شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"كلمة المحتفى به علي أبو العلا"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأحيِّيكم أكرم تحية من مهبط الوحي... من مكة المكرمة أم القرى، وأشكر لكم عواطفكم الرقيقة، وما عبرتم به نحوي من مشاعر المودّة والتقدير، ويسعدني أن ألقاكم هذه الليلة المباركة لأغتبط بوجودي بينكم وأنا أفيض شوقاً وحناناً.
جئتكم عن بني الحجاز شباباً
وشيوخاً بزورة ودية
لأبلغكم سلام بلادي
وأبث تحيتي الشوقية
من بلاد أعظم بها من بلاد
"مهبط الوحي" منبع العربية
بلدة صانها الإله تعالى
وحباها بالعزة الدينية
كم حوت مآثراً حراماً وكم من
"أنبياء" ذوي نفوس نقية
إن فيها "النبي" من قام يدعو
ويبث الشريعة القدسية
وبها "البيت" و "المقام" ووادي
"عرفات" والبلدة اليثربية
وبها "بئر زمزم" ماؤه
الطهر شفاء يرجى لكل بليّه
وبها الغار منزل النور من قد
نزلت فيه الآية الأوليّة
ومليك عمّ البلاد نداه
عدله شامل يعم البريّة
ذلك الفهد فخر آل سعود
حامي العرب ذو الأيادي الندية
ملك أمّن البلاد وأحيا
ذكرها فالحياة فيها هنيّة
نشر العدل والشريعة فيها
وبنى المجد في ذرى المدنية
يا بني العرب مجدنا ضاع فامضوا
وأعيدوا عصورنا الذهبية
كيف لا نرتقي ونحن جديرون
لنحيا بالعزّ والعبقرية
فاحشدوا العزم في "حمى الدين"
وامضوا لا تلينوا فما عداه فريّة
ويسعدني أن أقرأ على مسامعكم بعض قصائدي التي قلتها في مناسبات معيَّنة، ومنها لقائي الشاعر الكبير الأستاذ أحمد رامي، "ففي الطريق إلى طيبة الطيبة... وعلى ارتفاع أكثر من عشرين ألف قدم التقى الأستاذ الشاعر أبو العلا عضو مؤسسة عكاظ للطباعة والنشر شاعر الشباب الكبير الأستاذ أحمد رامي حيث كان الاثنان يقصدان زيارة المسجد النبوي. والصدف التي جمعت بين الشاعرين في طائرة واحدة... في رحلة روحية كهذه... هي التي دعتهما للجلوس أيضاً بجانب بعض على كراسي الطائرة لتجعل الحديث بينهما أكثر اتصالاً.. وكان حديثاً وكانت انفعالات أوحت إلى شاعرنا الأستاذ علي أبو العلا بهذه القصيدة الرائعة التي أهداها لشاعر الشباب الأستاذ أحمد رامي.. زميله في الرحلة". وبعد أن أكملت القصيدة أعجب بها الشاعر رامي فكتب الانطباعات المنشورة، بالزنك بخط يده... والقصيدة والإعجاب لا يحتاجان إلى تعليق (1) .
رَجع ألحانِكَ العِذاب
خَلَّد "الحب" والشباب
وصف الشوق والهوى
وصدى الوصل والعتاب
قد كفى اللحن "ذِكريات"
تعبُرَ الأفقَ كالسحاب
درر أنت صغتَها
تأخُذ الفكرَ واللباب
رددتها "حَنَاجرٌ"
شدوُها أعجبُ العُجَاب
* * *
دع حديثَ الهوى هنا
واطلب الأجر والثواب
واقصد المسجد الذي
نشرَ الحقَّ والصواب
قف تَلَمَّس مواقفاً
حمت "الدين" بالحِراب
بين أحدٍ و "خندقٍ"
وعلى السفحِ والهضاب
وتذكر "بذي قُبا"
"طلع البدرُ" والرِكاب
يوم أن جاءها "النبيُّ"
فاحَ منها "الثرى" وطاب
* * *
وإذا رمت "عمرةً"
فاقصد "البيتَ" والرحاب
واشربِ الكأسَ "زمزماً"
تَفضُلُ الشُهدَ و "الرُّضاب"
واتَّئِد عند "مروةٍ"
فهناك الدُّعا المُجاب
واسألِ الله "عَفوه"
فهو يعفو لمن أناب
ولك العود سالماً
ولتدم "شاعر الشباب"
* * *
وعن مكة المكرمة أقول في قصيدة طويلة مطلعها:
كم ليال جلّل الوحي رُباها
قف.. سل التاريخ.. ينبي عن علاها
مجدها قد فاق أمجاد الورى
وسنا الكون وميض من سناها
"مكة" يا قبلة الأرض وحسبي
أن بنى الله كياني من ثراها
* * *
وأقول في قصيدة أخرى:
من بلاد أعظم بها من بلاد
"مهبط الوحي" منبع العربية
بلدة صانها الإله تعالى
وحباها بالعزة الدينية
* * *
والمدح من أسمى الفنون الشعرية عند العرب، وقد اتخذه بعض كبار الشعراء ديدن شعرهم، وأسمى المديح هو مدح الرسالة الخالدة.. رسالة الدين الحنيف فأقول:
يا مكة الخير بي شوق يتيّمني
إلى حماك ويستهوي هواك دمي
فمن ثراك نما جسمي ومقدرتي
ورحمة الله جاءت بي من العدم
إن كان كل محب شاقه وطن
مثلي فحسبي فخراً جيرة الحرم
* * *
وقلت في "رحلة إلى القمر":
تصورتها رحلة للقمر
على مركب جرمه من خطرْ
إذا انفك حلّق نحو الفضاء
وزمجر تقذفه بالشررْ
رأيت الجبال وكل البحار
مع الأرض والنجم مثل الدُّرر
وردّدت في الجو آي الكتاب
بما اشتملت من معانٍ غُرر
تصورتها رحلة في المنام
سعدت بها مرة في العُمَرْ
* * *
وأقول في همسة بين البحر والشاطئ:
ذكريات الأمس مرآة
تري النفس صباها
من رؤاها يرقص القلب
وما أبهى رؤاها
إنها الأيام قد راقت
وقد طاب صفاها
فرص.. حلّت.. وولّت
ليته دام بقاها
* * *
ويوم افتتاح الخط الجوي الجديد للسعودية بين جدة وبومباي جادت قريحتي بهذه القصيدة العصماء.. عن "البوينج" الطائرة السعودية الجبارة التي تحمل كلمة التوحيد الخالدة.. ولقد جاءت هذه القصيدة مناسبة للخط الجوي الجديد الذي تفتتحه مؤسسة الخطوط الجوية العربية السعودية بين جدة وبومباي وقد دعي الشاعر الكريم للاشتراك في الرحلة الافتتاحية للخط نيابة عن مؤسسة عكاظ.
طارَت فذابت في الفضاء
"بوينجة" بهِرَت ذكاء
نفّاثة هدّارة
سبّاقة ساري الهواء
تسري فتسبق صوتَها
كالذئبِ يخلفُه العُواء
تطوي المسافاتِ الطويلةَ
دون كربٍ أو عَناء
النِسرُ قد ترك الفضاء
لها ليبحثَ عن جِوَاء
والجنُّ خافت صوتَها
لمَّا رمى الأرضَ العَراء
والنجمُ باتَ يزفها
كالعرسِ يرقصُ في الضياء
في الجوِّ تبدو كالنعامِ
يهيمُ في وسطِ السماء
* * *
فإذا أطلت فهي قصرٌ
من "عمارات" الفضاء
لكنها إن أقبلت
فالرعدُ أو قصفُ الفضاء
يا طائر "البوينج" تيهي
وارفعي خيرَ "لواء"
وثقي بأنك في أمانِ
اللهِ صبحاً أو مساء
لا ترهبي لُجَج الهواءِ
فهذه أرضُ الإباء
أرض النبوةِ والرسالةِ
والسلامةِ والحياء
أرضُ "البُراقِ" وقد سرى
"بالنورِ" يصعدُ للعلاء
"أسرى" بخير الخلقِ
هادينا ختامُ الأنبياء
جلَّ الإلهُ فهذه
نُعمى تقابلُ بالدعاء
أعطَى سليمانَ البِساطَ
وذَلَّل الريحَ الرخاء
* * *
وعندما سميت ديوان "بكاء الزهر" سألوني عن سر هذه التسمية فكان جوابي هذه الأبيات:
يقولون كيفَ بُكَاءُ الزهر
وهل دمعه كدموع البشر
وهل للنبات عيونٌ تَرى
وفيها جمالٌ وفيها "حَوَر"
فقلت: أجل للزهورِ عيونٌ
تبثُّ شعاعات بشتى الصور
وفيها من السحر ما يجتلي
لناظِره ومعانٍ أُخَر
ومن دمعها "قطرَاتُ الندى"
ترفُّ مع الفجرِ تحت الشجر
تفوحُ بعطر الشذى في الرياض
إذا الطلُّ بللَها في السَّحر
وألوانها في دروب الجمال
منمقة تحت ضوء القمر
فلا تعجبوا أن جعلت قريضي
وديوانَ شعري "بكاء الزهر"
تمثلت ما عز من حسنِه
فماس بوصفٍ جميل عطر
* * *
ومسك الختام وقّع المحتفى به الشاعر علي أبو العلا دواوين شعره هدية للسادة الحاضرين كما قدم له نادي الإسكندرية الرياضي هدية رمزية تقديراً له وعرفاناً بشعره الرائع المفيد المعبِّر عن تجربة عاطفية صادقة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :646  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 383 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج