شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لوحة سيريالية
* على حفافي الأرق ... طفا جذع شجرة، لم تَلِدْ منذ مئات السنين!
وجه البحيرة الراكد .. أمْسى هذه الليلة: خلفية للشجرة ... والجذع يميل، ولايسقط!!
الحفافي: تأكل نفسها ... وتتكوّن من جديد!
الجذع: قضية الوجه الراكد ... وجه البحيرة!
هكذا يرتمي "الإنسان" في وحدته ... حينما لا يبقى فيه سوى: عَجْز وِصَاله!
حينما يعدو ... محاولاً التوحّد مع النفس!!
 
* مازال جذع الشجرة يطفو على الحفافي ...
والرياح التي تهبُّ على العالم: عكسية في أغلب الأحيان!
والبحيرة راكدة في كل العالم ... رغم الصخب ...
لأنّ "الحب" المعترف به ... هو: "المصكوك"!!
والجذع يطفو ... والحنين يتكوّم!!
* أغنية من البعيد ... حملتها: الغربة!
كثّف عمق معناها: السؤال / الحرمان ...
ـ الحياة مرّة واحدة ... كالموت!
الموت ... هو: الحياة الأخرى ....
والناس يغيّرون مبادئهم ... مثل ملابسهم!
الطقس تبدّل ...
مثل المبادئ!!
 
* مرة: بكى "تشرشل"، وقد كان يضحك قبل ثوان، والسيجار بين شفتيه!
بكى ... لأنه كما قال: إن الدموع التي تلدها ضحكاتنا .. هي أبرع تعبير عن قسوة الإنسان!
ومرة ضحك "نابليون"، ولم تجفّ وجنتاه بعد من الدموع!
ضحك ... لأنه كما قال: ليس ضرورياً أن أستمر بالبكاء، وأنا قائد عظيم ... حتى أنسى أن في الحياة ابتسامة!
وهكذا ... عندما بكى "تشرشل" وهو يضحك ... كان يهتم "باستراتيجية" نفسه!
أما "نابليون" ... فقد ضحك وهو يبكي ... لأنه أراد تغيير "خطة" ألمه!!
 
* هاهو الصيف قد أتى في الشتاء!
الهمسة: تتهاوى بين أضلاع المسهدين ...
والليل: عربة الوقت ... ورماد الساعات ...
هذه الليلة - الصيفية شتاء - كل الأشياء فيها تُهرول.
لأن جذع الشجرة .. لم يلد منذ مئات السنين: جذعاً يطفو ..
لأن صرخات المخاض في العالم ... صرخات بين الضلوع فقط ..
وهاهي: قذارات المدنيّة في عقلي ... تختلط ببهاء حضارة العالم!
كل رياح الحضارة ... صرنا نُقابلها بـ "ذهن مجترح"!
لأن بعض الناس: يموت ليلة ميلاده ...
وبعض آخر يحيا ساعة موته!!
 
* عَشِقَتْه حتى العظم ... لكنها مارست معه تنمية الغيرة في صدره، وذلك بالتلاعب مع الآخرين ... بمشاعرهم!!
لقد عَجِزَتْ عن انتزاع حبّها له من صدرها، واستبداله بكراهيته ... لأنها ازدحمت به كثيراً بين ضلوعها!
وأرادت أن تتخلص من ازدحام نفسها به ... بإيجاد حب "بديل"!!
إنها مازالت تعشق أسراره في نفسها ... وتحب أسرارها في نفسه!
وكلما ازداد العشق في قلبها، حتى لرجل آخر ... كلما ارتفع ترمومتر الازدحام به في داخلها!
إنها تريد أن تتخلص منه ... عندما تحبه أكثر!
واكتشفت أنه تخلّص منها ... عندما اعتبرته "لعبةُ" غِيرة، حطّمتها ببديل!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :808  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 291 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.