شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد الله بن بيَّه ))
ثم يقدم الدكتور عبد المحسن القحطاني الدكتور عبد الله بن بيَّه للمشاركة في تكريم المحتفى به:
ويتحدث الدكتور عبد الله بن بيَّه حديثاً جامعاً شاملاً عن صديقه ورفيقه في رحلات الخير، فما شدّ المحتفى به العزم للسفر إلا وكان الدكتور عبد الله بن بيَّه زميلاً له فقال في كلمته:
- الحمد رب العالمين، اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، صديقي عبد المحسن يُحسن دائماً، ولكنه أخّرني، وكلّفني شططاً.
هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم (1) ؟
- حقاً إني لا أحب أن أخطب في المجالس، فقد مضى زمن خطبت فيه كثيراً ولا أريد أن أعود فأكرر ذلك الزمن، حين كنت مسؤولاً في بلد من بلاد العالم الثالث والعالم الرابع، ولكن هذه الليلة هي ليلة تكريم الدكتور عبد الله نصيف، ولا عطر بعد عروس (2) ، ذلك مثل قاله جد طرفة بن العبد (3) فيما أذكر، عندما قال له الحارث بن عباد هل تراني يوم وضعت الحرب، قال لا ولكن لا عطر بعد عروس..
- وأنا إذا لم أتكلم هذه الليلة فلن أتكلم ليلة أخرى. هناك أمور كثيرة وروابط تربطني بالدكتور عبد الله نصيف، هي روابط قد يصعب جداً التعبير عنها باللسان، إن وصف الجمال الظاهر قد يكون سهلاً فيصف الإنسان الحديقة الغنّاء، والليلة القمراء، ولكن وصف المحاسن الباطنة في غاية الصعوبة، وصف الأخلاق، علماء النفس يقولون: إن الأخلاق هي الصفة الباطنة للنفس. وفي لغتنا العربية وفي المصطلح الإسلامي الخُلُق هو السلوك الظاهر وهو أيضاً الغريزة الباطنة، لذلك يُسمى خُلُقاً، ولهذا قال الله جل وعلا لنبيه: وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم.
- إن الخلُق الذي هو الصفة الباطنة في النفس، والذي هو سلوك ظاهر، والذي هو السخاء النفسي، وهو البذل والإخاء، وهو الشجاعة في النفس، وهو الإقدام، وهو العفة في النفس، وهو الإحجام عن الرذائل، هذه الأخلاق يمكن أن أقول ولا أزكّي على الله أحداً إن أخانا الدكتور عبد الله نصيف يتصف بها، فهو يتصف بسخاء قد تكلم عنه الإخوان من الصعب أن يصفه اللسان في كلمات لأنه سخاء أصيل، كل المظاهر التي في الخارج قد لا تعبّر عن هذا السخاء، وهذا الحياء النفسي الأصيل.
- والسخاء النفسي والحياء، خلقان كريمان من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم يُشرِّفان من تخلّق بهما، والدكتور عبد الله نصيف هو من هؤلاء الذين جبلهم الله سبحانه وتعالى على الأخلاق الحميدة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشجع عبد القيس: "يا أشجع عبد القيس - واسمه المنذر - إن فيك لخلتين يحبهما الله: الحِلم والأناة"، قال: يا رسول الله أأنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: "لا، بل الله جبلك عليهما"، قال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله. والدكتور عبد الله نصيف من هذا الصنف الذي جبله الله على الأخلاق العالية، فليشكر الله بالعمل وبالقول، والشكر أعم من الحمد لأنه يشمل العمل كما قال تعالى: اعملوا آل داود شكراً.
 
- إذا كان الدكتور عبد الله نصيف قد ورث أخلاقاً عالية من دوحة من المجد، هذه الدوحة التي لا نجهلها والتي لها علاقات مع بلدي قديمة، فيقول أحد العلماء الرحّالة الذي جاء إلى جدة سنة ألف وثلاثمائة أعتقد وعشرة أو ستة، جاء إلى هذا البلد فكان ضيفاً عند الشيخ عمر نصيف في ذلك الوقت، وكتب له إلى عامله بينبع، فأعطاه أيضاً شيئاً من الذهب ليصل به إلى المدينة المنورة، إذن هذه الصلة هي قديمة، ولكن كما قال زهير بن أبي سلمى:
هو الجواد فإن يلحق بشأوهما
على تكاليفه فمثله لحقا (4)
أو يسبقاه على ما كان من مَهَلٍ
فمثلُ ما قَدَّما من صالح سبقا
 
- الدكتور عبد الله نصيف على رأس رابطة العالم الإسلامي هو الرجل المناسب في المكان المناسب، إن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، عندما عين الدكتور عبد الله نصيف في هذه الوظيفة العظيمة، كان خبيراً وبصيراً بالجهاز البشري الذي يوجد في هذا البلد الطيب، فقد نثر كنانته فأخذ أفضلها عوداً، وأحلاها نبعة، ولا أقول كما قال الحجاج أصلبها عوداً، وأمرّها نبعة، ولكن أحلاها نبعة، فقدمه إلى المسلمين، فكما قلت مرة: إن الدكتور عبد الله نصيف يعتبره الزنوج الأمريكيون أخاً شقيقاً يفهم مشاكلهم كما يعتبره رجال الصوفية في الهند أخاً شقيقاً ويعتبره المسلمون في بلغاريا أخاً شقيقاً عندما يذهب إلى الطاغية ثودور جيكوف (5) ليتقدم له باسم المسلمين جميعاً ليكف عن غيه في معاملة المسلمين في تلك الأرض، هو أخ لجميع المسلمين، ألقى الله عليه محبة؟ وتلك نعمة امتن الله بها على نبي عظيم من أنبيائه قال لنبيه موسى: وألقيت عليك محبة مني والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول "اللهم حبّبنا إلى هذه الأرض، وحبّب صالح أهلها إلينا".
 
- فالله حبّبكم على قلوب المسلمين، زادكم الله خيراً، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لخدمة دينه وخدمة الإسلام والمسلمين.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :452  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 129 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج