شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نستطيع أن نقول
بقلم الأستاذ: حامد مطاوع
على البساط السندسي والمروج الخضراء التي كانت تنتهي بها محلة "المسفلة" عند "الخطمية" و "الكوشكية" و "الفارسية"... حيث كانت قهوة "الباني" و "الكونكار"... والأمسيات والسمر ومراتع الصبا، وما أصبح في حكم الذكريات وكما قال الأستاذ قنديل رحمه الله.
وهل تبقى لدى الصب
سوى ذكراه في القلب
على الأيام يرويها
متى جافته أحباب
في ذلك الجو... وذلك المناخ، حيث الضجيج في ناحية، والهدوء في ناحية أخرى، وحيث يجد كل من الصاخب والمتأمل مكانه المناسب... في ذلك الوقت كان شاعر مكي يافع يمشي على "الركبان" كما تمر السحابة "لا ريث ولا عجل"... ثم أصبح شاعراً مقروءاً في العالم العربي... إنه الأستاذ محمد صالح باخطمة الذي دخل الرحاب السياسية ولكنه ظل وفياً لشاعريته التي تربض في أغواره وتزوم بين حناياه.
ولسنا هنا بسبيل نقد شعر باخطمة، أو تدوين نبذة عن سيرته ولكنا نشير إلى قصيدتين نشرتا له في عام 1973، وقرأها العالم العربي، إحدى القصيدتين، نشرت في أغسطس بعنوان "الحب والسياسة" جاء فيها:
هل رأيتم غير دنيا مزقت أرجاؤها ضلت هداها
قسموها بين ضدين وكل منهما يبغي اتجاها
واحد في الشرق والآخر في الغرب وكل يتباهى
بالردى والذرة الحمقاء والدنيا قد اسودت رؤاها
* * *
هل رأيتم غير أقمار تبدت تقطع الأفق ارتيادا
هل علمتم أنهم قد وضعوا القوة والسطو عمادا
هل سمعتم غير صيحات على رجفتها العالم مادا
نحن في بضع سويعات سنفني عالماً ضل الرشادا
* * *
يشرب الفائز نخب النصر لا يدري بأن النصر مر
ربما أقفرت الدنيا فلم يلق بها حالاً تسر
إنها الأيام كم دارت وولت بعد يسر
يتساوى الغنم والغرم لدى الحرب ففي الحالين ضر
* * *
والقصيدة الأخرى نشرت في إبريل من عام 1973م بعنوان "فراشة" جاء فيها:
تقول وفي العينين منها تساؤل
وحمرة خوف قد تبدت على الخد
أحس ارتعاشاً في الجوانح غامراً
كأني به قد بات مني على وعد
تراه الهوى قد جاء يعبق عندما
خطوت إلى العشرين أم خفقة السعد
وأطرقت لم أعرف جواباً لما ترى
وما تتشكى منه مجلوّة القد
وقلت لها والسحر طاغ بلحظها
وهل ينفع الشاكي وهل نصحه يجدي؟
هو الحب يا سمراء والخوف والضنى
هو العمر لو يفنى يظل على العهد
هو النار تترى آهة وتحرقا
هو الخفق لا يهدا وإن زاد في العد
أعيذك يا سمراء من وقدة الهوى
ومن سهر الليل الطويل من الصد
أعيذ العيون النجل من لوعة الضنى
ومن آهة الأشواق من حرقة السهد
فأنت التي تُهوى وتُعشق لا التي
يصوّحها بوح الصبابة والجهد
وأنت لك النعمى: خيال وصبوة
وأنت لك الصفو الجميل بلا حد
إلى أن قال:
فوا عجبي من حلوة قد هويتها
تسير إلى الأشواك يا قسوة القصد
ونصارح القارئ بأننا قد اجتزأنا من القصيدتين بعض المقاطع وأعدنا نشرها، فقد قرأها الكثير في معظم العالم العربي ولم يقرأها هنا إلا القليل!!... ولا ندري هل هذا من أجل أن "زامر الحي لا يطرب"؟!
وما علينا... الذي نريد أن نقوله، هو أن قصيدة "فراشة" قد ذكرتنا بقصيدة "صبا نجد" لابن الدمينة وهو من قبيلة خثعم التي تنتمي على أرجح الروايات إلى "أنمار" بن نزار بن معد بن عدنان وقد جاء في تلك القصيدة:
وقد زعموا أن المحب إذا دنا
يمل وإن النأي يشفي من الوجد
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
على أن قرب الدار خير من البعد
على أن قرب الدار ليس بنافع
إذا كان من تهواه ليس بذي ود
بعد هذه اللمحة أو الإلمامة المختصرة نعود لشاعرنا باخطمة، ونقول له... لقد طال هجرك للمزهر... فهلا عدت إليه... وأنت تعرف أن "العود أحمد"؟!... أرسل بلحونك حيثما شئت، فإن الخراج لنا... أو على الأصح الخراج للقارئ العربي.
8/3/1400هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1094  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 86 من 86

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.