شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
القمر في عينيك
كان أقسى وجود معك.. أن أتخيلك، وأنت بجانبي!
تكبر المسافة.. حتى يصبح الكون كله: عينيك..
وفي عمق عينيك أبحرت...
وفي جلال الصمت الذي لفنا... انتشى ذلك المساء..
حتى كان وحده.. هو مساحة عمري..
حتى كنت - وحدك - الدنيا التي لا أمتلكها، وأنت بجانبي!
* * *
كان أجمل حلم عشته...
أن تمتد كفك الدافئة، وتدثرني من الصقيع.
كان كفك.. في تلك اللحظة - هو كل حلمي.. هو دنياي.
وفي بخل كفك عن الالتقاء بكفي.. ارتعشت نجمة فوقنا.. واختفى القمر في سحابة جائعة لضوئه.. ورقصت مياه النهر رقصة المذبوح!
ولفنا الصمت... دون كلام!
* * *
حدقت في عينيك النهريتين...
رأيت زورقي بعمقهما يتطوح في الموج!
بلغت ارتعاشتي في برد المساء حدود خفقة قلبك السجينة في صمتك!
خلت أنني أحاورك.. أنشدك بوحي.
غنيت كالصدى حول رموش عينيك الشاردتين. رددت:
ـ ((هذا سنا الفرحة يلوح..
وفي نظرة عيونه وعد.. وفي نظرته لهفة وبوح))!
واكتشفت أنك تحاولين فقد ذاكرتك!
وطفقت أركض وراء ذاكرتك.. لئلا تهربينها من نفسك!
* * *
رميت نظراتي فوق مياه النهر.. لعلّك تلاحقينها بضحكتك - الفرح.
طعنني سؤال مني إليك بلا صوت:
ـ هل فقدنا الكلام؟!
حين هربت نظرتك من عينيك إلى وجهي.. شعرت أنك تشتاقين إلى ندائي!
كانت نظرتك تصرخ: خدني إلى الحلم!
* * *
كنا - معاً - في ذلك الصمت.. نبحث!
أنت تبحثين عن نفسك... وأنا أبحث عنك في كثافة السحب ورشة المطر!
أبحث عنك في مطاردة النجمة للقمر، وفي تلاطم مياه النهر.
أعياني البحث عنك في داخل نفسك.
صرنا نخاف من الحياة.. أن نموت في الحياة!
* * *
أيقظتني لفحة البرد أمام النهر. أقتحمت كفي أصابعك، فاحتضنتها.
وددت لو أضم رعشتك... أضم خفقة قلبك.. أن أحتوي اللحظة التي جمعتنا، وفرقنا صمتنا بعيداً عنها. كان وجهك يعانق وجهي فوق صفحة النهر، وخفقك يتحد بخفقي في ظلال المساء. كانت المدينة كلها ((رهينة)) صمتنا!
* * *
لم نعد نرى النهر ولا السماء. كنت أرى أصابعك تنام في كفي، وفي أعماقك أجراس حلم. كانت ضلوعنا تنبت حباً، لنتحدى موت الخفقة، وانبهات الزمان!
* * *
حملت معي النهر، والنجمة، والسحابة، وحبة المطر.. أما القمر فكان يسكن في عينيك!
وعندما عدت بدونك.. جف النهر، وسرقت السحابة النجمة.. وبقي القمر يسكن في عينيك!
ترى... أكان عقاباً لي، أن تحملي القمر في عينيك؟!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :797  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 252 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج