شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المياه المحجوزة في أعالي مَكة المكرّمة (خطر) (1)
كشفت الأمطار التي هطلت قبل عامين على مكة المكرمة عن تفجر المياه من الأرض وانسيابها في الشوارع لمدة طويلة وذلك في المنطقة المنحصرة بين الخريق وسوق المعلاة حتى الغزة فالقشاشية.. ثم في منطقة العتيبية حيث لا تزال تسيل على وجه الأرض حتى اليوم وتصب في البئر المهجورة من أرض بستان الشريف - الحلقة الجديدة - وفي الحفر الكبيرة التي أعدتها أمانة العاصمة بجانب هذه البئر.
وعندما يزداد تدفق الماء ينساب على الأسفلت متجهاً إلى حلقة الحطب ماراً بشارع دور الشيخ عبد الله بن سليمان. وكم أتلفت المياه خط الأسفلت وعبِّد عدة مرات ولا يزال إلى اليوم يتعرض للأضرار من جراء انسياب المياه المشار إليها.
وكانت الحملات بادئ ذي بدء توجه إلى أمانة العاصمة لوضع حد لانسياب مياه البيارات، ثم اتجهت إلى إدارة عين زبيدة ظناً أن هذه المياه هي من فائض مواسير العين بالعتيبية.. ثم قيل بعد ذلك بأن السد المقام بين طريق العشر من جهة ريع اللصوص، قد امتلأ وفاض أو أن الماء أخذ يتسلسل من تحت جدار السد ويتدفق على واجهات الشوارع والتكهنات واحدة في هذا الجزء الذي ينحصر بين المعلاة والمسجد الحرام.. فكانت هذه التكهنات من أرباب الخبرة وغيرهم تقول بأن هذه المياه نبعت وفاضت أثر تغذية روافد عيون مطمورة في مكة بعضها ينبع من جبال أعالي مكة الشرقية وبعضها من شعاب شعب عامر.. وكلما جد جديد بدأت الحملة على عين زبيدة وأمانة العاصمة للعمل على منع تسرب المياه إلى الشوارع. ولقد شُكِّلت عدة لجان لوضع الحلول ورفعت التقارير المسهبة ولكنها كلها كما أعتقد لم تعثر على السبب الذي يقبله المنطق والعقل لوادي إبراهيم وللعتيبية.
إن هذا السبب يدعو إلى التفكير وإلى التدبر وإلى أخذ الحيطة قبل أن يستفحل الأمر.. إنه الخطر الذي يجب أن تبحثه لجنة فنية عالمية لتضع الحلول.. وترسم الخطط.. فلقد بدأ الناقوس يدق بظهور المياه الغزيرة عند نقطة تلاقي شعب عامر بالشارع العام وعلى التحديد عند عماير الجفالي.. حيث تنساب المياه المحجوزة بين شعاب وجبال عامر والتي تستهلكها العمارات والمساكن الكثيرة الموجودة والمقامة حديثاً والتي تنصرف في باطن الأرض.. وتتبع الانخفاض الطبيعي من علو جبال شعب عامر في اتجاه الانخفاض بأسفل الوادي.. وقد يكون من المؤكد أن روافد عيون مهجورة حالت أساسات العمارات التي أقيمت في الشعب دون تدفقها في مجاريها فأخذت تبحث عن طرق لها تجمعت مع فائض العمارات وتفجرت في الموقع المذكور.. وقد تظهر مستقبلاً تحت العمارات.. وعند قيام المباني الجديدة على طول امتداد الشارع حتى المسجد الحرام.
وإذا تصورنا ارتفاع منى وحوض البقر ومنطقة العزيزية والششة والمعابدة بأجمعها عن منسوب انخفاض وادي إبراهيم نجد أن كل فائض المياه جوفية كانت أم رجيع العمارات والمساكن الكثيرة تتجمع في باطن الأرض وتندفع في اتجاه المعلاة والغزة لتأخذ طريقها المعتاد قديماً إلى المسفلة حيث تغذي بركة ماجن.
ولكن يبدو أن الأساسات العميقة التي وضعت لعمارة المسجد الحرام قد كونت سداً أسفل الوادي في باطن الأرض حيث أخذت عمقاً لا بأس به مع المتانة في البناء وإحكام الصبات.. ولم يدر بخلد الفنيين حين وضع التصميم وتنفيذه ما سيترتب عن حجز الكميات الكبيرة من المياه الجوفية والعيون التي قيل إنها مطمورة بالإضافة إلى ما تستهلكه المساكن الكثيرة التي أقيمت على الجبال من القشاشية شرقاً وغرباً حتى منى والششة ومحلة العزيزية.
وكل يوم يمر يأتي بجديد فهناك عمارة مبنى البرق والبريد تدفق على أرضها الماء بغزارة وقامت اللجنة حول مصدر الماء وأعضاء اللجنة بعضهم حمَّل عين زبيدة المسؤولية وبعضهم حمَّل المقاول التبعة لتعرُّضه لمجاري العين ثم ظهرت نفس الحالة في المبنى الذي حفرت أساساته بجانب عمارة سماحة المفتي وقد تفجر الماء منه بغزارة لم تمكِّن المقاول من البناء حتى الآن.
وأخيراً مقبرة المعلاة فقد بدأت المياه تملأ قبور الأموات في الأماكن القريبة من منخفض الشارع في الأرض المنبسطة.. وتبحث أمانة العاصمة عن حلول لإقامة مقابر جديدة في الجبانة الشمالية في شعاب جبال ريع الحجون.
ولا ندري قد يتطور الخطر بالنسبة إلى العمارات الكبيرة والصغيرة وربما تتعرض الأساسات القديمة لتفتت التربة والانهيار لا قدَّر الله ويكفي أن نوجه أنظار من تعودت البلاد منهم المبادرة إلى إزالة كل ضرر بأن يولوا هذا الأمر اهتمامهم المعهود.. فإن الأمر هام ومقلق. والله المستعان..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :937  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 250 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج