شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لقاء الحبيْب
يعجز القول أن يكون مبينا
حينما تعمق الأحاسيس فينا
ولقاء الحبيب بعد غياب
فوق حَدّ التعبير في العاشقينا
فرحة دون مَدِّ معانيها -
حدود الوجود والعالمينا
كلُّ معنى يفيض منها جميل
كجمال القلوب كانت معينا
تتداعى لها الأمانيُّ حتى
لتحسّ الأسماعُ منها رنينا
ويكون الرجاءُ والأملُ الحُلْـ
ـوُ، سياجاً لها وعقداً متينا
والذي مسَّه الغرامُ حَفِيٌّ
بالمعاني حفاوة الشاعرينا
وأرى الحب ملهم الشعر في النا
س فنوناً: فظاهراً وكمينا
تتمشى منه الأحاسيس في النفـ
ـس، وتجري أصداؤهن لُحُونا
ولقاء الحبيب غاي الأحبا
ء، وأقصى آمالهم أجمعينا
ذروة الوجد والوجود لقاء
ضمَّ شمل القلوب ضَمّاً حصينا
يا حبيباً فيه الغرام مشاع
لا ترى بين أهله عاذلينا
جمعتهم على هواك قلوب
أنت جَمَّعْتَها: هدى ويقينا
كيف يلقاك مدنف مضَّه البعـ
ـد؟ وإن كنت قلبه والعيونا
لم تفارق فؤاده لمسات
منك: ما كان باسماً أو حزينا
وهُدى الحب أن يخالط فؤاداً
سكب النور فيه ثرًّا مبينا
يا نَجِيَّ العشاق والليل ساج
يمزج الأرض بالسماء شجونا
تتلاقى فيك القلوب مع اللـ
ـه فترقى رُقِيَّها المضمونا
لا وسيطاً كما يظن الخليّو
ن، فما جَرَّبوا الوصال الدفينا
ووصال القلوب دنيا تلاشت
في مداها الأجسام للذائقينا
يا بشير الورى، وداعية الحب
-: سلاماً يغشى الوجود ودينا
عشت والحب، والجود، وئاماً
يتلاقى على الحياة مكينا
وصنعت الرجال صنعاً جديداً
فمشوا رحمة: سماحاً ولينا
والرحيم الرحيم غير ضعيف
لا تراه لباطل مستكينا
هو في الحق: قوة تبهر الكو
ن، مضاء، وعزمة، ويقينا
وهو في الأرض: رحمة تغمر الأر
ض، سلاماً وبهجة وفنونا
وهو في الله: لهفة تعمر النفـ
ـس، رضاء ويقظة وحنينا
يشجب الظلم في القوى ولا يهـ
ـدأ حتى يرى الضعيف أمينا
ورضى الله غاية دونها النفـ
ـسُ، فداءً، ومالُه، والبنونا
ويشق الحياة درباً إلى الأخـ
رى قوياً فلا يهاب المَنونا
واثقاً من نصيبه في الحياتيـ
ـن: فلا زاهداً، ولا مفتونا
هكذا كانت الرجال كما سَوَّيْـ
ـت: قلباً، وفكرة، وشؤونا
وتوالت أجيالنا ضلت الدر
ب، فتاهت، مفاتنا ومجونا
ورجعنا هياكلاً لأناسيّ
- عداها الهدى، فَظَلَّتْ طينا
شغلتها الأهواء عن طلب الحـ
ـق، فعاشوا الدنيا هوى وفتونا
ونسوا الله جاحدين فأنسى
كل قلب مصيره المكنونا
وإذا بالحياة كاللهب المحـ
ـرق، لا ظُلَّة وبيتاً سكينا
والأماني التي بها يسعد النا
س، استحالت حتى بها قد شقينا
ومن الأمنيات ما قتل النفـ
ـس هواناً، وذِلَّةً وظنونا
وغدونا كأننا في انعكاس الـ
ـضوء: لا أمة ولا مسلمينا
يا أبا المسلمين، ما أبعد الصو
رة ما بيننا، وبين أبينا
فاسأل الله في بنيك فلولا
رحمات سبقن ما استبقينا
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :619  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 864 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج