كنت أتمدد أحياناً كالظل المكسور.. |
فلا أقدر أن ألمّ نفسي.. |
فالإنسان هو ما بين تمزقه بسبب أن يكون وحده في هذه الغابة الأنيقة |
- الحياة - |
وما بين لحظات التفاهة (الواعية) أو التفاهة المثقفة.. |
فأغلب الأشياء التي ندور حولها، وتدور حول العمر والجهد.. |
ليست إلا صغائر الأشياء.. أما أشياؤنا الكبيرة والحميمة، |
فهي تلك التي تبقى في الصدر.. تحرق وتحترق! |
نحن لا نهرب من شيء.. |
نحن ننغمس في كل الأشياء التي تسكننا، أو تَعْبُر بنا.. |
مسافة الحياة قصيرة في الحلم.. |
ماتعة في التخيل... |
بخيلة العطاء |
والخطر الرهيب أن يحاول الإنسان تفريغ أعماقه.. |
فالضياع معناه ليس التبديد.. |
بل الأقسى أن يكون الإنسان في الوجود كله ليكون |
الضياع والتمزق ألماً. |
فالوجود هو إحساس بهذا الألم! |
* * * |
الجميع في ذاتي يدور على أعقابه: |
أنفاسي، ونبضي، واختلاجاتي، وزوايا المساء المتشح |
بالضباب.. |
وأراك في كل هذا - الجميع - |
واقفة فوق أوجاعنا أنت وأنا.. |
وفوق قهقهاتنا التي نبتكرها عندما نريد الهرب من بعضنا البعض.. |
أراك تلمّين كل زخمي وانفلاشاتي وهتافات صدري المنثورة |
في طول الزمان! |
هل أحسست هذا الظمأ الذي يبدو أقوى من الماء؟! |
وهذا الشوق الذي يبدو حارقاً ونحن نراقب انحدار |
الزمان كله؟! |
ـ فكأنني سمعت من يقول لي: يا أيها ((الشيخ)) العجوز.. |
وكأنك تسمعين من يقول لك: |
ـ إلى متى وحدك؟! |
ثم لا بد أن نتعاطف مع ملل أبنائنا منا بعد ذلك! |
* * * |
كأننا الجنون المسكون بهزائم الناس.. |
أولئك الذين انتهوا من الحب إلى ممارسة التناسل.. |
أليست أفكارهم مصبوبة في فكرة: |
الأفق يقتاده التعب.. |
أفق الإنسان.. |
وأفق الشعوب |
وأفق الغد |
ليتني - إذن - أتصاعد إلى وجهك.. |
كل الوجوه في عيني وجهك.. |
كل يوم يأتي يغيب.. |
كل يوم لا يأتي يغيب أيضاً.. |
ونحن في هذا الانفصام أشرعة رحيل لا تستقر داخل ميناء! |
* * * |
لم أقل أننا أصبحنا قصيدة.. |
تتجاوز المدارات والطقس لتغيب أصداؤها دوماً في |
(سحبة) الكمان.. |
أو رنة الجيتار.. |
أو بوح ناي يسيل شجى.. |
أصبحنا أصدقاء في قمة جنون العشق.. |
وكنا عشاقاً في قدرة الصداقة على الارتفاع فوق التنكر، |
أو فوق النسيان الحضاري! |
كأننا - في رحيل الأشرعة المستمر -: |
أنت نبتة صبار صامدة، |
وأنا الأرض التي أقحل وأعطش.. |
ولكني أضمك بإصرار! |
* * * |
استمرار الحياة بواسطة الإنجاب؟! |
الصعب.. |
أن تستمر الحياة اليوم بواسطة الحب.. |
فلم تعد أسماك القرش تلتهم الإنسان.. |
بل الإنسان هو الذي يلتهم الإنسان، أو نفسه! |
* * * |