شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لقاءات العيد
وبعد فقد انطوت صفحات أيام العيد.. بعد أن مررنا بالسطور المسجلة فيها.. واندمجنا في تقاليد قديمة بعضها حسن ومحبب، والبعض الآخر أضحى عبئاً ثقيلاً.. لا تحتمله النفوس من جهة وتضيق به سعة الوقت من جهة أخرى.
إن العيد الذي نستقبله على أنه رمز للمحبة وللتصافي وللتسامح وصلة الرحم والبر بالأقرباء تشغلنا فيه في الوقت نفسه تقاليد صعبة ورثناها عندما كانت مكة تنحصر حدودها الأربعة: ابتداء من ريع الرسان حتى مخفر المسفلة القديم ومن حي أجياد حتى نقطة "الخريق" في محاذاة مقبرة المعلاة، ومع ضيقها فقد كانت موزعة فيها أيام العيد الأربعة: فأول يوم هو للقصر الملكي.. واليوم الثاني للأهل والأقرباء.. واليوم الثالث للمحلات التي تنتهي بالمسفلة والشامية واليوم الرابع لباقي المحلات حتى محلة جرول، ويومها لم تكن هناك سيارات.. والحمير لا يستعملها إلا الكبير أو المريض.. وكان الناس يزورون الأصدقاء في محلاَّتهم يوم عيدهم ويجلسون لمقابلة من يزورهم في اليوم المقرر لمحلَّتهم.. وكانت تتم هذه اللقاءات في جوٍّ من السرور والبهجة.
واليوم أصبح العيد رسمياً ثلاثة أيام.. ثم اتسعت رقعة مكة المكرمة شرَّفها الله فامتدت إلى أم الدود غرباً والعمرة شمالاً ومنطقة العزيزية والحوض شرقاً.. وتعدت الحدود ريع كدى جنوباً. وأصبح من غير الممكن تطبيق البرنامج القديم في اليومين التاليين ليوم العيد الذي يعتبر راحة يخصص عادة لاستقبال الأهل وأفراد العائلة وبعض الأقرباء.. لذا فقد فضَّل بعضهم قضاء إجازة العيد خارج مكة وقصد أكثرهم المدينة المنورة.. هرباً من هذه الإحراجات.. والبعض الذي بقي في مكة اندمج في الواقع.. وقبل الوضع مرغماً مكرهاً لأنه ذهب يومه الأول لزيارة البعض، وعاد ووجد بياناً بأسماء من حضروا إلى محله للتهنئة.. فبادر في صبيحة اليوم التالي ونهض مبكراً ليستفيد بالوقت في زيارة أكبر عدد من الأصدقاء الذين ورد اسمهم في البيان فلم يستطع!! لكن الليالي التي كان يقضيها أسلافنا في النوم والراحة.. نقضيها اليوم في السهر إلى جانب (التلفزيون) وبرامجه الحافلة تلتهم ساعات الليل إلى وقت متأخر.. الشيء الذي يؤخر قيام الأسرة بأجمعها مبكراً لاستقبال يومهم الثاني ومقابلة المهنئين لهم.
وبعضهم لا يملك سيارة، ولا يستطيع دفع أجرة المشوار الواحد للتكسي خمسة ريالات ماذا يفعل؟ هل يكون "علاقة أجاويد" على أصدقائه من أصحاب السيارات.. وإن كان كذلك فإنه لا يستطيع إرهاقهم.. وتكليفهم بطلوع مرتفعات.. ودخول منعطفات.
لذلك فإنه لم يستطع الوفاء بالواجب، فما العمل؟ إنه الإحراج!
إن الأمر يحتاج إلى تفكير وتنظيم من قبل المجلس البلدي ووجهاء المحلات لوضع ترتيبات سهلة بسيطة تيسر لقاءات العيد.. ليصبح رمز فرحة وبشر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :886  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 315 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج