شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"كلمة د. محمد عبد المنعم خفاجي" (1)
تحية من قاهرة المعز مبارك ننقلها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وشعبه الشقيق المجيد العريق.. نذكر مكة المكرمة وشاعرها الجليل علي حسن أبو العلا الذي نجتمع الليلة هنا في هذا الحفل البديع لتكريمه لنقدره حق قدره بصفته شاعر العروبة والإسلام، شاعر مكة المكرمة بيت الله الحرام ونستعير هنا ما قاله شاعرنا المكرم وهو أبلغ من كل تعبير:
جمع من الحب بل جمع من الأدب
في ليلة الشرق أينعت بالسادة النجب
بل ونردد معه قوله:
ليلة للوفاء تشرق نورا
وتطيب بطيب الدنيا بالأماني
ووجوه الحضور تضحك بشراً
فيه معنى قد فاق كل المعاني
وحين يشتد بنا الشوق إلى بيت الله الحرام ونذكر مكة المكرمة ونشدو بحبها (البلد الحرام) نذكر ما قاله شاعرنا المبدع علي أبو العلا:
مكة يا قبلة الوحي وحسبي
أن بنى الله كياني من ثراها
أيها السادة:
في القرن العشرين نبغ من مكة المكرمة حشد من الشعراء الذين خلّد الزمان ذكرهم ورددت دنيا العروبة والإسلام شعرهم، فذكر عدداً كبيراً لا يحصى من شعراء البلد الحرام منهم علي أبو العلا.. من بين هؤلاء هو واسطة العقد، ودرة القلادة. بلاغة صور، وجمال بيان، وحسن أداء، وحلاوة عبارة، وروعة صياغة.
يقول شاعرنا علي أبو العلا:
فإن للشعر سلوى حين تقرضه
أو حين تقرأه إن عزّ خلان
فكم إلى حكمة يصغي الشعور له
حوته من منطق زانته أوزان
وكم تسامر في جو الخيال رؤى
بها يحلق بني السحب هيمان
وكم تطوف بك الذكرى فتلمسها
ويختفي ظلها فالقلب ولهان
وكم تعانق أطياف المنى ولها
في روضة الشعر أطيار وأفنان
دواوينه الثلاثة:
1 ـ سطور على اليم.
2 ـ سطور فوق السحاب.
3 ـ بكاء الزهر.
تجمع بين القديم والحديث
بين العمودية والذاتية
بين الأصالة والمعاصرة
بين المحافظة والتجديد
فهي تحفل في إبداع الفن. وفي سحر البلاغة.
وكما يقول شاعرنا المحتفى به:
وكريم اليَراع ينفُثُ.. تِبْراً
من معانٍ يَزينُها طِيبُ جَرْسِ
وكما نقول فيه: الشاعر الذي سحر، والساحر الذي شعر.
أيها السادة:
وكما كرمنا هنا منذ عام شاعراً جليلاً هو الشيخ حسين عرب.. فإننا الليلة هنا في هذا الحفل الشعري الكبير باسم رابطة الأدب الحديث وباسم جماعة أبولو الجديدة ونقادها وأدبائها بل باسم مصر والإسلام والعروبة نكرمك شاعراً عربياً أصيلاً مبدعاً أغنى الأدب العربي بروائع أدبه، وأوابد فنه وكان شعره صدى عميقاً لحياته ولعصره.
ونكرمك شاعراً غنّى مفاخر الإسلام ومآثر العروبة في شواهد قصائده، وروائع إبداعه فهو حجازي الحياة نشأة وعملاً، مصري الهوى، سعودي الوطن، مكي الوجدان والشعور والشاعرية والعبقرية.
ونكرمك صديقاً لأدباء مصر وأدباء العروبة، وعاشقاً للنيل ولشعراء النيل من الرواد الخالدين.. كالبارودي وشوقي ورامي وناجي وأبي شادي.
وأنت يا شاعرنا الجليل أهل لكل تكريم، وجدير بكل تقدير من محبيك ومتذوقي شعرك البديع، ونثرك الرفيع، وقلمك العبقري الساحر.
ونتساءل، لماذا هذا التكريم الليلة، ولم يكن قبل الليلة أو بعدها.
وأقول إننا قد كرمنا جلّ الشعراء الحجازيين في مقر رابطة الأدب الحديث منذ عام 1940 في هذا المكان أو في أماكن عامة أو فنادق كبيرة..
كرمنا الشيخ محمد سرور الصبان في الخمسينيات في قصر العروبة وكرمنا العديد من الشعراء أمثال الأنصاري والقرشي وحمزة شحاته والطنطاوي والعمودي وغيرهم من المكيين والحجازيين.
أذكر أنهم نحو خمسة عشر شاعراً حجازياً، كرمناهم باسم رابطة الأدب الحديث وباسمنا، ولكن لا يمكن أن نغفل شاعراً كبيراً كالشاعر علي أبو العلا في حومة هذه المهرجانات الشعرية الرفيعة التي نتخير الصفوة من الأدباء والشعراء والمفكرين مصريين أو سعوديين أو عرب من مختلف الأقطار العربية والإسلامية.
وهناك أمر آخر في هذه الليلة المباركة.
لقد ظهر ديوان جديد في هذه الأيام بعنوان "سطور فوق السحاب" هو ديوان جدير بالقراءة، جدير بالإمعان، وكذلك جدير بأن نحتفي به وأن يكرم شاعره من أجله وظهر كتاب آخر بعنوان "من الزوايا وللتاريخ" وهو كتاب حافل يحتوي على كثير من فصول التاريخ والأدب والشعر وهو كتاب أيضاً يستحق كل تقدير.
من كلام خفاجي:
بين يدي كتاب قيِّم حقاً في دراسة الشاعر الكبير علي حسن أبو العلا بقلم الأديب الكاتب الأستاذ زهير محمد جميل كتبي.
علي.. شاعر نعتز به حقاً من بين شعرائنا المعاصرين لما يملكه من طاقة شعرية فريدة متميزة فهو يتميز في شعره بحفاوته بالتراث، وعنايته به، واهتمامه بكل ما يتصل بشعرنا العربي في قديمه الموروث، وحديثه المعاصر، وهذه العناية بالتراث الشعري أكسبت شعره أصالة وعبقرية وجودة، كما أكسبته عذوبة وموسيقية ودقة أسلوبية واضحة في قصائده المتنوعة المضامين والأغراض، وجعلته يلتزم بالعمودية والمحافظة وزناً وقافية وصوراً شعرية أخاذة.
فهو في قصائده الوجدانية والإسلامية والوصفية والاجتماعية والعاطفية شاعر أصيل مطبوع.
فالموسيقى والطبع الشعري خاصة من خصائص الشعر عند شاعرنا الكبير علي حسن أبو العلا، مما يجعل شعره قريباً إلى الذوق وإلى الأسماع، وإلى القلوب بحلاوة لفظه وجمال صياغته، وحسن سبكه، وعذوبة ترانيمه وشعاره دائماً هو قول الشاعر العربي:
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه
فليس خليقاً أن يقال له شعر
لم يترك الشاعر علي حسن أبو العلا غرضاً من أغراض الشعر العربي إلا وتناوله، ودواوينه تحفل بقصائد وجدانية ذاتية، وبأخرى إسلامية واجتماعية ووصفية.
وكذلك ظهرت في هذه الأيام دراسة جديدة عظيمة عن شاعرنا الكبير علي أبو العلا.. تستحق الاحتفاء بها وأن تقام ندوات عدة في رابطة الأدب الحديث عنها.
من أجل ذلك كان هذا التكريم الليلة، ويسعدنا أن نلتقي في حفلة التكريم صفوة من أدباء مصر وفي مقدمتهم سعادة الأستاذ الأكبر د. محمد السعدي فرهود شيخ جامعة الأزهر وصفوة مختارة من شعراء السعودية ومصر والبلاد العربية ومن مختلف البلاد الإسلامية.
أيها السادة
تحية كبيرة للشيخ الشاعر الجليل في إبداعه الشعري وفي نثره الجديد الممتع الذي قرأناه في كتابه (من الزوايا وللتاريخ) تحية له في أعماله الإبداعية التي ينوي إخراجها وإصدارها لقراء العربية وقراء الشعر والأدب.
وبعد:
فسلام عليك أيها الشيخ المبدع
وتحية إليك من الشعراء والأدباء
وكل المحبين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :771  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 366 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج