شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خاطرة
بقلم: محمد أحمد مشهور الحداد (1)
الحديث عن الشعر والشعراء فنون وشجون، فالشجون رسالة الشعر والفنون معاناة الشاعر... وما رسالة الشعر إلا التعبير عن الحياة، والمرسل بها هو شعور الفنان كما يحسها من خلال وجدانه أو بمعنى أدق الظاهرة النفسية يشدو بها حين تفيض نفسه بإحساس من الإحساسات أو بمعنى من المعاني لا تستطيع أن تحتمله.
وإذا كان الشعر من ملكات النفس التي لا تفنى وإن كانت أشكال تعبيرها تتجدد وتزدهر أو تذبل من مكان إلى مكان ومن عصر إلى عصر ومن إنسان إلى إنسان فإن الشاعر في تعبيره إنما يعبِّر للناس عما يحسون به ولا يستطيعون التعبير عنه فهو يملك الوسائل الفنية للتعبير عن موهبة فطرية كما هو الأغلب وأدوات لفظية وصحة نظر وسلامة ذوق.
وبعد هذا، فليس هناك لغة خاصة بالشعر، فكل كلمة يمكن للشاعر استخدامها بحيث تغني عن موقعها ما لا تغني فيه كلمة أخرى.
ثم يأتي محض القدرة على تصنيع الإيقاع وهو ما يكفل بأن يهيئ هيكلاً ذا وزن وقافية، وأصنافاً من الزخارف النغمية، غير أن هذا الهيكل يكون بارداً خالياً من الروح هامداً حتى تصحبه وثبة البيان المنبعثة من صادق التجربة والرغبة في التعبير عنها.
ووثبة البيان هذه ما كان يسميه القدماء (نفس الشاعر) يعنون به الروح التي تنتظم رنة نظمه مع المطلع إلى المقطع ويربط سائر أجزاء كلامه ويشيع فيها وحدة عميقة ذات جرس متين ووحي نافذ.
وشاعرنا المعني هو شاعر سعودي أصيل اتخذ الشعر ذوقاً ورواية وقرضه وهو بعد لم يشب، وكان شعوره بشعره للناس أكثر منه لنفسه.
شاعر نجده في أسلوبه ممن يؤمنون بروعة اللفظ مع حبه للسهولة والوضوح حتى لتجد لشعره على اختلاف ضروب صوره وأغراضه صوراً مشرقة للمناسبات التي قال فيها شعراً.
شاعر تحسه وهو يلقيه قريب الفكر بعيد التصوير تنحدر ألفاظ شعره من عواطف شريفة هي عواطف الإنصاف والوفاء.
شاعر.. في تصوري أن الذين عرفوه إنما عرفوه مواطناً صالحاً تسنم وظائف كبيرة واحتل مكاناً مرموقاً بجده وكفاءته، ولم يعرفوه شاعراً كما يجب، ذلك لأن الوظيفة أخذت بريق حياته كشاعر.
شاعر.. قرض الشعر في أكثر أغراضه، تغزل في غير إطراء، وعتب في غير قسوة، ورثى في غير ضعف... ثم هو بعد كل هذا وذاك التزم التزاماً بعمود الشعر القديم ومال في كل قصائده إلى المقاطع ووحدة المعنى فيها والتساهل في الألفاظ والتراكيب تاركاً التكلف جارياً على السجية، مما يجعلنا نقول إن شعره كل شعره (مطبوع) لا (مصنوع) والمعروف أن المطبوع هو الذي يجري فيه الشاعر على السجية، والمصنوع هو الذي يتكلف فيه الشاعر شيئاً كثيراً أو قليلاً ومن التفنن في إيراد المعاني والألفاظ ومن القصد إلى استجماع التشابه والاستعارات.
وشاعرنا الأستاذ علي حسن أبو العلا من المقلّين في الشعر... وبإمكانه أن يقول الكثير لكن الوظيفة تحول دون تحقيق رغباته.
والمعروف أنه إذا قال أجاد وقد صدر له منذ مدة ديوان شعر أسماه (بكاء الزهر) كما سيصدر له أيضاً كتاب آخر بعنوان (من زوايا وللتاريخ).
والأستاذ الشاعر علي أبو العلا عندما يقول الشعر لا يقوله رغبة في شيء ما ولا رهبة وإنما يلقيه بداهة وكأنما يفك عن نفسه قيوداً، أو يتنفس الصعداء مما يجول في ذهنه وخاطره، وهذا النوع من الشعراء قليل إلا أنهم لم يتكسبوا به ولا يرضون أن يكون الشعر ذرائع كسب، فالشعر عندهم إنما يقال لمناسبات تحرك المسؤولية الفكرية لدى الشاعر وتهزها من الأعماق فتدفعها إلى الإفاضة بمكنون ما فيها حتى لتجدك ما تكاد تتخطى بعض الأبيات المتصلة بالمناسبات حتى ترى إلهام الشعر من مجموع الحياة قد تجلى وقد غمر المناسبة وسما فوقها واتصل بحياة الوجود كله فنحس نحن بدورنا ما يذكي فينا أقوى المعاني وأروع الذكريات...
وها نحن مع الشاعر في لقطات عابرة من شعره... يقول شاعرنا عن مكة الخير والعقيدة والوطن، من قصيده له بعنوان (ومضة على جبال النور):
يَا مَكَّةَ الخَيرِ.. بِي شوقٌ يُتَيِمُنِي
إلى حِمَاكِ وَيَسْتَهْوي هَوَاكِ دَمِي
فَمِنْ ثَرَاكِ نَمَا جِسْمِي ومَقْدِرَتِي
وَرَحمةُ اللهِ جَاءَتْ بِي مِنَ العَدَمِ
فَكُنْتِ مَوطِنَ أحْلامِي.. وتَنْشِئَتِي
بَينَ القَدَاسَةِ عَبرَ الأشْهُرِ الحُرُمِ
وَحَوْلَ كَعْبَتَكِ الغَرّاء كَمْ سَبَحَت
نَفْسِي وَنَاجَتْ لَدَى رُكْن وَمُلتَزَمِ
أرأيت كيف اختار مقطعاً مطلعه فبدأ بندائه وكأنما هو بعيد الدار عن البيت العتيق وهو غير ذلك فهو ابن تربتها وهي موطن أحلامه فكم سبحت نفسه وهو طائف وكم ناجى ربه مقبلاً يمين الله حيناً وملتزماً حيناً آخر.
أي وربي! من منا لا تثير في نفسه هذه الصور المصوغة في هذا الشعر أجمل المعاني وأرقى الأحاسيس... ومن منا لا تتحرك مشاعره وهو يحياها في هذا القول من القريض.
ومن منا لا تستهويه مكة ببيتها العتيق بكل ما فيها من آيات بينات بركنها اليماني المبارك بحجرها وحجرها... بمقامها وملتزمها بكل شبر فيها..
إلى قوله: -
إنْ كَانَ كُل مُحبٍّ شَاقَهُ وَطَنٌ
مِثْلي فَحَسْبي فَخْراً جِيرَةُ الحَرَمِ
لئِنْ سَعِدتُ بِأنِي ابْنُ تُربَتِهَا
فَإنّني مِنْ ذُنُوبي حِيلَتي نَدَمِي
تَطُوفُ بي ذِكرَيَاتٌ عَنْكِ مَبْعَثُهَا
مُنذُ الطُفُولِة تَمضي بِي بِلاَ سَأَم
فَلَيسَ مِثْلُكِ يَروي الذِكْرَيَاتِ عَلَى
مَر العُصُور وَمَنْ يَعْلَق بِهَا يَهِمِ
ومن قصيدة بعنوان (رحاب الوحي) يقول:
إذَا العَدْلُ استقرَ.. فَكُل أرْض
أمَانٌ.. لا تَخَفْ فِيهَا اغترابَا
بَنَيتُم بالمكَارِم.. وَالسَجَايَا
صِلاَتِ الود حُباً.. واقْترابَا
وَمَا ضَر المَكارم حِينَ تُلقى
مَزَاعِمَ جَاحِدٍ وَرُؤى كِذَابَا
(فإن الشَّرَّ يَصْدَعُ فَاعِليه
وَلَمْ أَر خَيّراً بالشر آبَا) (2)
وهنا أترك للقارئ الأديب التفكير... وأدعوه في الوقت نفسه لنستقرئ معاً مدى ما تحمله أو ما تتحمله هذه الألفاظ المختارة في المقطوعة أعلاه لنجد ما قلنا سابقاً، أن ليس هناك لغة خاصة بالشعر فلكل كلمة يمكن للشاعر استخدامها بحيث تغني في موقعها عن ما لا تغني فيه كلمة أخرى.
ألا ترى لو حاولت أن تبدل بعض الألفاظ بغيرها لوجدت أنك مسخت المعنى كله مهما تصورت أن هناك كلمات أجمل أو أوفق أو أجدر بالمقام.
ألا تحس بذلك التناسق في المعاني بيتاً وراء بيت معاني مترابطة كعهد تواكبت حياته في دائرة واحدة.
وتذوق معي هذه الألفاظ التي تقيم لنا الدليل القاطع على أن من البيان لسحراً!! ومن الشعر لحكمة.
وهل البيان بأكثر مما يمكن أن نقول - العدل ينتج الأمان - المكارم زائد السجايا - زائد الصدق ينتج الحب والوفاق، لا تضار بمكارم من مزاعم الجاحد والرؤى الكاذبة.
ألا ترى معي أن بعض هذه المعاني تجري مجرى الأمثال فمن شوقي أخذ مثلاً الشر يصدع فاعليه.. .
لم أر خيّراً بالشر آبا...
ثم هو يقول: إذا استقر العدل أمنت المواطن.
إذا استقر العدل بأرض فلا تخف فيها اغترابا.
ومن قصيدة بعنوان (خذوا عبرة) ومناسبتها مؤتمر القمة الإسلامي الثالث وافتتحت جلسته الأولى في الحرم الشريف.. .
يقول فيها: -
خُذُوا بالكِتَابِ وَلَبُّوا النِدَاء
فَبَينَ يَدَيكُم دَلِيلُ السَمَاء
فَفِيهِ الحَيَاةُ التي تَرْغَبُون
وَفِيهِ الرُقيّ.. وَفِيهِ العَلاء
وَمِنهُ إذا الخَطبُ جَدَ اعتصَام
يَعُمُّ مَسَالِكَنَا بِالضِّيَاء
وَفيهِ إذا النَفْسُ عَجَّ صَفَاهَا
رَجَاءٌ يُعيدُ إليها الصَّفاء
إلى قوله: -
فَمَا بَالنا قَدْ ضَللنَا الطَريقَ
نُجرب أسيافنَا في هبَاء
أعُدنَا كما قالَ فينَا الرسولُ
عَلى صَفحةِ الكونِ مثلَ الغُثاء
إلى قوله: وهو يسأل بحرقة وألم عما أصاب أفغانستان المسلمة وكيف تستباح الدماء على أرضها؟؟ وهي دماء إسلامية فأين المسلمون؟!.
وأفغانُ مَا خَطبهَا كَيفَ عَادت
عَلَى أرْضهَا تُستباحُ الدِماء
وهَل بعدَ تَشريدِهم يَدفعون
بلاء تعوّذَ مِنهُ البَلاء
ثم يقول مخاطباً الملوك والرؤساء الذين تجمعوا لعقد مؤتمرهم، مؤتمر القمة الإسلامي الثالث:-
فمَاذا فَعَلنا وَمِن حَولنا
ذئابٌ وَهُم للحقِّ أدعياء
فقدْ آن أنْ نَنفُضَ الذلَّ عَنّا
وَنَركَبُ للصعبِ خَيلَ الإبَاء
ثم يشير إلى جمعهم وكأنما يريد بذلك لفت انتباههم حتى يتذكروا مواقفهم حيال ذلك... فيراجعوا حساباتهم في هذا المكان الطاهر، ويأخذوا عبرة، ففي هذا المكان حطّم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أصنام الطغاة ومن هنا رفع اللواء... فيقول: -
تجمعتُمُ اليومَ عندَ الحطيم
لِذي البيتِ إذْ ترفعونَ النداء
خُذُوا عبرةً فهاهُنا كَانَ طه
يُذلُّ الطُغَاةَ وَيُعلي اللِوَاء
ونورد هنا ملاحظة والملاحظات كثيرة في شعر هذا الشاعر الذي سلبته الوظيفة ومسؤولياتها، كل اهتماماته بالشعر، فخسرناه في شعره، أقول هذا وبين يدي الكثير من شعره الأول وشعره الأخير فأجده من حيث انتهى كان بادئاً.
فهو لم يعش قط في شعره لذاته وإنما عاش بشعره يرسم ويصور آلام وأمثال مواطنيه وكل مجتمعه العربي والإسلامي فتقرأ له من قصيدة تحت عنوان (أمل تجسد) فيبدأ مطلعه بهذا النسيب الرقيق فيقول:-
تتَلألأُ الكَلِمَاتُ حينَ أَقُولُ
وَيَزُفهَا عَني الوَلاء رَسُول
فهو يجعل (رسوله للمليك ولاءه) ثم ماذا بعد هذا الولاء، أتراه يطلب شيئاً لنفسه كلا!! وإنما يطلب - لمكة المعمورة - المطالب الكثيرة، حتى إذا ما حققت هذه المطالب تحدثت عن يومنا هذا مراجع التاريخ:
وَمَراجِعُ التَاريخ تذكرُ يومنَا
هَذا وَتَفخَرُ وَالحَديثُ جميل
ومطالب مكة هنا مطالب شعب كله حجازه ونجده بل هي مطالب كل المسلمين فيقول:
لكنَّ مكة وَهي تَعرفُ قَدرها
منْكُم وأن رُقيَّهَا مَكفُول
توّاقةٌ دَوماً إلى تَشريفِكم
في كُل آن وَالمقَام يَطُول
لتعيشَ فرحَتَها بكل تَلهف
وتُعيدُ أعْيَاداً لها وَتَصُول
إلى قوله:
سُكانُ مَكةَ هُم طَليعةُ مَن رَعى
(عَبدُ العزيز) وَمَن عَطَاهُ جَزيل
وقوله:
والأمْرُ تَتْويجٌ لِكُل صَنيعِكم
لا يرتَقي لوُرُودِه التَأويل
إنَّا نَبُثُّك مَا نُريدُ فَأنتَ مَن
لبّى المطالِبَ وَالجَوابُ قُبُول
نَحتَاجُ جَامِعَةَ تَضُمُّ مَعَاهِداً
في قَلبِ مَكَّةَ تَزْدَهِي وَتُنيل
إلى قوله والحديث عن مكة:
واليَوم مَكَّةَ وَهي تَرْقُبُ مجَدهَا
ترجو مزيداً والمزيد قليل
طماعة هي للمزيد.. لأنها
عطشى وللبذل الكثير تميل
ما أجمل هذا الشعر على النفس وأجمل منه تحقيق الأماني، وقد تحققت الكثير من هذه الأماني والمطالب بفضل الله وبفضل كل المخلصين من أبناء (عبد العزيز) ملوكاً وأمراء وقيادة رشيدة.
وله من قصيدة تحت عنوان (يا نعمة الله)
وقد أشاد بهذه القصيدة المربي الفاضل الشيخ عثمان الصالح حيث يقول فيما كتبه تحية للشاعر في إحدى مجلاتنا الشهرية، فقال:
ولقد وقفت أمام القصيدة التي أعدها ليلقيها في حفل افتتاح مشروع الري والصرف والتي مطلعها:
الري و الصرف يسقينا ويروينا
وحكمة الفيصل الموهوب تكفينا
وفي هذه القصيدة معان شائقة وأبيات عامرة تستحق الإشادة والتنويه فمنها قوله:
وغَايَة الشَعْبِ أنْ تَهمي مَفَاخِره
وَأنْ نَسود وأنْ تزهو أمانِينَا
وَأنْ نَسيرَ وَدِينُ الله غايتنا
وفيصل الحق حادينا وراعينا
إلى (التضامن) نسعى وهو بغيتنا
وهو السبيل إذا ما ضل ساعينا
هو الحياة وفيه العز مجتمعاً
بالنصر موكبه والفوز مقرونا
ومن حكم هذه القصيدة قوله:
والعدل أثمن ما تحياه نهضتنا
لا ملك إن لم تكن أركانه دينا
وهنا نرى القصيدة ألقيت وقد لقي شعر المناسبات الكثير من النقد قديماً وحديثاً، ولكن!! يذوب هذا النقد أو يتلاشى إذا واجهتك قدرة الشاعر في تصريفه لمعاني الشعر، وهي هنا عجيبة: فأنت حينما تقرأ هذه النصوص تحتار!! أتُشَدُّ إلى وصفه للصرف والري والنتائج المثمرة؟ أم تشد إلى المدح الحق الذي يوجب به شكر النعم؟ وهذه قاعدة شرعية أم تُشَدّ إلى اليوم الذي له ما بعده؟؟ ألا وهو التضامن ونتائجه مما يدلنا على خلفية الشاعر الثقافية بالتاريخ وإحاطة واعية بالأحداث والوقائع، واختتامه بتوجيه الحكمة وهو على ثقة مما يقول أن ذلك التوجيه إنما هو عقيدة الموجه إليه (فيصل) التضامن، فيصل الحق، أسكنه الله فسيح جناته.
ودعونا هنا نقف ثواني معدودات لنستشف ما يدور بفكر شاعرنا عن الأحداث السياسية فنجد أن للسياسة في ذهن شاعرنا لمسات هي أشد من لذعات الأفاعي، حيث يقول:
رأيتُ السّياسة في الكونِ أفعَى
وَعُشّاقها دائِماً في خَطَرْ
إذاً فالحياة صِرَاعٌ.. مَرير
ونارٌ عَلى حَافتيها البشر
فَرَاش يَهيمُ وَمِنْهُ الضّحايا
تساقط في اللهَب المستَعر
وقد ذكرت بهذه الأبيات، حقوق الشعب الفلسطيني الصامد!! ولشاعرنا فيما نحن بصدده شيء كثير، حتى لنخاله وهو يتحدث عن (فلسطين) والسلام عن المكوك من البشر الطائر التي ما فتئت تزرع الأرض وتسبح الجو بحثاً عن الحلول، أنه فلسطيني، وهو وإن لم يكن كذلك تربة وولادة فهو أكثر من ذلك دماً وعقيدة!!.
ألم يُحْيِ فلسطين في شعره حين يتحدث عن الإسراء والمعراج وحين يتحدث عن ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين وحين يتحدث عن الخليل إبراهيم، ولكل مسلم في هذه الأرض أسوة وقدوة بأبي الأنبياء عليه السلام.
يقول شاعرنا في قصيدة تحت عنوان (لقاء الأخوة) وكأنما يقدم لك صفحات من طوايا ملفات السياسة عن (يارينج) ومكوك السلام.
في أي شرع أم بأي عدالة
(يارنج) في بَعض الأمور يدققُ
يمضِي وَيَأتي في البِلادِ مُفَاوِضاً
أينَ العُهُودُ؟ وَكَيفَ ضَاعَ الموثق
فَحُقُوقُنَا كالشَّمْس، أوْضَح مظهراً
الظلم أظلمها، وَضَلَّ المنطق
ما في التفاوض مِن دَوَاء نَاجع
طرد اليهود هو السَّبيل الأوفق
إلى قوله وقد أحس ما تعانيه الشعوب العربية والإسلامية من مآس وآلام ومن بعد ونفور أحياناً عن المنهج السوي المنهج الذي يكفل استرجاع الحقوق ويعزز المكانة للعربي المسلم.
ربَّاه إنّ الكَون دَاج حَالك
فابْعَثْ ضِيَاءَك في الدُّجى يَتَألقُ
ربَّاهُ إنّ المسلمين بمعزل
ضَلّوا هُدَاكَ فَشَمْلهم متفرق
فارْحَمْ أهَالي الأرض إنّك قَادر
ولأنْتَ وَحْدَكَ مُنْعِمٌ وموفق
مكة المكرمة
محمد أحمد مشهور الحداد
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1055  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 110 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.