شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
آثار بلادنا تجذب السيّاح (1)
هذه الجزيرة العربية مهد الأنبياء ومنبع القداسات. عريقة في أمجادها وبها من آثار العرب على مر العصور ما يتعشقه السياح في عصرنا هذا. وهذا دأبهم في تنقلاتهم ورحلاتهم حول العالم. يقطعون المسافات الطوال جواً.. ويصبرون على النصب والتعب والتنقل سيراً على الأقدام بحثاً عن آثار الأقدمين.. فتجدهم يسترجعون الماضي.. وأمجاد الأقدمين بين طللٍ بال.. وأثر بلغ في الوجود أقصى العمر..
ففي شمال وجنوب الجزيرة العربية آثار لحضارات قديمة.. عريقة في القدم.. وفي نجد والمنطقة الشرقية آثار قديمة.. وأماكن ورد اسمها عبر التاريخ حيث كانت مركزاً لقبائل عربية لها صولتها وجولتها في بناء تاريخ هذه الجزيرة العربية.. ومنها برز قواد وشعراء وملوك تتردد أسماؤهم في قصائد الشعراء.. وفي قصص البطولات والتضحية. فيما سجلته كتب التاريخ ودواوين الشعراء.
وفي تهامة والحجاز آثار تمتد عروقها إلى عهد إبراهيم وإسماعيل.. ثم بين مكة والطائف ولد ونشأ وترعرع صاحب الرسالة الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. وإلى المدينة هاجر وآزره الأنصار.. وسارت راية الفتوحات الإسلامية إلى بقاع الأرض تنشر الدعوة للدين الحنيف.. وتدك عروش القياصرة.. والمسلمون اليوم في حاجة إلى الوقوف على هذه الآثار ومعرفة مواقع الغزوات والندوات للرسول وصحابته وخلفائه.. هذه المعرفة ليست للتبرك وليست للتمسح بالأحجار. وليست لدعاء الأولياء وذبح القرابين لهم. فقد انتهى عصر الجهل وتفتح الوعي بين المسلمين.. وزالت من أكثر بقاعهم الخرافات والخزعبلات.
وإذا كانت طريقة الأقدمين هي إنشاء القباب وما يشبه المساجد على الأضرحة والأماكن الأثرية فإن هذه الطريقة كانت بلا شك تجذب السذج والجهلاء من العامة إلى الاعتقاد بأن هذا الأثر.. له قداسته وله رهبته. فينصرفون إلى ما يشبه العبادة. وليس هذا الذي أطلب بعثه من جديد.
إنني أقترح تأسيس إدارة عامة للسياحة والآثار.. تحدد الأماكن والآثار في بقاع الحرمين الشريفين.. وتضع للمسلمين برامج للوقوف على عظمة الإسلام.. وبساطة الإسلام.. ليقف كل مسلم ويطبق على ما قرأه عن الغزوات.. وعن الجهاد والتضحية.. وعن الصبر والكفاح.. على الأماكن والمواقع.. وما أكثرها.. والمسلمون اليوم في حاجة إلى أن يتلمسوا هذه العظمة.. ليتحدوا ويتكاتفوا لمواجهة كل تيار.. وكل اتجاه لا يريد للإسلام والمسلمين خيراً.
ولغير المسلمين.. في بلادنا آثار خارج الحرمين تخلد أمجاد العرب وكفاح المسلمين.. وتعطي العظة والعبرة من صور الماضي المجيد.. ليدرك هؤلاء مدى ما كان عليه العرب من عزة ومجد توارثه الغرب عنهم.. وبنى على أسسه حضارة الروم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :992  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 245 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج