مولد المصطفى طلعت على النا |
س ولَلْناسُ في ضلال بعيد |
أي ذكرى كريمة، كلما عد |
تِ ليلة المولد الكريم، فعودي |
مولد المصطفى الذي أشرق النو |
ر عميماً به بكل صعيد |
جاء من قبله النبيون تترى |
وأتى درة لعقد نضيد |
ختم الله بالكمال به الرسـ |
ـل إلى الخلق فهو بيت القصيد |
الهدى والجلال والحب والرحـ |
ـمة صيغت على جمال فريد |
هي كانت محمداً وتجلى |
فيه إنسانُها كظيم الوجود |
ليس عيسى إلا محمد يوماً |
وأبو الأنبياء نفس الوليد
(1)
|
يا نبي الهدى.. أرى الناس ضلوا |
وَيْ كأن الدنيا خلت من رشيد |
رجع الناس للوراء ولكن |
في شكول أخرى وثوب جديد |
صنعوا المعجزات في كل نَحْوٍ |
ثم جاؤوا لها بكل مبيد |
أي عقل هذا الذي يخلق المو |
ت لِيفني؟ ولم يكن بالمُعيد |
يا رسول السلام.. ما أَفْقَرَ الأر |
ض، لنور السلام والترشيد |
يا نبي الهدى شعوبك حيرى |
لَفَّها الجهل في ظلام شديد |
هجروا دينك الحنيف وحادوا |
عن قويم من الصراط سديد |
نهجوا نهج غيرهم ليت شعري |
ليتهم يشبهونه في حميد |
ومضى الناس للمعالي خفافا |
ومضوا ناعمين بالتقليد |
خُدِعوا بالشكول وهي قشور |
وتَلَهَّوْا عن اللُّباب المُفيد |
قعدوا في خوالف الركب، والركـ |
ـب حثيث الخطى بعزم عنيد |
يا نبيّ الهدى ويا سيّد الخلـ |
ـق، ويا صاحب اللّواء المجيد |
إنما العرب في لوائك حُرَّا |
سٌ على مجد شعبك المفقود |
أنت أدرى بذاك إذ قلت ما |
قلت، وإني ألتذّ بالترديد |
(عزّة المسلمين من عزّة العر |
ب) تُباركْ خطى الأُباة الصِّيد |
طال صبر الكرام في غسق الظلـ |
ـم، وفاض الأذى، فهل من مزيد؟! |
والطُّغاة الطِّغام قد جثموا الدهـ |
ـر طويلاً على صدور الأسود |
ولقد يحمل الكبارُ أذى الطُّغـ |
ـمة حرصاً على الكيان المشيد |
وصلاح الجميع أولى على الحـ |
ـر من العدل في دقيق الحدود |
والضحايا عبء على المصلح النا |
صح، أولى منه احتمال القيود |
بَيْدَ أن الأذى إذا فاض غطَّى |
جَلَد الصابرين خلف السدود |
فشل الواعظون في عظة القو |
م، وصاروا كصالح في ثمود |
وتمطّى الليل الطويل على النا |
س ظماءً لفجر يوم جديد |
وأرى الفجر - بعد - خاتمة الليـ |
ـل - وإن طال - سُنَّةً للوجود |
غير أن السماء منبثق الفجـ |
ـر، وفيها يَنْدَسُّ سِرُّ الوقُود |
يا نبيّ الهدى.. ومن حمل السـ |
ـر إلى أرضنا سَرِيَّ الجدود
(2)
|
إن تكن متَّ في حياة الخليّيـ |
ـن فحيٌّ في حسّ كلّ وليد |
غبت عن ناظر، وعشت بقلـ |
ـب مؤمن مفعم من التوحيد |
أنت حي في خاطر المؤمن الحـ |
ـق، وفي ناظر نفيذ الحدود |
فاعطِ من سرك الجليل، وألْهِمْ |
فتية يعشقون نجوى العميد |
اشترى الله منهمو الأنفس الشـ |
ـمّ، فباعوا، ليومه الموعود |
وهبوا النفس والنفيس عليها |
من طريف مستحدث، أو تليد |
جَنَّدوا للعروبة الحُرّة السمـ |
ـحة أرواحهم فداء البنود |
خلقوا للكفاح لم يثنهم عنـ |
ـه وعيد، ولا خداع الوعود |
وهمو اليوم في مجالات ذكرا |
ك مريدون في ثياب الجنود |
فاسأل الله أن يَمُنَّ عليهم |
برشاد، وعزمة من رشيد |
فرشاد لدى صراع التدابيـ |
ـر، وعز لدى صراع الحديد |
هذه نفثة الكظيم بيوم |
كلما عاد من جديد - سعيد |
خالد في الزمان وهو لدى العا |
رف معنى الخلود، سرُّ الخلود |
* * * |