شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
غذاء الشعب
(دمعة وفاء لفقيد التربية والتعليم الأستاذ/ حامد دمنهوري).
بين الشباب إلى الأخرى مسابقة
أم أنه قدر يختار أخيارا
بالأمس شيعت في من شيعوا رجلا
واليوم نتبعه من مثله جارا
تمشي الجموع وفي الأرواح حشرجة
والدمع ينساب للأذقان مدرارا
وكلهم ذاكر بالخير صحبته
لم ينكروا منه أخلاقاً وأطوارا
أحبَّ أشياخُنا فيه تواضُعَه
وما يفيض به، وُدًّا، وإكبارا
وأكبر النشء فيه رائداً دَربِاً
سمح العريكة معطاء ومعطارا
أما أولئك من ذاقوا مودَّتَه
فلا تسلهم عن الذكرى وما صارا
عاشوا و (حامد) منهم ملتقى مهج
بنى لها الحب فيما بينهم دارا
عفُّ اليدين عفيف النفس، ما سمعت
أذن على شفتيه النكرَ أوزارا
العلم مطلبُه، والعلم مذهبُه
يمضي على هديه أيَّان ما سارا
والعلم مُنْطَلَقُ الأخلاق أوله
منها، وأسماه أسماهن معيارا
تعطيه بذرته من خصب تربتها
فيجعل التربة الخضراء أثمارا (1)
وبين هذين أرواح ذهبن لها
عمر الزهور وما أصبحن نُوّارا
يغتالها قدر يفضي إلى قدر
حتى تكون لنا في الغيب أذخارا
هو الشباب (غذاء الشعب) تضحية
قُرْبى إلى الدهر إن واتى وإن جارا
يا راحلين أَغَذُّوا السَيْرَ بل عَجِلوا
على الأوان ولا أغتاب أقدارا
إن المقادير تجري في مسالكها
ولا تَبُثُّ لما تجريه أعذارا
فهل نسائلكم ما لا خيار لكم
فيه على فلتات الحس أَشْعَارا
مللتمو الأرض؟ - لا كلَّت سواعدكم -
أم اسْتَطَبْتُم لغير الأرض أسفارا
هي الحياة فلا خلد لذي شرف
فيها ولا لخسيس يقبل العارا
كلّ ابن أنثى سيقضيها إلى أجل
أعاشها جَنَّة أم عاشها نارا
وكلُّ ثروته منها صحائفه
وحظّ أمته ما أودع الدارا
والجَنَّة الحق في الأعماق لا نشب
يفني ولا نعمة تنتاب أدوارا
والجَنَّةُ الحق رضوان تعيش به
حلو المحيا قرير النفس كُبَّارا (2)
والجَنَّةُ الحق ذكرى لا نفاد لها
تبقى على الدهر تاريخاً وأَسفارا
والنار - لا ذقت نار العيش - مخمصة
لا تعرف الشَبْعَ لو ألقمتها النارا (3)
تكابد الجوع خوف الفقر من نَهَمٍ
والفقر أكرم أحوالاً وأقدارا
يا راحلين حللتم في بصائرنا
ليس التراب لغير الجسم أغوارا
لقد حملتم إلى الأخرى صحائفكم
بيضاء ناصعة ترجون غَفَّارا
فأنصتوا تسمعوا من حولكم بلدا
تضيف بالذكر للأعمار أعمارا
هذا هو الأجل الباقي، تطيب به
منا النفوس وترضى عنه آثارا
يا صاحب القدر المخبوء معذرة
إنا لنَرْجُوكَ إمداداً وإنْظارا
هبنا الودائع تقضي من حوائجنا
ما يعجب الغيب ثم استقض إعذارا
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :568  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 886 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج