شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قارورة العمر
رغم أننا معاً..
نذهب كل يوم إلى حديقة أشواقنا حول قلبينا..
ونلتقي في أصداء كلماتنا..
ونرجع إلى هذا العالم المزدحم..
وإلى هؤلاء الذين يحبوننا، وتعوّدنا على حبهم..
فما زال الحزن - يا حبيبتي - هو قارورة العمر..
وقد أحكمنا أقفال سدادتها، وقذفنا بها إلى البحر..
لعلّ أولادنا من بعدنا يلتقطونها ذات يوم..
لعلّهم يقرأون ما بداخلها من حزن عظيم!.
* * *
رغم أننا معاً...
عبرنا زمن الوله، ورغبة الامتلاك..
فما زلنا نغوص في داخل النفس..
وما زلنا نبحر في سرحاتها..
نهرب من خفقة الصدق وما سكن الفؤاد..
لكنّ وعدي لك - يا أعز الناس:
أن يثمر صوتي البهجة في إصغائك..
فكلما سافرت نظراتي وجدتك واستعدتك!
أحمل ميراثي وأمشي إليك..
أنت في جذوري قرار الحياة.. لا استقرارها.
أنت الميلاد والموت، والميلاد المتجدد.
أنت الأمل والفصول المتعاقبة..
تعلنين عن إشراقك في وجداني كله..
وتهربين إلى أطرافك!
* * *
أقبل على الحياة..
وسلاحي: هذا التراب..
أخطو فوقه اليوم، ويكفّنني غداً!.
ولا بد أن أصل إليك..
فكل الأشياء تصبح ملكاً لك..
كل البحار موانئك..
كل الطرقات إليك دروبي..
أجعلها رياحي، وأجعلك قوة هذه الرياح!
* * *
سأرتد إليك..
لأطفئ شموعي بنسمتك، وأعانق الظلال في طيفك.
سألوذ بصدقك..
لأخفف عذابي كلما فكرت في الأقدار والفراق.
سأكون مجروحاً..
أعود إلى نبعك لأغسل هذه الجراح، وهي...
ممنوحة من تعاقب الأيام والفصول!.
سأحتضن جنوني..
وأقف لأمنعك من الهروب.
ستكونين الشوق والضنا.. الانتظار والبسمة.
ستكونين دوماً: لحظة الوجود الأصلية بلا زيف.
* * *
أمنح الدروب نثيرة من أناشيد الحياة..
ما دمت تملئينها!
وبين غيابك ومجيئك أتقافز..
أتقاسم الزمن والفرحة مع الظل وقوس قزح!
فما تزالين تشطرين نهاري إلى نصفين..
تأخذين منتصفه، وأعطيك منتصفه الأخير!
أريد..
أريد أن أجعل من غروري بك.. ذاكرة لك..
تحفر في عمرك ربيع الحياة!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2014  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 173 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج