شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مهرة الحرية و/الأسئلة
يا شوق الألف عام:
اشتقت إليك كثيراً. صوتك الذي غاب.. أفتقدته في الحياة التي تخصني وحدي!
كلما هربت من أحزاني التي تشاكسني.. طاردتني الأحزان بك. لماذا أشكو إليك الأحزان، والمطاردة، والعطش، والشوق، وعصيان الدمع؟!
لماذا أنت ((وحدك)).. أناديك في هذا الصقيع ومنه، لتنبعثي في انتظاري ووريدي: دفئاً، وجمراً، وصبابة ماء؟!
لماذا أرد عليك، ولا تسألين.. لماذا أسألك، فلا تردين؟!
لماذا ((اقتنعت)) بالهروب.. مستسلمة للسلامة التي أنطفأ شوقها للهفة؟!
* * *
آه... كأننا هذا الجنون المسكون بهزائم الناس.. الناس.
كأننا هؤلاء البشر الذين انتصروا بالتفاهات، بعد أن سكنهم جنون تافه.. بعد أن انتهوا من الحب إلى ممارسة التناسل فقط!
لماذا ((يتهمنا)) الناس بالحب.. وهو أنبل ما تصفو به الحياة؟!
لماذا ((نتهم)) بالكراهية.. وهي ((العادة)) التي سرت في واقع الناس؟!
لماذا ((الأقواس)) في حياتنا ((تهم)).. ولا تكون: إصراراً، وإثباتاً، وتأكيداً على معنى كلمة، أو صدق إحساس؟!
لماذا (الحرية) اشتياق، ولا تكون وجوداً.. لماذا هذا الاشتياق (همسة) ولا يكون نداء؟!
صرنا نغني ((الأطلال)) في منتصف الأمسيات التي جمعتنا.. فبعثرنا خفقاتنا في خصامها!
* * *
لماذا علامة الاستفهام بيننا دائماً؟!
ليس السبب: لنعرف أكثر، بل لنسأل المزيد، ولأن كل علامة استفهام تتولد منها عشرات الأسئلة القلقة!
ليس صعباً أن تكثر علامات الاستفهام.. لكن كل الصعوبة أن نجد الجواب!
الحرية لا تنتهي.. لكن ((فعل)) الحرية يبقى هو الاتهام الحضاري المعاصر!
* * *
أحبك.. أو لا أحبك!
لم تعد ((الكلمة)) وحدها هي ((الوجد))، ولا هي الإنسان. لقد جعلنا الكلمة: هروباً، وحبساً، وفوضى، وحزناً، ونظاماً، وتفاهة. أحلنا الكلمة إلى: جندي.. إلى ((مايسترو)).. إلى... آه!
أصبحنا نجيد كل شيء.. ولا نفعل أي شيء!
كنت أحلم عند اللقاء أن نفعل كل شيء ونحن لا نجيد إلا الحب فقط.. أن ننطلق. أن نتحرر. أن نتعمق أكثر.. فلما كان الاصطدام بهروبك، سمعتك ترددين شعارك: ((إنني أجيد كل شيء.. لكن أرفض أن أكون متعة. أفضل أنني أنا التي أستمتع))!
* * *
أنا عاجز عن التنفس.. هذا الهواء ((الحضاري)) لا أريد أن أستنشقه، لأنه يخنقني أكثر. أبحث عن هواء طبيعي. إنساني. عفوي.
هناك - إذن - غلطة.. حدثتني عنها مرة: أن نفسر الأشياء بما يريده الآخرون، ولا نفسرها بما نريده نحن. نعم غلطة!
عدت من شوق الألف عام.. وقد فقدت الأسئلة والأجوبة معاً!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1002  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 234 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.