الخوف أعطى الإنسان شجاعة النسيان، |
وأخذ منه صبر التذكر!! |
والدهشة.. |
أخذت من الإنسان قدرته، |
على أن يفهم شيئاً مما تشكل كمعان، |
وكخطوة وكمحاولة. |
وأعطته الذهول الذي يمتهن أحلام الإنسان.. |
في العثور على الحقيقة! |
فليس للإنسان المعاصر. |
إلاّ عربدة النظرة التي تدور حول نفسها، |
وإلاّ. ضجيج ما يسمعه في أذنيه.. |
ثم انهزامها حينما يرتدان.. |
كسيحان بلا لون! |
* * * |
إننا لا نريد أن نرمي ظلنا على الشمس، |
وننهر الغربة.. |
ليس لدينا الوقت.. |
لكي نسخر من خوفنا بالدهشة، |
وإنما كل الوقت. |
هو أن نحسن رؤية ما حولنا، |
وما يدبر لنا، |
وأن نتعرف على الحقيقة، ونعترف بها! |
إن النظرة لمعنى أن يكون الإنسان هو عصره.. |
نظرة مليئة بالضنا، |
وبالاعتراف لأشياء رديئة، |
وبتسلقٍ نحو الاتصاف بأنصاف الحلول! |
إننا - كأنسانيين - |
نحن أيضاً جماعة إنسانية في كل هذا العالم.. |
الموحد بالألم.. المنشرح بالغربة. |
تطحننا الحروب النفسية، |
والحروب الدموية، |
وتسلّط القوة وامتهانها لكرامة المرء، |
والتفاهة العاطفية.. |
ويضيع الإنسان في الأشكال الصلصالية.. |
التي يصنعها وقت الحاجة، |
ثم يعجنها من جديد.. |
وذلك يعني: |
ارتكاب الحصول على الأشياء الرديئة. |
بأمل أن تصبح جيدة! |
* * * |
فكيف - إذن - |
نخلص واقع الإنسان من الأشياء الرديئة، |
ونصل به إلى الأشياء الجيدة.. |
تلك التي يوحد بها ما بين رؤيته ومشاكله.. |
بين قدراته ومحدوديته أو عجزه... |
بين ما يستطيع أن يفعله، |
وما لا يقدر على فعله؟! |
* * * |
لقد تعارفا في الإنسان - الخوف والدهشة - |
ولكي نتمكن من الإجابة على السؤال المطروح: |
ـ نستطيع.. أو لا نستطيع؟!.. |
فلا بد أن نعثر على ما بعد الدهشة: |
على الرؤية التي تعطينا وجه الحقيقة، |
وفعل القدرة. والحقيقة تتجسد دائماً، |
في الوجه الواحد، |
ولكننا بعدة وجوه! |
وتتجسد في تضامن متكامل.. |
يفعل الخطوة المتحدة المتقدمة إلى سلام العالم وأمنه، |
ولكننا في تمزق وتلاحي! |
وفي صراعنا مع الخوف.. |
نمارس إحدى الخطوتين: |
إما المغامرة، وإما المقامرة. |
فالمغامرة... |
صراع مع الخوف حتى الرفض له.. |
والمقامرة... |
طواعية للخوف حتى الموت فيه!! |