شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طريق الطائف القديم (1)
كانت وزارة المواصلات قد استجابت للفكرة التي نشرتها في العدد 2620 من جريدة الندوة الصادرة يوم الاثنين السابع من جمادى الآخرة عام "1387" تحت عنوان "جلاميد الصخر في طريق الهد" وقامت بجهود جبارة للتخلص من الصخور التي بقيت بعد تفجيرات الديناميت لفتح الطريق العملاق.
وكنت قد أشرت إلى أن الصخور الخطيرة على بعض الجوانب تهدد المارة من ركاب السيارات. وإن كانت لم تحدث حتى الآن ولله الحمد حوادث تذكر من جراء سقوط الأحجار والصخور بين فينة وأخرى خصوصاً عند هطول الأمطار. كما أشرت أيضاً إلى المنطقة الواقعة قبل الكوبري من جهة الطائف وبعده من ناحية مكة حتى المعسل وإن أخطارها ظاهرة من تشقق الجبل فبقيت أحجارها معلقة وهي غير متماسكة وتنذر بالخطر.
وقد جنّدت وزارة المواصلات فرقة معها معدات جبارة عملت مدة طويلة لإزالة ما أمكن إزالته من هذه الصخور.. لكن الأمطار الأخيرة أظهرت من جديد بعض الأخطار التي هددت الطريق.. والتي تسببت في انهيار صخري عظيم سدَّ عدة مناطق.. وقد لطف الله بعباده فلم تحدث أخطار أو حوادث هددت الأنفس.
وحيث إن حالة الجبل والتقارير التي وضعها الفنيون تنذر بأن أي أمطار قد تهطل بالشكل الذي تعرض له الجبل أخيراً ستسبِّب حدوث انهيارات نتيجة للمساحات الكبيرة المعلقة والتي بقيت مفتتة وغير متماسكة بعد التفجيرات التي استعملت عند فتح الطريق. وهذا معناه أن الطريق قد يحتاج إلى فترات ومدد للإصلاح تقصر وتطول تبعاً لما قد يحدث.. ولأن الحركة على هذا الخط لا تنقطع طوال العام.. وتزداد أيام الاصطياف وفي شهر الحجة نتيجة لمرور سيارات البر القادمة من الخليج وتركيا وإيران ومن الجنوب.. فإن الحكومة الساهرة ووزارة المواصلات بصفة خاصة لا بد من أنها تفكر في سفلتة وإصلاح طريق الطائف القديم "اليمانية" وليته تم ذلك عند تنفيذ خط الرياض - الطائف ليخف الضغط عن خط الجبل في موسم الاصطياف وموسم الحج.. بالنظر إلى ما تعانيه سيارات الحمل عند طلوعها وهي محمَّلة.. ولما تسببه من مضايقات لحركة السير عندما تسير قوافل السيارات المحمَّلة هذه وتحاول إحداها تخطي الأخرى، وناهيك بالأخطار التي تهدد مرتادي هذا الخط عند ازدحامه بسيارات النقل الضخمة.
وفي موسم الحج يزدحم الخط بقوافل أتوبيسات الحجاج وسيارات الحمل التي تنقل البضائع والركاب فتزداد الخطورة عندما يتزايد عدد القوافل في أواخر شهر ذي القعدة.. والأيام التي تسبق يوم الوقوف بعرفة.
إن في فتح طريق اليمامة وجعله في اتجاهين يجعل السفر عليه متعة وليس هذا معناه الاستغناء عن استعمال خط الجبل بل إنه على العكس من ذلك فإن الأمر لا يعدو مجرد تخفيف من جهة.. وللاحتياط عند حدوث أي تلف في خط الجبل بحيث لا تتعطل حركة السيارات التي تربط الرياض بالمنطقة الغربية وبمدن الحجاز الواقعة شرق الطائف.. ثم بطريق الجنوب الذي سيتصل بالطائف ويزيد من ضغط السيارات.. وسيكون لفتح الطريق القديم الفوائد التالية:
أولاً ـ أصبحت المناطق والقرى الواقعة على الطريق القديم شبه مهجورة. وبإعادة فتح هذا الخط ستزدهر وفيها أماكن اصطياف تنعم بهواء عليل وجوٍّ ممتع كالسيل الكبير ومناطق زراعية مشوقة كالزيمة.
ثانياً ـ المرور في الطائف يتعرض أيام الصيف لضغط شديد ويزيده ضغطاً عبور سيارات الحمل والركاب القاصدة إلى الرياض من جدة ومكة عبر مدينة الطائف.. وسيزيد الضغط كما ذكرته سابقاً عند الانتهاء من طريق الجنوب.. وبفتح الطريق القديم يخف هذا الضغط وتأخذ السيارات طريقها بعيداً عن مدينة الطائف وشوارعها التي لا تتحمل كل هذا الضغط.
ثالثاً ـ سيصبح من الميسور لسيارات الحمل الذاهبة.. وسيارات الحجاج القادمة في موسم الحج أن تسلك الطريق القديم.. وبذلك يخف الضغط على أرضية الجبل إذ لا شك أن هذه الأثقال الضخمة قد تؤثر على خد الجبل وخصوصاً عند هطول الأمطار التي تسبب تفتت الصخور وتعرِّض جوانب الخط إلى انهيارات.. كما سيخف الضغط على الكباري المعلقة.. وأنه وإن كان قد روعيت عند التصميم كل هذه الاحتمالات لكنها أمور للوقاية.. والوقاية خير من العلاج.
إنها أمنيات الدافع إليها حرص الدولة.. وإنفاقها السخي لرفع شأن هذه المملكة.. وإن كانت هناك من كلمة أخيرة فهي توجيه الشكر إلى العاملين في وزارة المواصلات على جهودهم المضنية التي بذلت أخيراً لفتح الخط بعد هطول الأمطار.. في حين أن كمية الصخور التي انهارت وسدت الطريق لم يسبق أن نزل مثلها منذ فتح الطريق حتى الآن.. مع الدعاء لكل مخلص بالتوفيق..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :876  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 278 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.