اخطئي ما أردتِ، قد غفر الحبُّ |
خطاياك كُلَّها ومحاها |
لستِ من أخطأت، ولكنما الذَّنْـ |
ـبُ لنفسي مهما تكن دعواها |
اخطئي.. اخطئي.. رمتني نفسي |
رِمْيةً طال غورها، ومداها |
قذفتني الأحلامُ قذفة لاهٍ |
ثم واهٍ تغرّه نجواها |
والأماني الغَرُور تقتنص الفر |
صةَ، جاءت في إثرها تتباهى |
وكِذابُ الآمال كم ساقت النا |
سَ كما ساقت الرياحُ المياها |
ربما خضخض الخَضمَّ عُباباً |
لمسةُ الريح خَدّه فتواهى |
دفعتني إليك خَطْرَةُ قلب |
شدها الحب نحوه فطواها
(1)
|
خانها فيك ما أَلِفْتُ من الحِذْ |
ر، وغطّى هواك كُلَّ هداها |
وتغاليتُ في أفانين شتى |
من معاني الهوى وكلِّ صُواها |
وتماديتُ لم أَزَلْ أَجِدُ الصِدْ |
ق سبيلَ الإفصاح عن معناها |
فتخيلتُ أنني صرت في نفسـ |
ـك أغلى طِلابها ومُناها |
فَتَعَرَّيتُ عندها من جلالي |
أحسب الحبَّ - وحدَه - لي جاها |
وتخيّرت من نسيج هواها |
لي ثوباً تحوكه عيناها |
وسمت بي شمائلي عن مدى اللهـ |
ـو بمن عزّها عليّ هواها |
ثم في لحظةٍ تبيّنتُ أني |
كنتُ أحرى بأن أطيلَ انتباها |
ربما يخطئ الخيارُ - لِماماً - |
في حقوق الورى، وليس سِفاها |
ولقد يخطئون في حُرْمةِ النفـ |
ـس، انشغالاً عنها بحق سواها |
فسلام على الذي كان منها |
وكفاها السلام مني كفاها |
* * * |