شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ثم يعلن الأستاذ حسين نجار عن فتح باب الحوار مع معالي الدكتور محمد سعيد القحطاني ويتلو سؤالاً ورده من الأستاذ فؤاد عنقاوي يقول فيه:
- التمدد العمراني في الدمام وما حولها قضى على كثير من واحات النخيل التي كانت تحيط المدينة، ترى ماذا عملت جمعية المحافظة على النخيل بالنسبة لما تبقى من النخيل والذي يبدو عليه الجفاف وكأنه في طريقه إلى الزوال؟.
 
ويجيب الدكتور محمد سعيد القحطاني على السؤال بقوله:
- أستاذ فؤاد، شكراً على سؤالك، في الواقع إن النخلة لا زالت بخير، والعمران في المنطقة الشرقية كما تعلمون جميعاً قد واكب ما مرت به كل المدن في المملكة العربية السعودية، ولا شك أن هناك اختلالاً في بعض التوازن بين ما كان موجوداً من مساحات الخضرة وبين ما هو موجود في الوقت الحاضر، لكن ليس هناك ما يُفزع أو يُقلق بمثل هذا الاختلال في المنطقة الشرقية، فالنخلة والتشجير على قدم وساق، وللتاريخ فإن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز يولي هذه النقطة مع نقاط أخرى كثيرة جداً العناية الفائقة بالنسبة لزراعة الشجرة والعناية بالنخلة في كل أرجاء المنطقة الشرقية.
 
ثم يطلب الأستاذ حسين نجار من الأستاذ محمد الأسمري أن يطرح سؤاله فيبادر قائلاً:
- سؤالي للدكتور القحطاني يتألف من ثلاث فقرات:
- الأولى: بجامعة الملك فيصل كلية للطب البيطري، فهل قامت بمسح شامل لأمراض الحيوانات السائدة في المملكة؟ وما أعد مركز الأبحاث لمواجهة هذه الأمراض، سيما وأن الضأن النجدية والضأن النعيمية تعاني من مرض خطير؟
- أما النقطة الثانية: فإن بالجامعة مركزاً لأبحاث النخيل، والدكتور محمد القحطاني باحث قدير في هذا المركز، فهل طور المركز شيئاً عن النخيل يستفاد منه في مناطق يمكن أن تُستصلح لزراعة النخيل غير ما هو موجود الآن؟
- أما الفقرة الأخيرة فهي: إن هناك إمكانات بحثية وفنية لدى الجامعة فكيف يمكن أن تفيدوا الهيئة الوطنية لحماية البيئة من هذه الإمكانيات، وشكراً.
ويجيب الأستاذ الدكتور محمد سعيد القحطاني على السؤال بفقراته الثلاث بالرد التالي:
- شكراً للأستاذ محمد الأسمري، والإجابة على السؤال الأول هو في الواقع بيطري بحت ليس له علاقة بالنخيل، ولكن أحب أن أذكر أن كلية الطب البيطري هي إحدى كليات جامعة الملك فيصل، وقد تكون الكلية الوحيدة في جامعات المملكة المختلفة، على أنه تم تأسيس قسم حديث للبيطرة مرتبط بكلية العلوم الزراعية والبيطرة في جامعة الملك سعود فرع القصيم، وما من شك في أن هناك أبحاثاً وسجلات موجودة ومنشورة في المجلات العلمية تحوي الكثير من أمراض الحيوانات السائدة في المملكة وإن شاء الله أرجو أن أتمكن من تزويد زميلي الأخ محمد بما أتمكن من جمعه قريباً.
- وأشارك الأخ محمد أيضاً في أن الأغنام النجدية والنعيمية من أغلى الثروات الحيوانية في المملكة، وهي تتعرض للكثير من الأمراض المؤلمة في الوقت الراهن بسبب الجفاف وبسبب عوامل أخرى.
- أما الإجابة على النقطة الثانية المتعلقة بمركز النخيل فأقول:
- إن مركز أبحاث النخيل من المراكز التي أسدت الكثير من الخدمات لمزارعي النخيل في المملكة، ومن أبرزها العمل على عقد ندوتين هما: ندوة النخيل الأولى وقد كانت على مستوى عالمي، وقد صدرت لها إصدارات موجودة في المكتبات الجامعية ولدينا أيضاً، واشترك في تلك الندوة عدد كبير من مزارعي النخيل في كل أصقاع المملكة، وهناك سجل كبير، وفائدة قصوى من انعقاد تلك الندوة، ثم انعقدت ندوة النخيل الثانية بعد ذلك بثلاث سنوات، وأحب أيضاً أن أذكر أن المقام السامي قد وافق على انعقاد ندوة النخيل الثالثة في أول جمادى الأولى من عام 1411هـ إن شاء الله، والجامعة تعمل على قدم وساق لأن تكون هذه الندوة واجهة حقيقية لما قدم هذا المركز، ولما قدمته الهيئات الأخرى المهتمة بالنخلة في المملكة، سواء وزارة الزراعة أو الجهات العلمية المختلفة في الجامعات السعودية الأخرى، أو الجامعات المهتمة والمؤسسات العلمية المهتمة بهذه الشجرة المباركة من خارج المملكة، والمجال مفتوح وسيُعلن قريباً إن شاء الله عن شروط المشاركة العلمية في هذه الندوة، وستكون الندوة هذه إن شاء الله فرصة لإعطاء المواطن المهتم بكل ما هو جديد عن النخلة.
- ولعلّ من أهم ما قام به مركز أبحاث النخيل هو تطوير زراعة النخلة بالأنسجة، أو ما يطلق عليه "التشيوكال شارت" وهذا أسلوب حديث جداً في مجال الزراعة بصفة عامة، ولكن النخلة بصفتها وحيدة الفلقة من النباتات الصعبة بتكاثرها بهذا النوع من الأنسجة، ولكن الجامعة قد نجحت ولله الحمد في زراعة الكثير من أصناف النخيل في المملكة ولأول مرة، وقد أثمرت هذه الفلقة المطوَّرة من الخلايا أو الأنسجة، خلال العامين الماضيين، العام الماضي والعام الذي قبله، ولله الحمد، وستكون هذه أيضاً من أهم ما سيقدم في ندوة النخيل الثالثة إن شاء الله.
- أما الإجابة على السؤال الأخير وهو: أن لدى الجامعة إمكانات بحثية وفنية فكيف يمكن أن تستفيد منها الهيئة الوطنية لحماية البيئة؟ فالإجابة على هذا السؤال هي أن أعلن للأخ محمد أن الجامعة قد أقامت في الواقع مع الهيئة الوطنية لحماية البيئة تعاوناً وثيقاً جداً، وخصوصاً في مجال كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية ولله الحمد، والدكتور أبو زنادة أول من يعلم وأول من ذكر بأن معظم من أشرف على إدارة المنتزهات والمحميات والنواحي الفنية هم من خريجي جامعة الملك فيصل من كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية، وهذا يدل بالطبع على وجود تعاون وثيق على مستوى تطويري وتخطيطي، ولن تتردد الجامعة كما هي العادة بالنسبة للجامعات السعودية الأخرى، أن تقدم ما تستطيع أن تقدمه سواء لهذه المؤسسة أو لغيرها، شكراً.
 
ثم يطرح الأستاذ علي الرابغي سؤاله قائلاً:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سؤالي ذو شقين: الشق الأول هو: نشرت جامعة الملك فهد مؤخراً بحثاً عن استخدامات جديدة لسعف النخيل، كمادة عازلة تدخل في تكوين البناء، وقد تستخدم مع المادة الإِسمنتية في بناء الأسقف، السؤال: ما مدى نجاح هذا البحث أو تطبيقه علمياً ومن خلال منظور الدكتور محمد سعيد القحطاني؟
- أما الشق الثاني فهو: لاحظت في الولايات المتحدة الأمريكية انتشار زراعة النخيل على شاطئ البحر، ونظراً لأن المملكة تعاني كثيراً من عجز في الثروة المائية فإلى أي مدى نجحت التجارب للاستفادة من مياه البحر لزراعة النخيل على الشواطئ؟ وشكراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
فيرد الدكتور محمد سعيد القحطاني بقوله:
- سعف النخيل له حكاية مع جامعة الملك فيصل، ففي عهد الصديق الحبيب الدكتور رضا عبيد عندما كان رئيسا لمدينة الملك عبد العزيز التقنية تمَّ قيام تعاون مشترك بين مدينة الملك عبد العزيز للتقنية ومركز التقنية والعلوم في كوريا. وفي تلك الفترة قامت الجامعة ببحث يكاد يكون فريداً من نوعه، حول استخدام سعف النخيل كمادة غذائية، وأعلاف، وأيضاً في استخدامات ثانية، ولقد كان لجامعة الملك فيصل ولمركز أبحاث النخيل دور كبير جداً في الوصول إلى تلك النتائج، ولا ننسى أن الفضل يرجع لله سبحانه وتعالى ثم للسند والفهم والتعاون من معالي الدكتور رضا عبيد.
- أما فيما يتعلق باستخدامه كمادة عازلة في البناء، فالفضل في ذلك يعود - كما أعتقد - لجامعة الملك فهد، ذلك أن السعف كما أفاد أستاذي الدكتور رضا يحتوي على 90% أو أكثر من ذلك من مكوناته على مادة "السليلوز" وهي مادة عازلة بصفة عامة، فبالتالي تكاد تكون هذه الصفة هي التي وضعت هذه المادة الموجودة بكميات كبيرة جداً في المملكة كمادة لتجربة قامت بها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بحكم تخصصها في المجالات الهندسية.
- أما فيما يتعلق بزراعة النخيل حول مياه البحر، فهذه النخلة شجرة عجيبة تتحمل الكثير من العَنَت ومن الظروف البيئية القاسية جداً، ويمكن أن تزرع حول البحر، وهناك أمثلة كثيرة موجودة ولكن الفرق هو في حساسية الأنواع الممتازة التي يحرص عليها المستهلك، تلك الأصناف كالخِلاص والخضيري، والكثير من نبوت السيف في المنطقة الوسطى، والحلوة، إلى غير ذلك من الأصناف التي تحتاج إلى عناية تكاد تكون مرفهة، أما كثير من الأصناف فهي تتحمل وربما يكون هناك فعلاً جهد لتطوير مثل هذه الأصناف الحساسة، لأن تقاوم مثل هذه الظروف الصعبة لنتمكن من استغلال شواطىء البحار والخليج، وشكراً.
 
ثم يطرح سعادة الدكتور عمر الخولي سؤاله التالي قائلاً:
- بسم الله الرحمن الرحيم. عذراً إن انتقلت بكم من جو النخيل الأخضر إلى الجو الأكاديمي لأوجّه سؤالي إلى معالي الدكتور محمد سعيد بصفته مديراً لجامعة الملك فيصل، وبصفته عضو مجلس جامعة أم القرى وجامعة الملك عبد العزيز، وسؤالي ذو شقين:
- الشق الأول هو: تنفرد الجامعات السعودية كل منها الآن بقائمة خاصة من الجامعات الأجنبية المعترف بها، فلم لا توجد هناك قائمة موحدة لهذه الجامعات لعدم إيجاد فرصة للتباين.
- أما الشق الآخر من السؤال فهو: بالنسبة لإجراءات ومعايير ترقية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، لماذا لا تُوجد لائحة موحدة لهذه الإجراءات في الجامعات السعودية؟ وشكراً.
 
ويجيب الدكتور محمد سعيد القحطاني على ذلك بقوله:
- الحقيقة لا يُفتى ومالك في المدينة. فأستاذي وزميلي الدكتور رضا أكثر علماً مني بهذا الموضوع، على أنني أحب أن أوضح إن كان قصد السائل بالجامعات المعترف بها تلك الجامعات المعترف بها للابتعاث إليها، فهذه القائمة موجودة في وزارة التعليم العالي، وهناك لجنة، وهي لجنة المعادلات ولها نشاط كبير جداً وجهد مشكور في وضع الكثير من القوائم الأساسية جداً فيما يتعلق بموافقات الجامعات المختلفة على الابتعاث لهذه الجامعات فقط.
- أما بالنسبة للمعايير الخاصة بترقية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات فالدكتور رضا له قصب السبق في جامعة الملك عبد العزيز لوضع الكثير من الجهد المكتوب، وقد سعدت جداً وتشرفت بما أتاح لي الدكتور رضا بزيارته وزيارة الجامعة قبل أشهر، واطلعت على الكثير من المنجزات المتقدمة جداً عما هو موجود في جامعة الملك فيصل، وقد تبنّت الجامعة، ولا أكتمكم السر من أن الكثير من تلك اللوائح والأفكار، لا زالت معروضة على الجهات المختصة في الجامعة. ومنها المعايير التي يُستند عليها في ترقية أعضاء هيئة التدريس، على أنني أود أن أقول إن لكل جامعة مجلساً علمياً هو الذي يختص بوضع ومتابعة مثل هذه المعايير، وهي موجودة من غير تفصيل، ولكن بعض الجامعات سعت إلى وضع تفاصيل أكثر دقة مثل جامعة الملك عبد العزيز التي وضعت عضو هيئة التدريس على المِحك، وجعلت الفرصة لترقيته عندما يكون لائقاً لذلك، وشكراً.
 
ثم يتقدم الأستاذ فؤاد غزالي بسؤاله التالي:
- ما دور جامعة الملك فيصل في الحد من ظاهرة التصحّر في المنطقة الشرقية؟ وما هي البحوث التي تمر بها الجامعة في هذا المجال؟
 
ويرد معالي الدكتور محمد سعيد القحطاني على السائل بقوله:
- الحقيقة إن ظاهرة التصحّر هي ظاهرة سائدة في معظم بلدان العالم، وليس هناك أي شك في أن جامعة الملك سعود تقوم بدور رائد جداً في هذا الأمر، ولدينا بعض الإخوة المهتمين بهذا المجال ولهم مشاركات عن طريق جامعة الملك سعود، أما جامعة الملك فيصل فليس لها في الواقع نشاط يقارَن بجامعة الملك سعود في هذا الخصوص.
 
ويوجه الدكتور وديع كابلي سؤالاً إلى معالي المحتفى به قائلاً:
- بصفتكم مدير جامعة الملك فيصل أو على وجه العموم بصفتكم مدير جامعة، ما هي رؤيتكم لمستقبل التعليم الجامعي في هذا البلد؟
 
ويجيب معالي الدكتور محمد سعيد القحطاني على سؤال الدكتور وديع كابلي بقوله:
- قبل أن أجيب على سؤال الدكتور وديع حول مستقبل التعليم الجامعي أحب أن أضيف بالنسبة للتصحر أن لجامعة الملك عبد العزيز أيضاً كلية قائمة بذاتها ولها نشاط كبير جداً، وأعتذر لجهلي ونسياني لهذه النقطة بالذات عند إجابتي على سؤال الأخ فؤاد غزالي حول التصحر.
 
- أما مستقبل التعليم العالي ففي الحقيقة لا أستطيع أن أخوض فيه بشكل مباشر، ولكني آمل أن يكون للتعليم العالي إن شاء الله ما تصبون إليه جميعاً من تحقيق الكثير من الطموحات والوصول بالكثير من الأسئلة إلى الإجابات المقنعة والمرضية للجميع.
 
ويعطي مقدّم الأمسية الأستاذ حسين نجار الفرصة للدكتور عبد الله المعطاني لطرح سؤاله فيقول: يقول الشاعر عبد الرحمن الداخل:
تبدّت لنا وسط الرصافة نخلة
تناءت بأرض الغرب عـن موطـن النخـل
فقلت شبيهي في التغرب والنوى
وطـول التنائـي عـن بنيّ وعـن أهلـي
 
- هذه النخلة السامقة التي تنامت إلى أعنان الفضاء والسماء وتأصلت في نفس العربي، حتى أنَّا نجد أن الأسودين قد جاءا على لسان سيد البشر، هذه النخلة التي ارتبط بها الإنسان البدوي أو العربي أو ابن الجزيرة العربية ارتباطاً نفسياً، ونقل هذا الارتباط إلى أقاصي الأرض وإلى أوروبا، نجد أنه ممتد امتداداً كبيراً جداً في التراث فلم لا، وهنا نُعطي القوس إلى باريها، لماذا لا تكون هناك أبحاث مشتركة ما بين البحث في تاريخ النخلة نفسياً وتاريخياً، وما بين النخلة وما تعطيه من الناحية العلمية؟.
- هذا، وأهلاً وسهلاً بالدكتور القحطاني، وشكراً لكم.
 
ويتفضل معالي الدكتور محمد سعيد القحطاني بالإجابة على سؤال الدكتور عبد الله المعطاني بقوله:
- شكراً للدكتور عبد الله، وشكراً على الكلمة العطرة والبلاغة التي يتمتع بها كرئيس لقسم اللغة العربية، أما لماذا لا يكون هناك أبحاث مشتركة لبيان دور النخلة في النواحي النفسية والاجتماعية والتاريخية وما تعطيه من الناحية الثمرية والعلمية، فهذا من أروع ما أشعر أن مركز أبحاث النخيل ملزمٌ به في مستقبل خططه، فمركز أبحاث النخيل يحتوي على مكتبة متخصصة، وقد أقول إن معظم ما كتُب عن النخلة في كل نواحيها كتُب باللغة الإنجليزية، ومعظم المراجع العلمية والتراثية والتاريخية هي موجودة باللغة الإنجليزية للأسف الشديد، وقد حاولنا ولا زلنا نحاول تجميع ما يمكن أن يُجمع وما له علاقة بالنخلة، سواء على مستوى المخطوطات أو على مستوى التسجيل بالصوت من بعض المعمَّرين في منطقة الإحساء، وبكل الوسائل حتى نحفظ في هذا المركز ما يمكن أن يحفظ ويسجل لهذه النخلة كل جوانبها؛ تاريخية ونفسية واجتماعية وخلافه. هناك ثروة لا تقدر بثمن، ولكنها مهدرة، إما في عقول الرجال، وإما في كتب ومخطوطات ليست موجودة للأسف الشديد. وهذه فكرة رائعة وأشكر سعادتكم عليها، وأعدك بأن نوافيك بما نصل إليه في هذا الخصوص.
 
ثم يتفضل فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني بطرح السؤال التالي:
- إن سؤالي ليس شرعياً، وإنما سؤال زراعي. فكما نحتاج إلى الاستفسار عن الأمور الشرعية فإننا نحتاج إلى الاستفسار عن الأمور الزراعية.
- في الحديث الموضوع - يعني المكذوب - على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أكرموا عمتكم النخلة، وهذا في الحقيقة كلام فلاح مزارع وليس فيه كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم وإن كان معناه صحيحاً. ولعل وجه الشبه أن آدم عليه السلام لما خُلق خُلق طويلاً وقد ورد في الحديث "ما زال الخلق يتناقص حتى وصل إلى ما وصل إليه" مثل مئذنة، ما شاء الله أو أطول كان أبونا آدم، والله عزّ وجلّ شبّه، وذكر عن النخل فقال: والنخل باسقات لها طلع نضيد.. باسقات طويلة، فلعل عمتنا هذه أخذت الطول من آدم عليه السلام لا ندري.
 
- السؤال هنا: هل نستطيع أن نستضيف عمتنا النخلة بزيارتنا في بلاد الشام أو في تركيا، فعندي قطعة أرض في تركيا اشتريتها، ولا أدري ماذا أزرعها، فهل سعادة الدكتور وأنا أحب النخيل يرشدنا عما إذا كان هناك طريق لزراعتها في الشام أو في تركيا حتى نشكره ونطعمه من ثمرها إذا جاء لزيارتنا، وشكراً.
 
ويجيب معالي الدكتور محمد سعيد القحطاني على سؤال فضيلة الشيخ الصابوني بقوله:
- هذه دعوة كريمة واستشارة تحتاج إلى "تأشيرة" وإلى مادة أيضاً، لأنها استشارة فنية. شكراً لفضيلة الشيخ الصابوني على هذه الإضافة الرائعة، والسؤال الوجيه. النخلة لا تثمر إلا إذا توفر لها عدد من الساعات المحددة لا تقل عنها من الحرارة المرتفعة، فلو قلنا مثلاً إنها تحتاج إلى ألف وخمسمائة ساعة وأكثر من 38 درجة مئوية فلا بد أن تستكمل هذا العدد، وأن تتعرض لذلك المستوى من الحرارة. وتختلف أصناف النخيل في التعرض للساعات المحددة للحرارة من صنف إلى صنف، فهناك أصناف تحتاج إلى ساعات أطول، وهناك أصناف كما هي موجودة في بعض مناطق المملكة مثل منطقة بيشة تحتاج إلى ساعات أقل من الحرارة حتى تثمر، لذلك أصناف الحَسا لا يمكن أن تثمر في بيشة، ولكن أصناف بيشة يمكن أن تثمر في الحَسا، وسأوافي فضيلتكم إن شاء الله بالأصناف عامة وما تحتاجه من ساعات حرارية حتى تثمر، كما أن النخلة أيضاً لا يهمها تعرضها للبرد، ولكن المهم أن تتعرض للحرارة، والشيء الثاني والأساسي جداً لزراعة النخلة وإثمارها هو ألاَّ تتعرض أثناء فترة الإزهار لأي نوع من الأمطار لأن المطر في هذه الفترة بالذات يعيق انعقاد وتلقيح الكثير من أصناف النخيل، وشكراً.
 
ويطرح الأستاذ شكيب الأموي السؤال التالي:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- بما أن النخيل والنارجيل شجرتان يمكن زراعتهما في الأماكن المالحة على شاطئ البحر وفي كل أنحاء جدة، وبما أن اختصاص الدكتور القحطاني هو الزراعة، فإننا نود أن نعرف الشيء الكثير والكثير جداً عن زراعة النخيل وأشجار النارجيل، والسلام عليكم.
وكان رد الدكتور محمد سعيد القحطاني ما يلي:
- شكراً للأستاذ شكيب الأموي، الحقيقة أنه عندما تكلمنا عن النخيل وإمكانية زراعتها على الشواطئ، فهناك اتفاق على إمكان زراعتها، ولكن الفرق هو في إمكان النخلة ذاتها، وما هو مطلوب منها، سواء إن كانت للزينة أو للإثمار، أما ما يتعلق بكل شيء عن النخلة وزراعتها فهذا أمر كبير جداً وأدعو الأستاذ شكيب الأموي دعوة خاصة ومقدمة من الآن لحضور ندوة النخيل الثالثة إن شاء الله في جمادى الأولى 1411هـ في جامعة الملك فيصل بالإحساء، وأرجو أن يتقبلها مشكوراً.
 
ويتلو الأستاذ حسين نجار السؤال المقدم من الدكتور فيصل كنعان ويقول:
- ما هو دور جامعة الملك فيصل في الأبحاث التطبيقية المتعلقة بالكلفة الإنتاجية للمحاصيل الزراعية التي تتم زراعتها في المملكة؟ وهل هناك تنسيق وتعاون مع وزارة الزراعة في هذا المجال؟ وهل من اتصال مع المزارعين؟.
 
ويجيب الدكتور محمد سعيد القحطاني على ذلك بقوله:
- كلية العلوم الزراعية والأغذية من أوائل الكليات التي أُسست في جامعة الملك فيصل. وهي الثانية بعد كلية الزراعة في جامعة الملك سعود، وربما الصدفة والقدر تعاونا في أن أكون من أوائل من استقطب للعمل بكلية الزراعة في جامعة الملك سعود، وعملت معيداً ومعالي الدكتور رضا عبيد عميداً لكلية العلوم في تلك الجامعة، فهو أستاذي بالدرجة الأولى، ولا بد من الاعتراف بهذا، وله الفضل في واقع الأمر بتأسيس كلية الزراعة بجامعة الملك سعود لأنها نشأت فعلاً في كلية العلوم.
- عندما اقترح في جامعة الملك فيصل وبالدرجة الأولى في كلية العلوم الزراعية والأغذية اقتُرح في أن تكون امتداداً لما هو قائم وسدّاً لما هو ناقص في كلية الزراعة في جامعة الملك سعود، وبالتالي صُمِّم المنهج من بدايته تصميماً متكاملاً مع وزارة الزراعة والمياه، وعُقدت اللجان المشتركة ونوقشت المناهج بين الجامعة وبين الوزارة، وأُشبعت بحثاً حتى اطمأنت وزارة الزراعة وجعلت المستفيد الأول خريجي الجامعة في ذلك الوقت، وما زال الأمر كذلك، فهناك فعلاً تأكيد وتركيز على أن تكون الأبحاث التطبيقية حيث تبدأ المشكلة من واقع الحال، سواء في منطقة الإحساء وهي المنطقة الأساسية لعمل كل الأبحاث في المنطقة أو للأبحاث المشتركة مع وزارة الزراعة أو مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، فهناك أبحاث تطبيقية لها علاقة اقتصادية ولها علاقة إنتاجية ومنشورة في الكثير من المجلات العلمية، ومنشورة في إصدارات الجمعية السعودية لعلوم الحياة، ولا يُرقَّى عضو هيئة التدريس إلا بوجود هذه الأبحاث التطبيقية المرموقة والمضيفة الشيء الكثير من الفائدة لوزارة الزراعة أو المواطنين أو المزارعين المهتمين.
ثم طرح الأستاذ صالح الغامدي أحد المنتسبين لصحيفة المدينة المنورة السؤالين التاليين فقال:
- في ذهني مجموعة من الاستفسارات، بعضها يرتبط بذكرى قديمة لي مع معالي الدكتور محمد سعيد القحطاني، فقد أتيت إليه في بداية إنشاء جامعة الملك فيصل لإجراء مقابلة صحفية معه، وأذكر أنه قال عبارة جعلناها عنواناً بارزاً في أحد أعداد صحيفة رسالة الجامعة التي كانت جامعة الملك سعود تقوم بإصدارها، تلك العبارة نصها: "في سباق مع الزمن".
- سؤالي هنا: هل ما زالت جامعة الملك فيصل في سباق مع الزمن، أم أنها أصبحت تمشي الهوينى كما يمشي موج البحر؟.
- أما السؤال الثاني فيتعلق بعدد أقسام الإعلام في الجامعات السعودية حيث يبلغ عددها خمسة أقسام، أحدها في جامعة الملك سعود، والثاني في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض والثالث في جامعة الملك عبد العزيز والرابع بجامعة الإمام محمد بن سعود في المدينة المنورة والخامس في جامعة أم القرى. ولا يوجد أي قسم بالمنطقة الشرقية، فهل يمكن إعادة توزيع هذه الأقسام ليكون هناك قسمٌ للإعلام بجامعة الملك فيصل بالمنطقة الشرقية؟.
 
ويجيب معالي الدكتور محمد سعيد القحطاني على سؤالَي الأستاذ صالح الغامدي قائلاً:
- إذا قلت لك لسنا في سباق مع الزمن فأنا أحكم بالتوقف والجمود على جامعة الملك فيصل. نحن لا زلنا في سباق مع الزمن، أما قسم الإعلام بجامعة الملك فيصل، فليس في النية أن نفتتح قسماً بدون كلية، ولكن في مخطط الجامعة الأساسي وفي برنامجها الرئيس، هناك كلية للآداب والعلوم، وربما تأتي الفرصة المؤاتية لإنشاء قسم مثل هذا القسم في كلية الآداب إن شاء الله في الجامعة.
 
ثم أعلن مقدم الأمسية الأستاذ حسين نجار بأن السؤال الأخير سيكون موجها من الأستاذ نبيه الأنصاري الذي قال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشار الأستاذ الدكتور محمد سعيد القحطاني إلى أن المراجع التي تحدثت عن النخلة كان أكثرها باللغة الإنجليزية، وحيث إن لدي مؤلَّفاً لوالدي عبد القدوس الأنصاري عن النخيل والتمور في المملكة العربية السعودية والبلاد العربية، وكان في خاطري أن أهدي هذا الكتاب إلى جامعة الملك فيصل في ندوتها الثانية، لكن الظروف لم تساعدني على ذلك فأبقيته ليكون هديتي لندوتها الثالثة، والمؤلَّف المذكور مخطوط في أربعمائة صفحة تقريباً وقد حفل بأهمية والدي، حيث قام على تأليفه لمدة أربع سنوات، وكنت أستحثه على القيام بطباعته، فيقول لي: ربما أجد شيئاً جديداً أضيفه إليه، ولقد حان الوقت الآن ليُضاف فيكون إضافة ضمن مكتبة جامعة الملك فيصل بعمادة الدكتور القحطاني رئيسها الهمام، وأرجو أن يتقبل هذه الهدية، وأن تكون حِرزاً للجامعة هناك، ولي رجاء أسوقه إذا قُبِل أن يكون هذا المؤلَّف بعد طباعته أو في أثناء طباعته أحد مصادر التدريس في الجامعة تخليداً لذكرى عبد القدوس الأنصاري وهو من تعرفونه قبلي، والسلام عليكم ورحمة الله.
 
فيرد الدكتور محمد سعيد القحطاني على ذلك بقوله:
- الأستاذ نبيه، لقد ذكرتني بوالدكم - رحمة الله عليه - وأتقبل منك هذا الإهداء القيم، وسأوليه جلَّ اهتمامي ويُشرفني أنني سأقوم بإذن الله في القريب العاجل بالتدريس مرة أخرى، وهذا شرف طالما راودني. وأعدك أن يكون أحد مصادر مادتي التي أدرسها هذا الكتاب بإذن الله، وشكراً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :514  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 109 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج