شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"كلمة الناقد د. عبد العزيز شرف"
أيها الأخوة:
أحييكم في هذه المناسبة الكريمة التي تحتفي بها رابطة الأدب الحديث بشاعر سعودي كبير هو الشاعر الأستاذ علي أبو العلا، وإنه لمن حسن الطالع بالذات أن يجيء احتفال هذا العام برئاسة العلاّمة د. محمد عبد المنعم خفاجي وجماعة أبولو التي أسّسها الرائد الشاعر الكبير د. أحمد زكي أبو شادي عام 1932 إن لم تخني الذاكرة وإن لم يصحح لي أستاذنا أي خطأ في المعلومات في هذا التاريخ بالذات يؤكد لنا انبعاث النهضة الشعرية العربية وتحت كلمة العربية لا بد من وضع عدد من الخطوط، لأن النظرة الإقليمية الضيقة قد اختفت من جماعة أبولو وفي مجلتها الشعرية الشهيرة التي احتضنت من الشعراء مشرقاً ومغرباً من تزهى بهم أمتكم العربية والإسلامية.. بل بدا لي بدوري أن أنشر صفحة مطوية من تاريخ هذا الرأي للرائد د. أحمد زكي أبو شادي الذي اضطره الأمر إلى الرحيل عن وطنه ليعيش مغترباً في الولايات المتحدة الأميركية وأن يتعرف لشعراء أبولو ورابطة الأدب الحديث المفارق.. من هذا الموقع في المهجر الأميركي.
كان د. أبو شادي يتابع بحب حركة التطور الشعري في الوطن العربي وليس من قبيل المصادفة أن أستعيد اليوم من قراءة ما كتبه د. أبو شادي عن شاعرنا الكبير الموجود بيننا الأستاذ حسن عبد الله القرشي.
لقد توقف أمام أشعارها التي كان يذيعها المذيع في ذلك الوقت وفي هذا انطلق إلى دراسة التيار الأصيل في الشعر العربي مرتكزاً على منطلقات الأصالة ينظر إلى الأمام.. كان ذلك موقفه مع شعراء الجزيرة العربية.. مع العواد والعطار رحمهما الله وهو الموقف الذي أكد مفهوم الوحدة في التنوع الذي انطلقت منه هذه المدرسة الشعرية تعمل بالأصالة وتأييداً للمزيد من الاتجاهات.
أيها السادة
الشاعر المحتفى به هذه الليلة هو شاعر أصيل من هؤلاء الشعراء الذي يحتفي به رائد أبولو القديم ورائد رابطة الأدب الحديث وأبولو في هذا العصر أستاذنا د. محمد عبد المنعم خفاجي.
وشاعرنا الكبير علي حسن أبو العلا في غنى عن التعريف وأعدكم أني سأتوقف عند نقطة نقدية أثارها الكتاب القيم عنه بقلم الأديب السعودي محمد زهير كتبي.. عن "أبي العلا شاعر الأصالة والصدق".
لقد طرح قضية نقدية بالغة الأهمية وهي قضية شاعر (المناسبات) وهذه القضية بالذات تستحق منا وقفة لتصحيح ذلك المفهوم ذلك أن المناسبة عند الشاعر لا ينظر إليها في هذا السياق الذي رفضه العقاد مثلاً وإن كان في قصائد أخرى قد التزم بها ولكن والمناسبة هنا يقصد بها السياق السعودي الباعث الوجداني الذي يدفع بالشاعر الأستاذ مصطفى زقزوق في سياق معيَّن لنتخذ من المناسبة سياقاً فنياً ينطلق منه إلى تأكيد القضية الفائية للقصيدة من القصيدة.
من هنا كان الشعر الأصيل الذي نقرؤه عند شعرائنا الكبار وفي مقدمتهم الشاعر الكبير الأستاذ علي أبو العلا.
ولا يسعني في ختام هذه الصفحات التي وعدت بأني لا أطيل فيها التزاماً لأوامر شيخ النقاد أستاذي د. خفاجي أن أتوجه إليه بأبيات متواضعة أقول فيها:
الشعر إن خبرت جمالي عن جلال
الرؤى وعطر البيان
عن شموخٍ مقلد عن جمال
عبقري وصفوة في المعاني
شاعر شعره كما أظن بارق
الفكر والرؤى والكيان
عاش دنيا من الشباب وعصراً
قد تجلى إعجازه في المعاني
وتغنى بشعره وأغانيه
طوال الأيام كل إنسان
أيها الشاعر الذي بنى
للشعر بناء عالم نشوان
لك شعر على الزمان جديد
لحظة الفكر فوق في الزمان
هذا الذي أقصد في عجالة بخصائص مدرسة وفي الشعراء القصاص في المملكة القرشي وزقزوق وفوده.
وشعر مصر والأقطار العربية، عيد الأصالة والصدق، والسلام.
من شأن أعدائه بالمدح والقدح، كما لا يقصد بشعره زلفى أو عطاء، وإنما يتوجه الشاعر بشعر المناسبات الاجتماعية إلى أمته، يتغنى معها بما يريد، ويقود وعليه لتحقيق ما يستطيع.
ومفهوم الشعر عند الأستاذ علي حسن أبو العلا قوله:
فإن للشعر سلوى حين تقرضه
أو حين تقرأه إن عز خلان
فكم إلى حكمة يصغي الشعور لما
حوته من منطق زانته أوزان
وكم تسامر في جو الخيال رؤى
بها يحلق بين السحب هيمان
وكم تطوف بك الذكرى فتلمسها
ويختفي ظلها فالقلب ولهان
وكم تعانق أطياف المنى ولها
في روضة الشعر أطيار وأفنان
إنها الرؤية الإبداعية في شعر الأستاذ علي أبو العلا المبرأ من التكلف والزيف وأنه شعر الطبع والصدق والصحة.
شرف:
يدافع الشاعر الفرنسي المعاصر أراجون عن مذهبه في الشعر على من يعيب عليه التغني بأحداث المناسبات الكبرى التي زخرت بها الحياة اليومية في تلك السنين العجاف. تستدعي الذاكرة هذه الكلمات التي تثير قضية الشعر المعاصر وبين يدي كتاب الأستاذ زهير محمد كتبي عن الشاعر علي حسن أبو العلا شاعر الأصالة والصدق.
إن قضية "المناسبة" في الشعر تتجلى في دواوينه الشعرية الثلاثة.. بكاء الزهر، سطور على اليم، سطور فوق السحاب.. وهو القائل "الشعر كله مناسبات وهلا ينشر القريض لغير ذلك؟".
وإني أضع نتاجاً منوعاً من الشعر ممزوجاً ببكاء الزهر يتماوج في مناسباته كتماوج اليم في عبابه، اكتنف كل المناسبات في أحاسيسها كلمات مقل غير مكثر، كلمات إنسان يحس كإنسان، ويعبِّر كشاعر.
وبذلك يصحح الشاعر الأستاذ علي أبو العلا مفهوم "المناسبة" في الشعر.. إنها شعر الأحداث الجارية، وأصدائها في النفوس بما لها من صبغة وطنية أو سياسية وفيها لا يتوجه الشاعر إلى ممدوح يشيد به أو يغض.
د. عبد العزيز شرف كاتب ومفكر وشاعر وناقد معروف وأستاذ الإعلام في الجامعات المصرية ورئيس جماعة أبولو الجديدة ورئيس القسم الأدبي في جريدة الأهرام، وله مؤلفات ذائعة في الأدب والنقد والإعلام تجاوزت الخمسين مؤلفاً إلى جانب عشرة دواوين شعرية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :766  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 367 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.