علمتني الحياة ما ألم العجز |
- وقد كنت - قبل ذاك - أحسه |
بَيْدَ أن الإحساس بالذهن شيء |
غيرُ ما يستثير حِسَّك لمْسُه |
رَبِّ، ما كنتُ بالبليد، فما حكـ |
ـمة هذا الذي قضيتَ ودرسُه |
رَبّ، ما كنتُ بالخمول، ولا مَن |
ليس تصحو إلا على القَرْع نفسُه |
أنا من يسمع الدبيبَ ضجيجاً |
في معاني الحياة يُفزِعُ جَرْسُه |
أنا من يمنح الجميلَ من الفعـ |
ـل، وفَرْطَ الحياء منه يَدُسُّه |
ويُذِلُّ الحياءُ قلبي، حتى |
يتوارى - طياتِ ذلك - أُنْسُه |
فرحةُ البذل تنمحي تحـ |
ـت وطء الحياء يعمق حِسُّه |
لم أجابه بما يسوء مُلِمًّا |
بي - يوماً - وإن تَبَجَّحَ نفسُه |
أعذر الناس إن تطاول ذو الحا |
جة، ما مسني فلست أمسُه |
ولقد يكثر الملام وأغضى |
كمدين مماطِلٍ رَقّ حسُه |
ولقد أستدين كي أبذل "الحق" |
لراجٍ يهزني فيه بؤسه |
أنت تدري الذي أقول وسويـ |
ـت عليه جبلتي فهي كيسه
(1)
|
وتعاليت ما تفوهت من قبـ |
ـل بهذا، لولا الزمان ونحسه |
ما تراني أكون بعد الذي كنـ |
ـت؟ وقد مسني النقيض وبخسه |
أفأستبدل الذي هو أدنى |
بالذي ساخ في عروقي غرسه |
لست أدري لكنني - رغم ما ذقـ |
ـت - "طروب" والخير يُعشق جرسُه |
كلمات الأذى تفوت وأَنْسا |
ها، ويبقى من طَيّبِ القول همسُه
(2)
|
عشت للخير ما حييت ولن أنكـ |
ـص، إذ عَضَّني من الشر ضرسه
(3)
|
* * * |