يعجز القول أن يكون مبينا |
حينما تعمق الأحاسيس فينا |
ولقاء الحبيب بعد غياب |
فوق حَدّ التعبير في العاشقينا |
فرحة دون مَدِّ معانيها - |
حدود الوجود والعالمينا |
كلُّ معنى يفيض منها جميل |
كجمال القلوب كانت معينا |
تتداعى لها الأمانيُّ حتى |
لتحسّ الأسماعُ منها رنينا |
ويكون الرجاءُ والأملُ الحُلْـ |
ـوُ، سياجاً لها وعقداً متينا |
والذي مسَّه الغرامُ حَفِيٌّ |
بالمعاني حفاوة الشاعرينا |
وأرى الحب ملهم الشعر في النا |
س فنوناً: فظاهراً وكمينا |
تتمشى منه الأحاسيس في النفـ |
ـس، وتجري أصداؤهن لُحُونا |
ولقاء الحبيب غاي الأحبا |
ء، وأقصى آمالهم أجمعينا |
ذروة الوجد والوجود لقاء |
ضمَّ شمل القلوب ضَمّاً حصينا |
يا حبيباً فيه الغرام مشاع |
لا ترى بين أهله عاذلينا |
جمعتهم على هواك قلوب |
أنت جَمَّعْتَها: هدى ويقينا |
كيف يلقاك مدنف مضَّه البعـ |
ـد؟ وإن كنت قلبه والعيونا |
لم تفارق فؤاده لمسات |
منك: ما كان باسماً أو حزينا |
وهُدى الحب أن يخالط فؤاداً |
سكب النور فيه ثرًّا مبينا |
يا نَجِيَّ العشاق والليل ساج |
يمزج الأرض بالسماء شجونا |
تتلاقى فيك القلوب مع اللـ |
ـه فترقى رُقِيَّها المضمونا |
لا وسيطاً كما يظن الخليّو |
ن، فما جَرَّبوا الوصال الدفينا |
ووصال القلوب دنيا تلاشت |
في مداها الأجسام للذائقينا |
يا بشير الورى، وداعية الحب |
-: سلاماً يغشى الوجود ودينا |
عشت والحب، والجود، وئاماً |
يتلاقى على الحياة مكينا |
وصنعت الرجال صنعاً جديداً |
فمشوا رحمة: سماحاً ولينا |
والرحيم الرحيم غير ضعيف |
لا تراه لباطل مستكينا |
هو في الحق: قوة تبهر الكو |
ن، مضاء، وعزمة، ويقينا |
وهو في الأرض: رحمة تغمر الأر |
ض، سلاماً وبهجة وفنونا |
وهو في الله: لهفة تعمر النفـ |
ـس، رضاء ويقظة وحنينا |
يشجب الظلم في القوى ولا يهـ |
ـدأ حتى يرى الضعيف أمينا |
ورضى الله غاية دونها النفـ |
ـسُ، فداءً، ومالُه، والبنونا |
ويشق الحياة درباً إلى الأخـ |
رى قوياً فلا يهاب المَنونا |
واثقاً من نصيبه في الحياتيـ |
ـن: فلا زاهداً، ولا مفتونا |
هكذا كانت الرجال كما سَوَّيْـ |
ـت: قلباً، وفكرة، وشؤونا |
وتوالت أجيالنا ضلت الدر |
ب، فتاهت، مفاتنا ومجونا |
ورجعنا هياكلاً لأناسيّ |
- عداها الهدى، فَظَلَّتْ طينا |
شغلتها الأهواء عن طلب الحـ |
ـق، فعاشوا الدنيا هوى وفتونا |
ونسوا الله جاحدين فأنسى |
كل قلب مصيره المكنونا |
وإذا بالحياة كاللهب المحـ |
ـرق، لا ظُلَّة وبيتاً سكينا |
والأماني التي بها يسعد النا |
س، استحالت حتى بها قد شقينا |
ومن الأمنيات ما قتل النفـ |
ـس هواناً، وذِلَّةً وظنونا |
وغدونا كأننا في انعكاس الـ |
ـضوء: لا أمة ولا مسلمينا |
يا أبا المسلمين، ما أبعد الصو |
رة ما بيننا، وبين أبينا |
فاسأل الله في بنيك فلولا |
رحمات سبقن ما استبقينا |
* * * |