شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تأملات على بساط الريح!! (1)
لم يعد السفر في الوقت الحاضر مشقة تستحق أن يحاط المسافر من عائلته وأصدقائه ومحبيه بالحفاوة والدموع والعناق.. كما كنا نعرف ذلك إلى ما قبل عصر النفاثات والطائرات، وأنه على الرغم من أن وسائل السفر آنذاك في الطرق البرية بخاصة لم يكن ركوبها مخيفاً بقدر ما كان الخوف على المسافر من قطاع الطرق.. أو نفاد المال في الغربة شيئاً متوقعاً.. ولذلك كان يقابل المسافر عند عودته بحفاوة ربما تكون أكثر بكثير من مراسيم الوداع.. ولأن المراسلات والتلغرافات كانت عزيزة المنال في كثير من بلاد العالم.. فإن الفرحة العارمة التي كانت تقبِّل الأسرة بها الرسالة الواردة من الشخص الغائب كان لها صدى يتعدى الأسرة إلى الجيران فالأقارب وقد ينتظر كل ذي صلة بالغائب دوره في الإطلاع على الرسالة لمعرفة أحوال هذا المسافر والاطمئنان على صحته وأخباره.
واليوم ليس أمام المسافر إلا أن يحزم أمتعته ويودِّع أهله بدون دموع.. فالابتسامة تكفي مع الدعوات بالعودة بالسلامة.. وقد يسافر صديق ويعود دون أن يعلم أصدقاؤه عنه.. كل ذلك بسبب سهولة المواصلات وتيسير وسائل الاتصالات البريدية واللاسلكية فقد جعلت الناس يطمئنون وإن كانت هناك نسبة للحوادث. فإن الأعمار بيد الله.
استعرضت كل ذلك وأنا أغادر الوطن الحبيب.. وقد قطع علي هذه التأملات بالطائرة بعض تعليقات من ركاب الطائرة.. كانت كلها تدور حول المقارنة بين الرخاء والنعمة التي نعيشها في مملكتنا الحبيبة.. وما هي عليه في الدول المحيطة بنا.. وفي دول العالم، فحرية التجارة وحرية التعامل بالنقد الأجنبي هما من خير ما حرصت الدولة على إقراره لسعادة سكان المملكة والوافدين على السواء. لذلك فقد أخذ بعضهم يقارن بين أسعار الراديو والمسجلات والتلفزيونات في البلاد العربية السعودية وأسعارها في البلاد المنتجة لها، فضرب أحدهم مثلاً بأنه باعتباره من رجال السلك الدبلوماسي العربي السعودي في الخارج فقد اشترى من إحدى الشركات المنتجة لنوع خاص منها.. ولأن رجال السلك الدبلوماسي لهم تخفيضات خاصة في الجمارك فقد حصل على هذه التخفيضات ووصل إليه الجهاز.. لكنه فوجئ عند زيارته المملكة في إجازة بأن سعر هذا الجهاز نفسه في المملكة ينقص عما دفعه من مبالغ مخفضة، وضرب آخر أمثلة عن أسعار الأقمشة والأصواف. وكان محور الحديث عن الهدايا التي يعود بها المسافر إلى المملكة لأهله وأولاده.
فكان الإجماع حتى من بعض الأشقاء العرب والأجانب بأن المملكة العربية السعودية بفضل القيادة الحكيمة من الفيصل المعظم ورجال حكومته تعيش عصراً ذهبياً من الرخاء والنعمة اللذين لا يعرفهما ولا يحس بهما إلا من غادر المملكة إلى الخارج وشاهد الغلاء حتى في البلاد الزراعية المنتجة لأصناف الفواكه والخضروات التي نجدها في أسواق المملكة بأرخص الأسعار.
فاللهم أدم علينا هذه النعمة واحفظ مليكنا وبلادنا من كل شر وابسط ظلال أمنك الوارف وسترك الدائم على هذه المملكة، لتزداد على مر الأيام رفاهية واستقراراً وتقدماً وازدهاراً، وكانت هذه الدعوات تنطلق في الجو بين السماء والأرض من قلوب صادقة مخلصة تعترف بنعمة الله وتقدِّر جهود الحاكم والحكام وتسأل الله لهم التوفيق والسداد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :571  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 325 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج