شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكريات عن الشاعر
كتبت مجلة المنهل تحت هذا العنوان في عددها الخاص بالشعر الصادر في شهر رجب سنة 1375هـ.
بقلم صاحبها الصحفي عبد القدوس الأنصاري..
وكان يشتغل في ديوان النيابة (الذي أصبح فيما بعد مجلس الوزراء) تحت رئاسة الشاعر:
حدثني المرحوم الشاعر محمد عمر عرب قال:
كان الشاعر الأستاذ فؤاد الخطيب أحد رجال سوريا الأفذاذ الذين ساهموا بنصيب وافر وأثر محمود في الحركة الوطنية وقد لاقى على أثر انسحاب حكومة الملك فيصل من الشام ودخول حكومة فرنسا عنتاً عظيماً فهجر السياسة وغادر البلاد إلى مصر.
وقد نشرت له جريدة ((حضارة السودان)) قصيدة يندب فيها السياسة وأنه اعتزم العودة إلى حظيرة الأدب جاء فيها:
من مبلغ القوم شطت دارهم ونأوا
إني رجعت إلى شعري، وأوراقي
عفت السياسة حتى ما أهم بها
لأنها كلفتني غير أخلاقي
وشاء القدر أن يفد إلى الحجاز ويتصل بالملك حسين ثم يتولى وكالة وزارة الخارجية في حكومته، ولكن برغم مشاغله السياسية كان يجول جولات صادقة في الشعر والنثر ويجتمع بكثير من شباب الحجاز المثقف ينفث فيهم من روحه القوية، ويوجههم إلى طريق الأدب الصحيح. وفي إحدى هذه المسامرات أراد أحد الأدباء وهو الأستاذ أحمد الغزاوي مداعبة الشاعر الخطيب فخط له في رقعة صغيرة هذين البيتين:
قل للذي راح يشدو غاضباً حنقاً
على السياسة في نجح وإِخفاق
كيف اعتذارك بعد القول ترسله:
((إني رجعت إلى شعري وأوراقي))؟
فلم يجب الخطيب بشيء، وراق لي حيال هذا الحوار - وكنت أحد الحاضرين - أن أنبري للأديب بالرد على ما سأل عنه فقلت عن لسان الشاعر الأستاذ فؤاد الخطيب:
لم أرسل القول إلا بعد تجربة
وبعد بحث وتفكير وإطراق
خضت السياسة لما كنت مرتقباً
نجم السعادة يجلو كل غساق
وأننا في ظلام دامس، فعسى
فجر الحضارة يهدينا بإشراق
فنرتقي فوق هام الشهب منزلة
عليا، ونبلغ مجداً اسمه باق
لما أناخ بنا شعب ذرى شرف
قلنا أتانا الغنى من بعد إملاق
وأخصبت أرضنا من بعد مجدبة
فمرحباً بالحيا من بعد إغلاق
فغيرت عبر الأيام ما رسمت
يد الفراسة من قيد، وإِطلاق
فعللونا بألفاظ منمقة
من رائق القول، أو من رقية الراقي
وجرعونا مزيج السم في عسل
وألصقوا الذل فينا أي إلصاق
واستأسدوا إذ رأوا منا مسالمة
ظناً بأنا ضعاف ليس من واق
إذ ذاك عفت مشاريع السياسة في
قوم تحملني أضعاف أطواقي
نأيت عنها لعلّي أن أرى بدلاً
منها فعدت إلى شعري وأوراقي
ولم أخض ثانياً بحر السياسة في
ظل المليك بلا لأي وإِخفاق
إلا لعلمي بأني سوف أنجح في
إسعاد قومي في الدنيا بإشراق
 
طباعة

تعليق

 القراءات :617  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 37
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.