لم أرسل القول إلا بعد تجربة |
وبعد بحث وتفكير وإطراق |
خضت السياسة لما كنت مرتقباً |
نجم السعادة يجلو كل غساق |
وأننا في ظلام دامس، فعسى |
فجر الحضارة يهدينا بإشراق |
فنرتقي فوق هام الشهب منزلة |
عليا، ونبلغ مجداً اسمه باق |
لما أناخ بنا شعب ذرى شرف |
قلنا أتانا الغنى من بعد إملاق |
وأخصبت أرضنا من بعد مجدبة |
فمرحباً بالحيا من بعد إغلاق |
فغيرت عبر الأيام ما رسمت |
يد الفراسة من قيد، وإِطلاق |
فعللونا بألفاظ منمقة |
من رائق القول، أو من رقية الراقي |
وجرعونا مزيج السم في عسل |
وألصقوا الذل فينا أي إلصاق |
واستأسدوا إذ رأوا منا مسالمة |
ظناً بأنا ضعاف ليس من واق |
إذ ذاك عفت مشاريع السياسة في |
قوم تحملني أضعاف أطواقي |
نأيت عنها لعلّي أن أرى بدلاً |
منها فعدت إلى شعري وأوراقي |
ولم أخض ثانياً بحر السياسة في |
ظل المليك بلا لأي وإِخفاق |
إلا لعلمي بأني سوف أنجح في |
إسعاد قومي في الدنيا بإشراق |