شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع أبي العلا بين السحاب واليم
الشاعر محق في عتابه للساحة الأدبية والمشرف على
"الملحق الأدبي" بجريدة الندوة الغراء.. (1)
بقلم الأستاذ/عبد الرحمن بن عوض الحربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
أخي الكريم الأستاذ محمد: أرجو من الله أن تكونوا بخير على الدوام وأن يزيدكم من توفيقه. ليستمر ملحقنا الأدبي الأغر مزدهراً، وإلى مزيد من التألق والنجاح، بحول الله وقوَّته... وبعد
اطلعت يوم الأربعاء 21 جمادى الأولى 1412هـ، في "الملحق الأدبي" وعلى الصفحة الأولى منه، على ما ورد تحت عنوان "أبو العلا بين السحاب واليم" والذي جاء إجابة من الأستاذ الشاعر علي أبو العلا. عن الجديد في إنتاجه الشعري. فزف إلى الساحة نبأ قرب صدور ديوانه الجديد: "سطور على السحاب" والذي نتوقع - كعهدنا بشعر الأستاذ علي أبو العلا - أن يحمل ديوانه الجديد إلى ساحتنا الأدبية إضافة جديدة قيّمة، تتواءم مع ثراء تجربته الشخصية في هذا المجال. وتناولت تجربته الشعرية "بكاء الزهر" و"سطور على اليم"، وهما يمثلان ملمحين هامين
وبقدر سروري بنبأ الإصدار الشعري الجديد للشاعر، إلا أنني - علم الله - تأثرت لما تلا من إجابته، حيث قال "إن ديوانه - هذا - وما سبقه من دواوين تمثل "خلاصة إنتاج العمر" وإنه يأسف أن لا يوجد من القراء والأدباء والشعراء من يتناوله بالقراءة والنقد، في الوقت الذي يُطالَب فيه الشاعر، دوماً، بالجديد.." وهو أمر يدعو، بالفعل، إلى الأسف، متى ما تأكد للشاعر أن هذا هو ما يجده عطاؤه الشعريّ المميَّز، من القراء والأدباء والشعراء، ولا أملك في مثل هذه الحالة إلا أن أُقاسم شاعرنا القدير بثَّه وشكواه، والشاعر محق في عتابه للساحة الأدبية، وهو عتب لا بد من أن يكون مقبولاً من أحد شعرائنا البارزين.. وأظنه لا يخفى على شاعرنا القدير، أنه ليس وحده من بين شعرائنا الكبار الذي افتقد تناول القراء والأدباء والشعراء لشعره بالقراءة والنقد، وإنَّا لنجد بالفعل عناية - كما قال - بالجديد من الشعر، ونلحظ - أيضاً - انصرافاً بيّناً إلى تناول أعمال الشعراء الجدد.. لكن ذلك لا ينفي المكانة الراسخة لشعرائنا الكبار، والدور الفاعل لعطاءاتهم الشعرية في ساحة الأدب في بلادنا.
ومن هذا المنطلق، ولئلا تعم التهمة.. إذا ما اعتبر العتاب على إطلاقه، فإني أود أن أذكر، لشاعرنا القدير الأستاذ علي أبو العلا ولمحبي أدبه وشعره، أنه عند الحديث عن الحركة الشعرية في هذه البلاد، لا يستطيع كاتب منصف إلا أن يتناول إنتاج الشاعر علي أبو العلا فيما يتناوله من إنتاج أعلام الشعر المعاصر في بلادنا.. وهذا بالفعل هو ما قمت به - أداءً للواجب الأدبيّ - أثناء كتابتي للإذاعة، برنامج "شاعر من بلادي" ولا أنسى أبياتاً تصف "الشعر" في "سطور على اليم" اخترتها لتكون المدخل إلى حلقة خاصة، بالشاعر الأستاذ علي أبو العلا، وهي قوله:
فإن للشعر سلوى حين تقرضه
أو حين تقرأه إن عزَّ خلان
فكم إلى حكمة يصغي الشعور لما
حوته من منطق زانته أوزان
* * *
وكم تسامر في جو الخيال رؤى
بها يحلق بين السحب هيمان
وكم تطوف بك الذكرى فتلمسها
ويختفي ظلها فالقلب ولهان
وكم تعانق أطياف المنى ولها
في روضة الشعر أطيار وأفنان
وتناولت - بعد ذلك - التجربة الشعرية الغنية للشاعر الأستاذ علي أبو العلا.. بدءاً بنبذة عن حياته، ثم الحديث عن دوره في الحركة الأدبي، عموماً، والإبداع الشعري خصوصاً، كما تحدثت عن مصادر ثقافته، من خلال شعره، وأشرت إلى الدراسات الأدبية التي تحدثت عنه، وأوردت له رأياً من آرائه الأدبية عن علاقة الشعر بالحياة، كما أفردت فقرة لآراء النقاد في شعره، ثم تحدثت عن الملامح العامة لشعره، من خلال دراستي لديوانه "سطور على اليم" بأن أبرز ملامح شعره، ملمحان، ملمح اجتماعيّ.. وطنيّ وإسلاميّ يتجلى بوضوح في شعر المناسبات الوطنية والإسلامية، وملمح دينيّ ذاتيّ تبرز من خلاله عاطفة دينية جياشة، تتكرر إطلالتها في الكثير من قصائده، حتى إننا لنراها في قصائد لم يكن الشاعر يهدف أساساً إلى تعمد الغرض الديني في صياغتها، لكن روحه الإسلامية تأبى إلا أن تبرز من خلالها.. وأوردت نماذج من شعره، كما تحدثت عن الإصدارات الشعرية، لشاعرنا الأستاذ علي أبو العلا، فذكرت ديوانيه "بكاء الزهر" و "سطور على اليمّ" اللذين عاتب الشاعر من أجلهما - كما سلف - القراء والأدباء والشعراء، ذلك العتاب المؤثر.. أو هكذا كان إحساسي به شخصياً على الأقل!! فاندفعت لأقول لشاعرنا علي أبو العلا.. هذا بإيجاز ما كتبه عن عطائكم الشعري الأصيل، أحد مطالعيه.. وتلقاه المتلقون عبر الأثير المبثوث، وأرجو أن يروه وتروه - قريباً - إن شاء الله في كتاب مطبوع - هو "شعراء من بلادي" الذي يتحدث عن نخبة من أعلام الشعر المعاصر في بلادنا، ويلقي الضوء على عطاءاتهم الشعرية الحافلة بالإبداع والتميُز.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1106  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج