شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ عبد الفتاح أبي مدين رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي حيث قال:
- بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمد الشاكرين، وأصلي وأسلم على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
- وبعد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا سعيد في هذه الليلة بهذا اللقاء التلقائي فقد كان لقاء الأستاذَين الكبيرَين في وقت واحد في مدينة جدة في موسم الربيع أكبر فرصة لنا لنلتقي بهما ولنستمع إليهما، وما أقل ما يلتقي الأصدقاء، لأن مشاغل الحياة سرقت كل واحد عن هذه اللقاءات حتى عن الرسائل التي كان يتحدث عنها الناس، وكانت هناك كتب تؤلف في رسائل الأصدقاء، جاء الهاتف ليقطع هذه الرسائل وفيها من الأدب الشيء الكثير الجميل، فانتهى عهد الرسائل بهذه الوسائل الحديثة.
- أبدأ بالحديث المختصر عن أستاذنا الدكتور محمد رجب البيومي فقد عرفته منذ عشر سنوات، حينما كنت أقرأ بعض كتبه، تلك الكتب عن النهضة الإسلامية وفي سِيَر أعلامها المعاصرين، فأعجبني هذا المنهج، أعجبني أن يكتب عن رجال كان لهم دور في العلم وفي الأدب، وأخذت أقتطف من كتاباته، وأتطفل على فتات مائدته الواسعة، وأكتب تعليقات أريد أن أُشبع بها نفسي، (وصلة) ما كتبت بعد زمن يطول ويقصر، ولكننا لم نلتق رغم أنه كان في الرياض، لم أكن أدري أنه أمضى سنوات أربعاً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، ولكننا لم نتعارف إلا من خلال ما كان يكتب، وفي شهر نوفمبر الماضي جاءتني هدية عبارة عن كتاب قَيِّم في دراسات أدبية ورسالة مضى عليها حول كامل، كتبت في نوفمبر 1988م وجاءتني في نوفمبر 1989م، لم تكن بالبريد - حتى لا نتهم البريد - ولكنها كانت مع رسول لعل هذا الرسول قد شُغل أو لعله فتَّش عني فلم يجدني، فبقيَتْ معه هذه الهدية وهذه الرسالة عاماً كاملاً.
- وحين تلقيت الرسالة فرحت بها فرحاً شديداً، فقد كانت المبادرة الكريمة من أستاذنا ودكتورنا الفاضل الذي تعرفت عليه من خلال ما قرأت وأسرعت لأكتب إليه معتذراً أن رسالته وصلتني بعد عام، وأن هديته وصلتني وأنا فرح بهما، وبدأنا نتكاتب من نوفمبر إلى الآن يعني ثلاثة أشهر مضت وأردت أن أُكَفِّر - إن صح هذا التعبير - عما كتبت، وإن كنت قد كتبت ما ينبغي أن يُكتب من الحق، لا أقول أنني انتقدت، ولكن كتبت تقريراً، وكتبت تعليقات، وكانت لي وقفات مع ما كتبت، وقفات لا تُخدش من جهد وقدرة أستاذنا الدكتور الكبير، ولكنها الرغبة في الكتابة والهواية، التي دفعتني إلى ما أكتب، وقلت لا بد أن نتعرف على هذا الرجل ولا بد أن يدعوه النادي لكي يشاركنا ويحاضر معنا، فدعوته فاستجاب مشكوراً وجاء فله الشكر، وها هنا وفي هذه القاعة الجميلة، وفي هذه الليلة المباركة نلتقي معه لنستمع إليه مرة أخرى، كما استمعنا إليه البارحة، وهو رجل يشبه الشجرة المثمرة حيثما تضع يدك تجد ثمرة، حيثما تستمع إليه تجد عنده الأدب، عنده حافظة عنده ذكريات طويلة عريضة واسعة، عنده مؤلفات قرأها عليكم الزميل.
- أما أخي الأستاذ فاروق شوشة فلست أقول أكثر من: "والأذن تعشق قبل العين أحياناً.. رجل عشق لغة أمته فكتب هذه السلسلة الطويلة "لغتنا الجميلة"، التي نتتبعها حينما نكون هنا وحينما نكون في مصر وحينما نستمع إلى هذه الإذاعة، عشقت هذا الصوت الجميل وعشقت هذا الوفاء لهذه اللغة، اللغة الشاعرة كما سمَّاها الأستاذ العقاد، فتعرفت عليه قبل سنوات خمس إذا لم تخُنّي الذاكرة ودعوته فأحيا ليلة جميلة من شعره، فهو رجل ذوّاقة، يجيد الإلقاء ويجيد التحدث، ويجيد اللغة، ورجل يكتب موضوعات عن لغتنا الجميلة كيف تكون حاله؟ هذا لا يحتاج إلى تساؤل فسُعدت به حينما هاتفني قبل يومين بأنه في جدة، وأنه جاء لمهمة، فقلت: لقد أسعدنا الله برجلين حبيبين كريمَين نلتقي بهما في النادي الأدبي، ونلتقي بهما في الجنادرية، ونلتقي بهما بين بين في هذه الدار العامرة التي وقف صاحبها جهده على تقدير وإكبار وتكريم الرجال من الأدباء ومن العلماء ومن الذين يستحقون أن يُقدّروا في زمن قلّ فيه هذا التقدير، وقلّ فيه هذا الاحتفاء.. أنا سعيد بهما، وسعيد بكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :693  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 161 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.