شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هل ستتزوج أمي هذا الرجل؟
وقد كان الموقف لغزا شديد الغموض والتعقيد بالنسبة لي... وكان السؤال الذي وجدت نفسي اطرحه على نفسي، هو: (لماذا أمّي إلى بيت الدكتور؟؟؟) لقد شفيت من تلك الحمى بعد أن ظلت تتناول كؤوس (الكينالاروش) وحبوب أو هي اقراص الكينا... ولم أسمعها تشكو من مرض أو ألم... بل هي اليوم تتمتع بصحة جيّدة، تعبرّ عنها النضرة في ملامحها، والحيوية في نظراتها، والمرح فيما يدور بينها وبين النسوة من أحاديث. كان يبدو عليها القلق في كل مرة، تدفع فيها نقودا تتسوَق بها منكشة حاجتنا من الغذاء أو غيره، كالغاز أو الصابون ولم تخف على منكشة، وكنت أسمعها، وهي تقول أنها لم تعد تدّخر من الجنيهات العسْمنلي شيئا، فقد ذهبت كلها، ولم يبق الا بعض قطع النقد الفضية... وحتى المجيدي، لم يبق منه الا ثلاثة فقط... وما يزال امامها أكثر من شهرين لأستلام أجرة السنة التالية للدكانين في زقاق الزرندي. وفيما عدا هذا القلق، كانت تبدو دائما مطمئنة وادعة البال، وكأن اللائي كن يفاتحنها في غياب أبي، ثم في أمر زواجها، قد اقتنعن بأنها لن تتزوجّ، فاصبحن أكثر حذرا، في تناول الموضوع معها.
وفي اللحظات التي كانت منكشة تعالج شعري، بالمشط، وتنبّهني إلى أن أمسح حذائي وازيل عنه الغبار، كنت استعيد الكثير من الذي كنت اسمعه عن هذا (الدكتور)... واربط بيني وبين يده (المبروكة) وبراعته في علاج عبد المنّان من (العصرة) وبدريّة من (اللبطة) إلى جانب الثناء عليه والحديث عن المجيدي الذي يعطيه للمريض الفقير، ليشتري غذاء دسما وما أكثر ـ ما قيل أن عبد المنّان معجب به وبأخلاقه، وأنّه اصبح صديقا له يزوره ويقدم له بعض الخدمات الصغيرة، ومنها شراء بعض قطع الأثاث من الحراج.
ولكن، لا أدري لماذا لم يخطر لي قط، أن لأمّي علاقة تستلزم الذهاب اليه، ومعها الخالة فاطمة، ومنكشة، التي كنت اعلم بطبيعة الحال، أنها هي التي تعرف منزله، وهي أيضا التي تجيء بالأخبار عنه، ومن هذه الأخبار أنها رأت عبد المنان عنده أكثر من مرّة بل وأن العم محمد سعيد بنفسه، رأته وهي ذاهبة إلى السوق، منذ أيام، يدخل بيته قبل صلاة الظهر.
وبينما كانت الخالة فاطمة تستعجل أمّي في التهيؤ للخروج، ومنكشة تبالغ في تمشيط شعري، وتلميع أو تنظيف الحذاء الذي ارتفقه. وكل ذلك يتم في الدهليز، وباب الزقاق مواربا اذا ببدرية تدخل. ولم أكن لأعرف أنها هي، ووجهها وراء (البيشة الثقيلة) لو لم أسمع صوتها وهي تهمس، مجهدةً متلاحقة الأنفاس، بأن عبد المنّان (زوجها) ينتظرنا عند مدخل الزقاق.
ومجيء بدرية، ونحن نتأهّب للذهاب إلى هذا الدكتور، زاد اللغز في ذهني غموضا وتعقيدا.... فماذا هناك يا ترى؟؟؟ وكانت أمّي قد خرجت من الديوان، ووقفت إلى جانب الخالة فاطمة، وهي تعالج اصلاح وضع (البيشة) على وجهها، ثم سمعتها تقول:ـ
:ـ. لكن يا خالة... أنا ما ادري، ايش اللي يخلينا نروح للدكتور في بيته، وهوه رجّال عازب؟؟؟
:ـ. طيب... وهوّه نحن رايحين لحالنا بدون رجَال؟؟؟ هادا عبد المنّان معانا... ويمكن يكون عمّك محمد سعيد سبقنا، ونلتقيه عنده.
والتقطت الدادة منكشة طرف الخيط لتقول بعربيتها المكسّرة:
:ـ. في البيت فيه باجي... فيه اسماعيل ببا... كمان فيه اتنين عسكر.
ولاشك ان افضت به منكشة ، كان لطمأنة الجميع ، بأن هذا ( الدكتور ) العازب ليس وحده، وانما هناك هذه (الباجي) التي سبق أن وصفتها، وتحدثت عنها... امرأة عجوز من جواري الأتراك، ومعها زوجها (اسماعيل ببا)
ومع ذلك بقي السؤال الذي وجدت نفسي أطرحه على نفسي، وهو: (لماذا تذهب أمّي إلى بيت الدكتور؟؟؟)... بقي هذا السؤال حائرا دون اجابة حاسمة... وقد زاد من التعقيد والغموض، وجود بدرية، ومعها زوجها عبد المنّان، معنا... ثم الأعجب، أو هو الأكثر اثارة للدهشة هو أن العم محمد سعيد بنفسه يمكن أن يكون قد سبقنا إلى هناك؟؟؟.
ورغم كل هذه المعلومات المطمئنة بالنسبة لأمّي، فقد عادت تقول:ـ.
:ـ. بس، يا خالة فاطمة... أنا ماني شايفة اني لازم أروح معاكم... ما دام العم محمد سعيد، رايح يكون هناك... وهوّه يعرف تركي.
وكان جواب الخالة فاطمة جاهزا وعجيبا في نفس الوقت. اذ خفقت صدرها بيدها خفقة خفيفة وهي تقول:ـ.
وهوّه عمّك محمد سعيد ـ يا حسرة ـ يعرف تركي؟؟؟ انتي عارفة انّو بخاري... وأيام ماكنا في الشام. كان ما يدور ويتفاهم مع المأمور اللي يعطينا ورقة العيش وعلبة المفرومة، إلا بعد ما يفضل يلُتْ ويعجن... والمأمور ما يفهم منّه شي... اصله حتى كلامه البخاري ما يفهمه الاّ اللي من بلده، اللي ما ادري ايش اسمها في بخارى.
هنا أحسست ان بعض عقد اللغز تنحل وتتفكك... فأن أمي ذاهبة لانها تتكلم التركية التي يتكّلمها الدكتور، وهي التي سيفهم منها، ما يبدو ان الخالة فاطمة تريد أن تقوله ربّما عن بدريّة أو عن نفسها... لقد اقتنعت أخيرا بأن الموضوع لا علاقة له بالهواجس التي كانت تدور في نفسي عن زواجها، وهو الموضوع الذي حسمته أمّي بالرفض، ولكنّه ظل مع ذلك يتردد أو يُطرح، بطريقة أو أخرى كلّما اجتمع النسوة عندنا، أو عند من أصبحت أمّي تزاورهن بين الحين والحين.
* * *
عند خروجنا إلى الشارع الرئيسي في حي الساحة في طريقنا إلى منزل الدكتور، ارتفع صوت المؤذن لصلاة الظهر... وكالعادة رأيت الأطفال الذين العب معهم يسرعون بالتفرق والأنصراف والعم صادق في دكانه، وعلى عينيه نظارة بيضاء الاطار، ذكرتني بتلك التي كان يرتفقها جدي رحمه الله... كان من عادة العم صادق، أن يقضي الوقت في قراءة القرآن الكريم، من مصحف صغير في يده، ولا يتوقف عن القراءة الا عندما يقف عليه زبون. والأرجح أنهه لمحنا جميعا، ولكنّه أغضى مستمرا في القراءة، متحاشيا احراج النساء الثلاث، اللائي لا أشك في أنه قد عرفهن، وأن كنَّ في حجابهن، لانّه ـ كما قيل لي ـ يسكن هذا الدكان على مدخل الزقاق منذ أكثر من عشرين عاما.
كان عبد المنّان يمشي متقدما عنّا بحيث يبدو وكأنّه لا علاقة له بنا، إلى أن أخذنا ننعطف نحو مدخل (زقاق الطّوُال)... حيث وقف امام باب، ما كاد يطرقه، حتى فتحه رجل عجوز، بلحيته البيضاء، وما يشبه العمامة الصغيرة على رأسه، ويتوكأ منحني القامة على عصا في يده، وهو يقول بالتركية ما معناه: (تفضلو...) ومشى، امامنا، وأخذنا نتبعه يتقدمنا عبد المنّان، ومنكشة، ثم الخالة فاطمة تليها أمّي، ثم (بدريّة) واذ كنت إلى جانبها، فقد سمعتها تقول في ضيق وتأفف بصوت أقرب إلى الهمس:ـ.
:ـ. يعني كان لازم أني اجي؟؟؟ أبويا وعبد المنّان وانتو يا أمّي، تقدروا تفهَّموه كل شيء واختصرت الخالة فاطمة اجابتها في كلمات مسرعة هامسه:
:ـ. خلاص... ما دام قال لازم يكشف عليكي... اديكي جيتي، وما يسير الا الخير ان شاء الله. وانتي عارفة زوجك، ونَقُه..
وانتهت خطواتنا إلى الديوان.. حيث وقف الرجل العجوز، وعاد يكلّم منكشة بما يفهم منه أن الدكتور لم يعد من (الخستخانة) ـ وهي كلمة تعني في اللغة التركية: (المستشفى) وكنت قد أخذت القي نظرة على الأثاث في الديوان، اذ كان مختلفا عن الأثاث في بيتنا أو في بيوت الذين كانت أمّي تزاورهم، ومنها بيت الخالة فاطمة... لم تكن فيه المراتب وعليها المساندة تكسو صدر الديوان وجانبيه، وانما هناك ما نسميه الآن، (الكَنَبْ) والى جانب الكنبتين المقاعد، وفي الوسط منضدة طويلة، مغطاة بقطعة من القماش مزخرف.
وكان العم محمد سعيد جالسا على احد هذه المقاعد حيث تقدّم منه عبد المنّان، وتناول يده يقبّلها ثم جلس على مقعد بجانبه، والتفت الينا، وهو يقول:ـ
:ـ. اتفضلّوا... اقعدوا... الدكتور له يومين، بيروح (الخستخانة) العسكرية.. الحكومة قالت لازم يشتغل، عشان العسكر اللي ما قدروا يسافروا مع الباشا.. يعني اللي كانوا وجعانين لمّا خرج فخري باشا من المدينة، لازم يشتغلوا وعلى الكنبة، جلست الخالة فاطمة وإلى جانبها أمّي، ثم بدرية، ووجدت نفسي اختار المقعد الذي يتيح لي أن أجلس بجوار بدرية...
* * *
كنت أسمع صوت منكشة، وهي تتحدث باللغة التركية بعيدا عن باب الديوان... كما كنت أسمع صوت العجوز التي تحادثها... ولم يطل بنا الانتظار، فقد جاءت هذه العجوز، ومعها منكشة... أخذت ترحّب بنا، بينما أخذت منكشة تعرفها بنا، وقد لفت نظري، أنها ـ منكشة ـ كانت تتحدّث ونظراتها تتراوح بين أمّي، وبيني... مما فهمت منه أنها تتحدث عنّا. ولكن دون أن أفهم ما كانت تقوله.... وقد كان واضحا أن أمي تتابع منكشة وتلاحقها بنظرات لم تخل من شيء من الدهشة والأستغراب، ولكن دون أن تعلق بشيء... إلى أن التفتت اليها العجوز، وأخذت تخصها بنصيب اوفر من الترحيب، ثم التفتت اليّ، وهي تردد كلمات حزرت أنها تعني الاشفاق والتحسرّ، وقدّرت، ان السبب، هو حكاية أبي الذي مايزال غائبا ولم تصلنا عنه اخبار حتى اليوم.
* * *
وأخيرا جاء الدكتور... سمعنا قبل أن تتحرك (الباجي) مسرعة، ومعها منكشة، وقع خطواته بحذاء ثقيل على الممر الحجري إلى الديوان... ولم يكد يدخل حتى نهض العم محمد سعيد وعبد المنّان.، ووقفا يستقبلانه، فإذا بنا جميعنا ننهض ونقف مثلهما. وكانت المفاجأة ـ حتى بالنسبة لأمّي ـ أنه كان يتكّلم اللغة العربية اذ أخذ يقول بصوت فيه نبرة التحبّب والتواضع:ـ.
:ـ استغفر الله... استغفر الله... اتفضلوا.. استريحوا...
وكأنّه لاحظ أن العم محمد سعيد ظل واقفا بعد أن جلس النسوة، وعبد المنّان فأخذ يكرر:ـ.
:ـ. استغفر الله... عم سعيد... ارجوك تستريح.
كانت الخالة فاطمة وحدها التي ازاحت عن وجهها (اليشة)... بينما ظلّت كل من أمّي، وبدريّة مسدلة (البيشة) على وجهها ولاحظت أنّه التفت نحوي أكثر من مرة... ثم أخذ مجلسه على الكنبة المقابلة بحيث أخذت أتأمّله، وذلك ما لابد أن بدريّة وأمي كانتا تفعلانه أيضا وراء الحجاب على وجهيهما... وكان أهم ما لفت نظري هو أنه يرتدي نفس الملابس التي كنت ارى الضباط يرتدونها قبل خروج الأتراك من حلب... فهو اذن ضابط، وليس دكتورا كما ظللنا نسمع حتى هذه اللحظة.
كان بادي الهزال، كما كان شعر رأسه عليه البياض... ولم أفهم كيف يمشي حاسر الرأس هكذا، بينما الضباط الذين كنا نراهم في حلب، يرتفقون لباس الراس الذي أذكر أنهم يسمّونه كلبك.
* * *
فاجأتني الخالة فاطمة، بالتفاتها اليّ دون غيري من الجالسين لتقول: وهي تمد يدها بقطعة نقد فضية :ـ. نصف مجيدي:
:ـ. خد يا عزيز يا ولدي... تروح تجري تشتري لي من عمّك صادق، ربع اقة شاهي اخضر، وبالباقي، حمّي عجمي... اجري يا عزيز قبل ما يعزل للغدا.
ولم أجد ما يمنع أن أذهب كما طلبت فنهضت، وأنا ارامق أمي منتظرا أن أسمع منها ملاحظة أو تعليقا، اذ أصبح من المألوف، أن لا أخرج سواء من البيت، أو من أي مكان أكون فيه معها، بدون أن تأذن... ولكنّها لم تقل شيئا... ولكن ما كدت اتجه نحو الباب حتى كان الدكتور هو الذي يتكلم قائلا:ـ.
:ـ. اسماعيل ببا ممكن يروح... فين دكان صادق هادا؟؟؟
ولكن الخالة فاطمة، التفتت اليه وهي تقول في نبرة متلطفة:
:ـ. لا... عزيز اخف... يقدر يروح ويجي ري الطير.
وضحكت ضحكة خفيفة، بينما انطلقت انا أخرج من الديوان.
لابد أن أقول، ان ذكائي قد خانني، اذ لم أدرك وأنا أخرج لتلبية رغبة الخالة فاطمة، أن ارسالي لشراء الشاهي الأخضر والحمّي من العم صادق، كان أسلوبا مهذبا في أبعادي عن المجلس مع الدكتور، الذي علمت فيما بعد... وبعد بضعة أيام أنّه بعد أن سمع من الخالة فاطمة عن الحالة التي تعاني منها بدرية، اعتذر عن الكشف عليها، واقترح أن تراجع طبيبا ذكر اسمه لها، وهو يعمل في المستشفى العسكري. واستطعت أن أفهم ـ على مراحل ـ من الأحاديث التي أخذت تدور بين الخالة فاطمة وبين زائراتها من النسوة، أن مشكلة بدرية انها لم تحمل رغم مرور أكثر من سنة على زواجها من عبد المنّان... وانها تشكو من حالة لم تنفع معها الأدوية والوصفات التي اقترحتها (الداية رشا المولّدة)..
والواقع أني عدت إلى مجلس الدكتور، أو هو الديوان، بالشاهي الأخضر والحمّي، ولكن في اللحظات التي وجدت فيها الجميع، يخرجون من الديوان، والدكتور واقف، يودعهم بكلمات رقيقة، وعبارات شكر... ثم في اللحظة التي رآني فيها ادخل بما احمل ابتسم ابتسامة عريضة، وأخذ يتحدث باللغة التركية، وهو يلتفت إلى حيث كانت أمّي واقفة تهم بالخروج وخلفها منكشة... ثم وضع يده على رأسي... واردف الحركة، بأن وضع يده على كتفي وبالأخرى أمسك بذقني، ورفع وجهي اليه وهو يقول:
:ـ. انت ما تتكلم تركي؟؟؟
وهنا سمعت منكشة تتكلم بالتركية، وحزرت انها تقول له: (أنه يفهمها.. ولكنه لا يتكلمُها.).
أما أنا فلم أقل شيئا.. فقد التزمت الصمت، وفي ذهني الكثير مما أحسست أني أريد أن أقوله، ليس له... وانما لأمّي بالذات، ولهذه الدادة منكشة، التي لم أنس بعد، أنها التي جاءتنا بـ (الكينا لاروش) وحبوب (الكينا) عندما عادت حمى الملاريا تزاور أمّي، ثم تلك الصينية من الاكلة التي يسمّونها (الصوبريك) وقالت أنها هدية من (الباجي) التي تخدم الدكتور... وأخيرا تلك الزيارة التي قامت بها عند الغروب إلى الخالة فاطمة، دون أن تقول شيئا عن الغرض منها وكانت على غير المألوف من تصرفاتها.. فإذا بالخالة فاطمة تجي بعد هذه الزيارة مباشرة، وتصرفني عن البقاء حيث كنت أجلس عادة، بذريعة أن بدريّة (تبغاني) وتذكرت الآن، ان كل الذي وجدت بدرية (تبغاني) لأجله هو أنها وحدها ودادتها حسينة لم تعد من زيارة (سَنْدوَلتْها)... وجال بذهني الآن أن الخالة فاطمة لم تجي في ذلك الوقت ومباشرة بعد ذهاب منكشة اليها الا لتتحدث مع أمّي حديثا أرادت أن لا أسمعه... وماذا يمكن أن يكون الحديث الذي يريدون اخفاءه عني؟؟؟ كلُهّم... منكشة.. وأمّي... والخالة فاطمة... بل وحتى بدرية.. ماذا يمكن أن يكون الا عَن زواجها... وفي اللحظات التي كنا نمشي فيها متجهين نحو زقاق القفل يتقدمنا العم محمد سعيد وزوج بدرية، تساءلت: (هل ستتزوج أمي هذا الرجل؟؟؟) ولا أدري كيف وجدت نفسي أقول: (لا...لا... ابدا...)... والأعجب من ذلك أني وجّدت نفسي أمسك بيد أمي، وارفع وجهي اليها، وهي ماتزال تعطي وجهها بـ (البيشة.) وأقول:
:ـ. ياففَّم... جاكي خبر عن أبويا؟؟؟ جاكي خبر أنّو مات؟؟؟
قلت.. أو وجهت هذه الأسئلة، في صوت أقرب إلى الهمس... ولكن ما أسرع ما نفضت أمّي يدها من يدي... بل وتوقفت ونحن ما نزال في منتصف الزقاق، ورفعت عن وجهها (البيشة) وقالت:
:ـ. ايش بتقول؟؟؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :748  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 86
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.