شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لك الحمد يا رباه
(في زيارة عام 1375هـ)
لك الحمد يا ربّاه.. حمداً مُرَدّداً
حملت لما يسرت عبداً مُوَحِّدا
تغمدته بالفضل - مذ كان - مُنْعِماً
وطوبى لمن يَسَّرتَ أن زار أحمدا
ألا يا رسول الله.. جئتك زائراً
أحيّيك بل أفديك لو أملك الفدا
وأنت عظيم دونه كل باذل
من المال، والجاه اللَّذَيْن هما النَّدى
وإنك ضيف مُكْرَمٌ عند من له
يَخِرُّ جميعُ الخلق في الكون سُجَّدا
وحق لك الإجلال من كل مؤمن
بك الله أصفاه من الحق موردا
أمجد ذكراك الحبيبة في الورى
تشع بآيات من الخير والهدى
طلعت على الدنيا رسولاً مُبَلِّغاً
رسالاتِ ربّ الناس، للنّاس مُنْجِّدا
ليرتدَّ من أمر الحياة وأهلها
إلى الخير ما قد كان شراً مُؤكَّدا
وتجمع شمل العالمين بوحدة
تنظم خلق الله عقداً منضدا
يؤلفهم حب وغاي ومنهج
به يستقيم الأمر والعيش سَرْمَدا
وهل يلتوي درب الحياة إذا مشى
به الناس - نحو الحق - صفاً مُوَحَّدَا
وتهدي لهم خير القوانين شرعة
من الله أوحاها إليك ورشَّدا
وكنت لهم في ذات نفسك قدوة
هي المثل الأعلى فمن أفلح اقتدى
وما جئت تبغي ثروة أو زعامة
فقد عرضا، لكن تساميت مُصْعدا
كلا ذين أسمى غاية السعي في الورى
وأهون ما في الأرض - عِندَكَ - مقصدا
وما جئت إلاّ منذراً من ضلالة
تردّى إليها الناس، للحق مرشدا
وقد أفلح القوم الألى كنت ملأهم
نفوساً وأبصاراً وسمعاً ومَحْتِدا (1)
فخر إلى أعتابهم كل شامخ
أبى نهج خير السبل للعز مَصْعَدا
ومن ينتصر للحق بالحق مؤمناً
يكن سهمه في الحق سهماً مُسَدّدا
إلى الله أشكو المسلمين أضلنا
هوانا على النهج القويم فبدَّدا
فعاث بنا من كل صوب عداتنا
كأنا متاع عاد نَهْباً مُبَدَّدا
وشرَّدَنا في الأرض شعب مُلَفَّقَ
وقد كان - بل ما زال - شعباً مُشَرَّدا
وأصبح منا (اللاجئون) كأنهم
عيال على الدنيا، أَحِقّاءُ بالرَّدى
يُرى بعضُهم من لفحة القيظ مُحْرَقاً
وفي زمهرير البرد عَظْماً مُجَرَّدا
وما ذاك إلا أننا قد هوى بنا
هواناً، إلى وِرد لقد ساء موردا
حسبناه - إذ جئناه - صفواً نَغُبُّهُ
نُروَّى به من شِربةٍ غُلَّةَ الصَّدى (2)
سكرنا به حتى تَعَمَّتْ دروبنا
علينا وحتى نالنا كُلُّ من عَدا
فحاق بنا من شهوة النفس غيُّها
وبعض الأماني دونها لَطْمَةُ العدى
منى النفس أن أرسلتها من عِقالها
شياطين حُلَّتْ من عِقال - تَمَرُّدا
إذا لم يكن للمرء من وازع به
يشيح - تقاة - عن هوى النفس عامدا
تضل به أهواؤه في مفاوز
يَظَلُّ بها أسيانَ وَهْداً ومُنْجِدا
وما الناس إلا قادة وعشيرة
إذا صلح الوالي العشيرةَ أسعدا
ولكن مضى ساداتنا نحو حتفهم
ولم نَلْفَ من يحتل - من بعد - مقعدا
وربة أقوام أضلُّوا سبيلَهم
فكان بها الراعي أضلَّ وأفْسَدا
وما المرء إلا ما تأدَّب يافعاً
وإن له من شأنه ما تَعَوَّدا
وإنا لَمِنّا المفسدون لذاتهم
وللناس، حتى لا ترى منهمو جَدى
همو القوم لا للخير مسعى خطاهمو
ولكنه للشر، ما زال - موجدا
إذا ما بدت للخير من بارق الرؤى
ملامح - غشّاها صنيع لهم بدا
وإنا لَمِنّا العابثون بأمرهم
وبالناس يفنى عمرهم كلُّه دَدَا (3)
إذا فتنة في مهدها جَدّ جِدُّهم
لإشعالها حتى لا ترى الشر مُوقَدا
وإن صلحت أحوال قوم تَسُؤْهُمو
ومدُّوا إليهم بالأذى منهمو بدا
وإنا لَمِنّا الناقمون سجيَّة
على الناس والدنيا وأيامُهُم سُدى
وإنا لَمِنّا الحاقدون حياتُهم
بغيرهمو شغلٌ حديثاً وحُسَّدا
فلم يصنعوا شيئاً وكم ذا يسوؤهم
صنيع سواهم ما أضلّ وأنكدا
قُعودٌ عن الأعمال لا يألفونها
وتلقاهمو في موكب الناس أقْعَدا
وإنا لَمِنّا القابعون وحظُّهم
من العيش قلبٌ فارغ قد تَبَلَّدا
وهم - بعد - يمضي شأنهم غير واحد
فقيراً غَبيًّا، أو وَريثاً مُعَرْبِدا
وإنا لَمِنّا العائقون تَقَدُّماً
به يبتغي الإنسان مجداً وسؤددا
همو القوم لا يدرون من أمر دينهم
سوى تُرَّهات لَسْنَ مما به شدا (4)
ومنهم مُراءٍ باء بالخسر إنه
- على علمه بالحق - قد كان مفسدا
وإنا لَمِنّا القانطون نفوسهم
عليها أقام اليأسُ سجناً مُؤَبَّدا
ومن يُحْرم التأميلَ لم يُمْنَح القِوى
على الفعل، إن الله بينهما أدى (5)
وكل أولاء الناس في أي صورة
شكول من الأحياء لكنها صدى (6)
وهل يبلغ العلياء إلا فتى لها
تحمّل من أعبائها ما تكبّدا
ولست معافاً من عيوب كثيرة
ولا أنا في ما بينهم كنت أوحدا
فلله أشكو المسلمين وأمرهم
وحالي وإياهم وقد صار أَرْبَدا
ليكشف عنّا غُمّة طال مكثها
فما هي إلا نقمة منه أو ضَدى (7)
ولله في ما شاء من أمر خلقه
تدابير، إن ما قدَّر الأمر رَصَّدا (8)
وما أتعس الأقوام شقّوا طريقهم
على الوعر، إذ ضلوا الطريق المُعَبَّدا
فيا ربّ ألهمنا الرَّشاد وكن بنا
حفياً، ولا تأخذ بما جَرَّ أَعْبُدا (9)
وليت رسول الله قد كان بيننا
إذاً لاستقام الأمر في ما تَأَوَّدا (10)
أما أنه في حظوة منك ناعم
فهيء لنا في ما تريد المَراشِدا (11)
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :563  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 862 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج