شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الفراغ من الفرح
له وجه يحمل الابتسامة، والدمعة في آن واحد. أحياناً ترى عينيه في شفتيه، وأحياناً أخرى تتحول شفتاه إلى عينين يرى من خلالهما.. وللدموع في عينيه صوت، وللصمت فوق شفتيه عيون يرى بهم.. وهو قليل الكلام، لكنه كثير التحديق.. نافذ الرؤية إلى ما في داخلك.. كأنه يشفك.. وهو ليس حزيناً.. ولكن الضحكة فوق شفتيه حادة متموجة.. يبدأها في أذنيك، وينهيها في شعورك!
ـ قلت له: هل أنت مليء بالتعاسة؟!
ـ قال: بل أنا فارغ من الفرح!
ـ قلت: هل أنت في حاجة إلى لحظة سعادة؟!
ـ قال: بل أنا متخم بشفتي.. إن أكثر ما يعذبني هو ما أعتقد أن الناس يرونه فوق شفتي!!
ـ قلت: هل تعامل الناس بالظاهر.. أم تعاملهم بحسن الظن.. أم تبحث عن الخلفيات؟!
ـ قال: إن الناس يعاملونك أكثر مما تعاملهم.. بل إنهم أحياناً لا يعطونك الفرصة لكي تظهر حسن نيتك، أو تكمل سوء نيتك.. إن ((الافتراض)) قاسم مشترك أعظم يشكل ((حسبة)) العقل البشري!
ـ قلت: وهل تكره الناس؟
ـ قال: الكراهية شعور عادي، أو سلوك متوقع، وهي غالباً ما تكون صيغة الافتراض التي نكتبها فوق صدورنا.. أما الحب فهو شعور غير عادي هذه الأيام.. الحب سلوك لا يتوقعه الغير منك، ولذلك فهو فجائي، وخاطف!
ـ قلت: وما هو ((النقض)) الذي تؤجل به أحكام الناس التي تصدر ضدك؟!
ـ قال: أن أصدر عليهم حكماً مناقضاً لحكمهم!
ـ قلت: وما البراءة؟!
ـ قال: هي تعب الآخرين.. عندما يتعب الآخرون منك ومما في نفوسهم يمنحونك براءتهم!!
ـ قلت: وما هو الاتهام؟!
ـ قال: أن تعيش الحياة بطولها، وعرضها وأنت تحلم أنك تحياها.. فعندما تكتشف أنك لا أكثر من قدمين تركضان، وصدر يلهث، ومعدة تهضم.. فلا بد أن تكون متهماً بأنك تحيا!!
ـ قلت: وكيف تضطرني أن أقفل فمي أمامك الآن؟!
ـ قال: أن أدعك تثرثر، فلا أجيبك، وتكتشف أنني أغفو في وسط ضوضاء سخيفة!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :666  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 315 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج