تحوَّلت ((الرياض)) إلى ((سوق عالمي)) يوفِّر للساكن كل احتياجاته، ومطالبه بأسعار معقولة، إلى حد أصبح ((التسوق)) في ذاته متعة نفسية وذهنية، دون مضايقات!!
صحيح أن القاعدة التي تقول (( إن الجديد يطرد القديم )) لها دلالاتها، فمع اختفاء كثير من المظاهر والظواهر القديمة، نشأت مظاهر وظواهر حديثة مادية وإنسانية كضريبة، أو ثمن للتطور، لان ((التطور)) هو التجديد، والتحديث.
وتحدث نتائج التجديد، والتحديث دون أن يُخَطَّط لها، لأنها من سنن الحياة، فالإنسان ليس حالة جامدة، فهو كما يقول ((الجغرافيون)) يؤثِّر في ((البيئة)) التي نشأ فيها، ويتأثَّر بها، ونحن لا نريد رصد المتغيرات الاجتماعية، والإنسانية السلبية، التي نشأت بفعل ((المتغيِّرات)) الجديدة، وبحكم ((التطور التحديثي))!!
وكل جديد وحديث يعطي أشياء بيد، ويأخذ شيئاً، أو أشياء باليد الأخرى، انطلاقاً من قاعدة ((الأخذ والعطاء))، إذ يندر أن يكون هناك عطاء دون أخذ، أو أخذ دون عطاء، وهذه القاعدة كما تطبَّق على ((المستوى الفردي))، و ((المستوى الجمعي))، فإنها تطبَّق أيضاً على مستوى ((التجديد))، و ((التحديث)).
والأرض لا تزرع إلا بالمطر، والحرث، والبذور، والزهر لا تحصل عليه إلا من خلال احتمالك وخز الشوك، والقاعدة العلمية ((لإسحاق نيوتن)) تقول ((لكل فعل رد فعل يساويه، أو يعاكسه))!!
ولأن الأمير ((سلمان)) يعرف أن للماضي أصالته، ومن لا ماضي له، فلا حاضر ولا مستقبل له، فالماضي لا يعني التخلف على إطلاقه، بل هو في كثير من صوره يمثَّل الجذور للأشجار الخضراء، والأشجار تموت بموت جذورها، وتحيا بإحيائها!!
من هذه المنطلقات قرَّر أن يحتفظ بشيء من هذا الماضي حين رأى أن الحركة العمرانية في ((الرياض)) تنحو منحى تقليد ومحاكاة العمران العالمي، ولأنه لم يشأ أن يكون له كأمير فرض أنماط من البناء المعماري على المواطنين حتى لا يعد تدخلاً، فقد اتجه بذكائه تنفيذ ما يرى فيه تعبيراً عن أصالة الماضي، وضرورة المحافظة عليه كشاهد لمرحلة تاريخية لا يجب طمسها.
لهذا عندما فكَّرت الحكومة في نقل كل (( السفارات العربية، والإسلامية، والعالمية ))، إلى الرياض حرص أن تكون مبانيها بشكل موحّد يعكس خارجها شكل أصالة، وعراقة الماضي، وفي حي خاص يسمى ((حي السفارات))، كما أُعيد إنشاء ((بوابة الثميري)) على الطراز القديم، في شكل حديث، وهي إحدى بوابات الرياض المعروفة حين كانت محاطة بسور.
هذه مجرد لمحة عابرة عن بعض ما صنعه ((الأمير سلمان)) لمدينة الرياض، لأن الحديث عن كل مشروع يحتاج إلى فريق متعدد الاختصاصات، ولأن الحديث عن رجل كالأمير سلمان الذي تتعدَّد في شخصه مجموعة من الأشخاص يعد نوعاً من المغامرة، فهو قامة سامقة تاريخياً، واجتماعياً، وإنسانياً، وتنموياً، ونهضوياً، وطموحات، وعطاءات خيرية كبيرة، وتعاملاً يندر وجوده، وثقافة معايشة وتعايش ((شمولية)) تتجاوز ((الكتاب))، وقيادة حكيمة ترفدها تركة ضخمة من التجارب اليومية خلال أكثر من خمسين عاماً.
الحديث عن رجل كالأمير (( سلمان بن عبد العزيز )) ، يفترض فيه أن يكون (( حديثاً إستثنائياً )) ، و (( نموذجياً )) ، و (( شمولياً )) ، لأنه رجل (( عملاق )) ، و (( رائد )) و (( لا يتكرَّر )) دائماً!!
هذا هو الوجه ((المادي)) الذي يعكس بعض ما صنعه هذا الرجل، وحين نأتي إىل الوجه الآخر، ((الإنساني، الخيري، الثقافي)) فأمامنا مجموعة من المعالم، والرموز، فهو لم يتوجه إلى الجانب ((المادي)) في تنمية ((الرياض)) ونهضتها، بل أعطى للجانب الإنساني والخيري اهتمامه، ورعايته، لإيمانه أن أي تنمية إذا لم يكن لها بعدها الإنساني الخيري، هي تنمية لا قلب لها، لهذا كانت له توجهات بتشجيع إنشاء (( الجمعيات الخيرية )) التي تزيد عن العشرين، ولم يتركها لغيره، بل حرص على توليها، والإشراف عليها بنفسه لضمان إيصال الحقوق إلى أصحابها من المحتاجين، والمعوزين، وبلغ من اهتمامه بهذا الجانب الذي عُرف به أنه حصل على ((جائزة رجل الخدمات الخيرية الإنسانية)) من إحدى دول الخليج كما سبق أن أشرنا في موضوعنا السابق عنه، وهذه الجائزة التي حصل عليها من خارج المملكة لم تأت من فراغ، بل جاءت رامزة إلى مكانة الرجل، وخدماته، واعترافاً يتعدَّى حدود ((ماهية الجائزة)) إلى ما هو أكبر، وأسمى إذ يستحق الرجل أكثر من جائزة، وما أكثر الجوائز، والأوسمة والميداليات الرفيعة التي حصل عليها، لأنه (( سلمان الحاكم )) و (( سلمان الإنسان )) و (( سلمان الخير )) و (( سلمان التنمية )) و (( سلمان النهضة )) و (( سلمان الثقافة )) و (( سلمان الجامعة )) و (( سلمان الصحافة والأدب )) و (( سلمان الرعاية الاجتماعية )) .
وعلى ذكر ((الرعاية الاجتماعية)) فقد أنشأ ((مركز سلمان للرعاية الاجتماعية)) خصَّصه لكبار السن، والمتقاعدين عن العمل لقضاء أوقات فراغهم في ممارسة هواياتهم، ووفَّر لهذا المركز كل الخدمات، حتى لا تشعر هذه الفئة أنها أصبحت ((عالة)) على غيرها، وأن المجتمع تنكَّر لها، وقد ساهم هذا المركز في رفع معنويات كبار السن، والمتقاعدين النفسية، بدلاً من أن يعيشوا أسرى الوحدة المملة والفراغ القاتل.
وأسهم في تأسيس ورعاية (( جمعية الأطفال المعوقين )) الذين يمثِّلون شريحة من الأطفال الذين يعانون أنواعاً من الإعاقة الخلقية، بحيث تتوفَّر لهم حياة المعيشة الكريمة دون شعور بالنقص، إلى جانبي علاجهم، وتعليمهم، ولأهمية هذه الشريحة الاجتماعية أسند إلى ابنه الأمير (سلطان بن سلمان) رئاسة الجمعية التي لم يتخل عنها، بل يسندها بالإرشاد، والتوجيه، والدعم إذا تطلب الأمر ذلك، وقد استطاع الأمير (( سلطان بن سلمان )) أن يمنح الجمعية كل جهوده، إلى حد أن لديه توجهات في فتح فروع لها في (مكة المكرمة.. والمدينة المنورة.. وجدة) على أمل أن تشمل فروعها في المستقبل كل مدن المملكة.
وحين نأتي إلى الجانب (( المعرفي والثقافي )) نجد أن مدينة ((الرياض)) تشتمل على عدد من المكتبات التي لا تقل في إمكاناتها عن المكتبات الكبيرة في العالم. بما تشتمل عليه من معطيات التراث العربي والإسلامي، والعالمي، إلى جانب المخطوطات، والوثائق، هذه المعطيات التي توفِّر للدارسين والباحثين، ما يحقِّق لهم إنجاز بحوثهم، ودراساتهم بأساليب حديثة كالكومبيوتر بحيث يستطيعون الحصول على أي معلومة بأنفسهم، أو بإمكانهم الاستعانة بغيرهم من الاختصاصيين في المكتبة.
ومن أبرز هذه المكتبات: (( مكتبة الملك فهد الوطنية )) التي يشرف عليها بنفسه وهي المكتبة المركزية في المملكة.. (( ومكتبة الملك عبد العزيز )) .. (( ومكتبة دارة الملك عبد العزيز )) .. و (( مكتبة جامعة الملك سعود )) ، و (( مكتبة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية )) .. وغيرها.
وآخر نشاط لسمو الأمير ((سلمان)) في هذا الجانب عند كتابة هذا الموضوع رعايته أخيراً لحفل افتتاح (( المؤتمر السنوي الثالث لجمعية المكتبات والمعلومات السعودية )) الذي أقيم بعنوان (المعلومات والتنمية الوطنية) الذي ألقى فيه كلمة منها:
((إن الاهتمام بالشأن الثقافي لهو جدير أن نساهم فيه جميعاً، كل بمجهوده، وكل ما يستطيع، ان الاهتمام بمثل هذه الأمور من الأشياء التي عرفها التاريخ العربي منذ القدم، وعندما شاهدتُ اليوم الأجهزة الفنية التي يستطيع الإنسان فيها أن يأخذ معلومات وهو في أقصى الأرض في لحظات، لقد تذكَّرتُ عندما كان طلبة العلم يرحلون من الشرق إلى الأندلس، ومن الأندلس إلى الشرق حتى يكسبوا العلم، وينسخوا الكتب، فالوسائل اليوم مهيَّأة، والحمد لله لأبنائنا حتى يدرسوا، ويتأمَّلوا وينتجوا، كل في مجاله، ولا شك أن انتشار هذه التقنيات في أنحاء البلاد من الأمور المهمة)).
كما قال سموه: ألاحظ في السنوات الأخيرة نمو انتشار ((الكِتَاب))، ورواجه في هذه البلاد، وازدياد الإنتاج الوطني من المفكرين في هذا المجال، وهذا شيء يجب أن نشجِّعه، ونعمل عليه)).
هذه ليست كلمة سمو الأمير سلمان كاملة، وإنما جزء منها يعكس اهتمامه بالفكر، والثقافة، والمفكِّرين.
وللصحافة، والصحافيين مكانتها في اهتمامات سموه، فهو قارئ ومتابع جيد للصحافة المحلية والعربية، وتربطه علاقات صداقة بالعاملين فيها، ويندر أن يأتي إلى الرياض صحافي لا يقوم بزيارة سموه، وهو يقدِّر الكلمة المكتوبة، وأثرها الإعلامي والنفسي.
ولأنه حريص على أن تكون لصحافتنا المحلية مكانها، ومكانتها، وتأثيرها، فقد أختار أرضاً استطاع بجهوده ومتابعته الحصول على موافقة المقام السامي بمنح هذه الأرض مجاناً للمؤسسات الصحافية، والمجلات الثقافية مما مكَّن هذه المؤسسات من التوسع، وإنشاء مبان نموذجية فخمة اشتملت على مطابع حديثة، وآخر أنواع التقنية الصحافية الحديثة في العالم، وأطلق على المكان (( حي الصحافة )) فقفزت الصحافة في الرياض قفزات في الشكل، والمضمون، وأصبحت تضاهي الصحافة العربية، إن لم تتفوَّق على بعضها.
وأخيراً، نسأل هل حقَّق الأمير (( سلمان )) كل ما يطمح إلى تحقيقه للعاصمة الرياض؟ الواقع يقول (( لا )) ، فهو لا يمر أسبوع أو شهر إلا ويفتح مشروعاً جديداً، ولا ندري ما يخبئه من طموحات، لإيمانه بأن التنمية رهان مستمر لا يتوقَّف عند حد!!
السؤال الذي أود أن أطرحه أمام سموه الكريم هو: كيف يستطيع مع هذه الأعمال الجبَّارة. ومسؤولياته والقيام بها كحاكم إداري، إلى جانب استقبالاته الرسمية والشعبية، كيف يستطيع أن يوفِّق في إنجازها مع محدودية الزمن؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :775  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 43
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.