شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سفني مسروقة
إنني أستقبل الشمس كل صباح..
لأن أملي يتسع ولا يتقلص،
لأن الراحة أن أبحر في الزمان والخفق،
فالمكان مساحة مؤقتة،
لأنني أصبح شهقة الفرح.. كلما غنى القمر للنجمة
التي تطارده!
إن كل يوم جديد هو حبي..
أركض خلف الحنين،
وتمتزج به آفاقي ومسالكي، ولهبي، والابتكارات في تأملي،
أشتاق أن أبكي بصمت،
لتدق دموعي جبين الأرض..
ولتختلط بمياه المحيطات،
فتلد التربة زهرة لا تخضع لتوقيت الفصول،
وتطلع الزهرة غداً جديداً للأرض والزيتون!!
* * *
كأن الفصول أتحدت واجتازت بي غربة الجراح،
كأن الزوابع انهزمت وبدأت رحلة جديدة إلى الميلاد.
وملأت صوتي نغماً،
وخرجت إلى الحقول التي أحرقتها ((الدواعي))،
أغني للشوك، وللنوى..
أغني للأمسيات التي غمرتها الأصداء، وتجمد فيها
التاريخ،
وللنهار الذي يزحف بنا إلى أخذ محدود..
أغني بنبرة الحزن قائلاً:
بعض الأشياء لا توجد أكثر من مرة واحدة في حياتنا!!
* * *
طائر.. يحتد بصره في الليل..
ويكبر جناحاه تحت نجمة حرانة...
هذا هو أنا الذي يرحل بحثاً عن اللحظات القليلة بالعطاء المنهمر!!
نحن نرحل غالباً دون أن نعرف لماذا كان الرحيل،
وإلى أين منتهاه؟!
الرحيل.. هو أن لا نعرف شيئاً مما كان يروي جوانحنا،
لأننا نرفض ألا نعيش الصورة مكتملة،
فأية صورة اكتملت ولم تصبح تحفة معلقة على الجدار؟!
إن اللحظات القليلة لا يمكن أن تنتهي من أجل أسباب كثيرة..
بل نحن نخضع كل أسبابنا لتلك اللحظات القليلة..
فالذي نأخذه ونعطيه هو لحظة صادقة..
تضيع في عمر كامل مليء باللحظات الباهتة والكاذبة!!
إنني لا أطلب منك أن تعطيني كل شيء..
بل أطلب منك أن لا ترفض عطائي لك!
* * *
من الصعب أن تطلب من الآخرين أن لا يعرفوا شيئاً..
لأنك لا تقدر إلا أن تكون ((مرة)) واحدة في الحياة!
إن الذي لا يوجد أكثر من مرة واحدة في حياتنا..
هو الحب،
وهو الموت والأرض!!
واللحظات القليلة الحافلة بالعطاء..
وبالصدى هي خط الحياة..
ونحن نهرب منها أحياناً..
لأننا نخاف أن نفقدها فجأة.. ونبكي.. أو نموت،
أو لا نستعيد الأرض.. وندفن فيها!!
إننا لا نخاف من الموت أبداً..
لكننا نخاف من الحياة عندما تموت في الحياة!
* * *
ما زلت أواصل التجديف تارة،
والسباحة تارة أخرى عبر المسافات الطويلة..
والبحر يجف..
العمر بحر شديد الموج.. شديد السكون،
ولقد فقدت بعدك الشاطئ الذي ترسو فيه سفني المحترقة،
وسفني المسروقة..
ولم يتبق منها سوى هذه ((الصارية)) المرفوعة بعناد..
تواجه الموج، وتتكحّل بملوحة البحر!!
إنني أغتصب الفرح بالكلمات،
وأخبئ لك في زوايا الحزن ألف ضلع..
ما زال يخفق بعهدي لك.
أفتح أبوابي لدربك،
وأرسم وجهك فوق الأشرعة المرتحلة..
أرسمه فوق سيف المتنبي..
أرسمه في ذاكرة المطر،
وأعود منك إليك!!
* * *
أسوق الساعات أمامي وأرميها فوق الرمل..
وأتقاسم معها الظل، والفضاء، وعطش الرمل..
وما زلت أراك أصل ذلك الظل،
ومساحة هذا الفضاء،
والمطر الذي يسقي عطش الرمل!!
أي امتصاص يشرب صبري وينبت التنازلات؟!
أصبحت غالية أكثر، ولا تدرين،
وأرفضك وأختبئ في وجودك متعباً!!
ها أنذا أتقاسم معك الحياة والموت في البعد والقرب..
ولد رأسي ألف فكرة وفكرة،
ودائماً تضيع أفكارنا في منتصف الطريق..
بين اقتناعنا بها، ورفض الآخرين لها،
أو بين دخولها في الآخرين.. وخروجنا منها!
لكننا نخوف أفكارنا،
ونقسو على خفقاتنا..
إننا معذبون بالفرح الذي يقتحمنا - للمناسبة - دون أن ننتظره،
ويتخلى عنا دون أن يكتمل!!
فنحن نهرب من فعاليتنا إلى انفعالاتنا!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1301  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 195 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج