شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جوابه عن تفاضل الكبائر
8 ـ وأما ما سألتم عنه من تفاضل الكبائر: فنعم (1) ؛ فالحسنات تتفاضل والكبائر تتفاضل.. سئل صلى الله عليه وسلم عن أكبر الكبائر، فذكر عليه السلام أشياء، منها: عقوق الوالدين، وشهادة الزور (2) .
واستعظم عليه السلام أشياء منها زنا الزاني بامرأة جاره (3) ، ومنها زنا الشيخ (4) ، ومنها زنا الزاني بامرأة المجاهد (5) ؛ فهذه الوجوه أعظم عند الله بنص نبيه عليه السلام [من] سائر وجوه الزنا وكل عظيم؛ وذكر كذب الكاذب أيضاً بعد العصر (6) فدل على أنه أعظم منه إثماً في سائر الأوقات، وذكر عليه السلام كذب السلطان، وزهو الفقير؛ علمنا بذلك أن الكذب من الملك أعظم ذنباً من كذب غيره، وأن زهو الفقير أكبر إثماً من زهو الغني (7) .. وكذلك الإلحاد بالبيت والظلم بمكة أعظم منه في سائر البلاد، والقتل بلا شك أعظم إثماً من اللطمة والضربة، والكذب على النبي [صلى الله عليه وسلم] أشنع من الكذب على غيره.. قال النبي عليه السلام: إن الكذب [عليَّ] أعظم من الكذب على غيري فمن كذب عليَّ فليلج النار (8) [251/أ].. وعن شعبة بن الحجاج رحمه الله يقول: لأن أزني أحب إليَّ من أَنْ أدلِّس (9) .. وأنا أقول: لأن يضرب عنقي، أو أصلب، أو يرمى بي وأهلي وولدي: أحبُّ إليَّ من أن أقطع الطريق، أو أقتل النفس التي حرم الله بغير الحق، وأنا أعلم أن ذلك حرام، [وهذا] أحب إليَّ من أن أستحل الاحتجاج بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا أعتقده صحيحاً، أو أن أرد حديثاً صحيحاً عنه عليه السلام ولم يصح نسخه بنص آخر؛ ولا صح عندي تخصيصه بنص آخر، فالكبائر تتفاضل كما أخبرتكم تفاضلاً بعيداً، وكذلك العذاب عليها يتفاضل كما تتفاضل الحسنات ويتفاضل الجزاء عليها.. صح عن النبي صلى الله عليه وسلم [أنه] قال: إن أهل الجنة يتراءون مَنْ فوقهم كما تتراءون الكوكب الدُّري (10) ، وصح عنه عليه السلام أنه أمرنا أن نسأل الله الفردوس الأعلى (11) ، فإنه وسط الجنة وأعلاها (12) ، وفوق ذلك عرش الرحمن.
وجاء نص القرآن بأن المنافقين في الدرك (13) الأسفل من النار وقال تعالى وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [سورة غافر/46]، والأشد والأسفل لا يقعان إلا بالإضافة إلى ما هو أخف وأعلى.. وجاء الحديث الصحيح أن أبا طالب يخفف عنه العذاب بنعلين في رجليه يغلي منهما دماغه، وأنه أخرج عمه من النار إلى ضحضاح (14) منها، وأنه أخف أهل النار عذاباً (15) .. هذا الذي ذكرت معاني الحديث التي ذكرت لكم.
طباعة

تعليق

 القراءات :510  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 17
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.