شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حديث معه
هل أنت أنت؟.. أم الأحداث والغِيَر
جارت عليك، فما تبقي، ولا تَذَرُ
أصابك الوهن في قلب، وفي بدن
وكنت من كنتَ.. لا بأس، ولا ضجر
قد كنت تهزأ بالدنيا وضجتها
هزأَ الكبار بما قد يألف البشر
فعدت كالطفل.. أدنى الأمر يكْربه
ويشعل النارَ في أحشائه الشرر
وكنت تسخر بالأحداث عارمة
فصرت يؤذيك منها الطيف والذِّكَر (1)
وكنت تستقبل الآلام مبتسماً
فصرت تعبث في إحساسك النذُر
وكنت للصبر نداً، لم تكن مثلاً
بل منك تتخذ الأمثال والعِبَر (2)
وكنت تَزْدَرِدُ الأوجاع تأنف من
آه الشكاة، وتؤوي غيرك السُررُ
واليوم تغلبك الأوجاع هيّنة
فتستكين لها، والقلب منفطر
وكنت ما كنت.. أحلاماً وفلسفة
فهل صحوت على الآمال تندثر؟!
كم صارعتك ظروف، فانتصرت على
كل الظروف، ولا خوف ولا خور
فَلِمْ تخضخضك الأوهام في صور
شتى يعز عليها أَمْسِك الحذر (3)
وما أصابك.. في قلب وفي بدن
أَمَسَّكَ الضعفُ أم قد هَدَّك الكِبر
العمر؟ ما أنت في سن عَدَوْتَ بها
عهد الشباب، فهذي السن تزدهر
الضعف؟ طبعك يأباه، وكل فتى
طباعه منه، لا سِنُّ، ولا صِغَر
عُذْرى إليك.. فكم في العمر من سَنة
في حِسْبة الحق أضعافُ الذي عمروا
وما السنون بتعداد، فكم عبرت
بعض السنين، ولا عبء، ولا خطر
من السنين طوال يومها سنة
وفي السنين قصارٌ لَفَّها القِصر
والعبء في بدئه قد يستهان به
ويثْقل الحِمْلَ طولُ الحمل، والسفر
وفي الجسوم لعبء القلب أوعية
به تطيب، ومن جرآه تنكسر
ليت العواذل إذ لاموك قد علموا
لأقصروا اللوم، بل جاءوك فاعتذروا
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :20088  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 285 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج