شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العودة إلى المنبع
الخبر الذي علّق عليه الصديق الأستاذ بدر كريّم، في (شمسه وظلّه)، وهو أن خبراء منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) يطالبون، بالعودة إلى الانتفاع بـ (الكتّاب) والمسجد... وهو ما يسميه الخبراء (مؤسسات التعليم غير النظامية)... هذا الخبر جديد عليّ، ولم يسبق أن قرأته... وهو في نفس الوقت جدير بوقفة، كهذه التي وقفها الأستاذ بدر، يقفها معه المعنيّون بشؤون التعليم.
وفي استعراضه لدور (الكتّاب) والمسجد يستعيد الأستاذ بدر إلى الأذهان أولئك الرواد في تاريخنا الإسلامي البعيد - والقريب أيضاً - الذين طلعوا على الدنيا مشاعل أضاءت السبيل في مسيرة الأمة الإسلامية نحو النور، تشعه علوم القرآن والسنة بكل عطائها الضخم الذي يذهلنا باتساعه وتنوّعه، وأمانته ودقّته فيما بين أيدينا من التراث.
ويعلل خبراء اليونسكو لتدني التحصيل أو المستوى العلمي والأكاديمي لدى معظم الطلبة في الدول العربية بسبب الزيادة الكبيرة في أعدادهم الأمر الذي قد يعود بهم إلى ما يشبه الأمية... ويقول أحد هؤلاء الخبراء أن عدد الطلبة في فصول بعض المدارس يصل إلى سبعين طالباً.
فكأن الخبراء يطالبون بالعودة إلى الانتفاع بالكتّاب والمسجد، ليعالجوا حالة الاكتظاظ في الفصول، وهي التي يحمّلونها مسؤولية تدنّي المستوى العلمي أو التعليمي أو الأكاديمي.
ومع أني شخصياً تلقيت تعليمي الأولي في كتّاب العريف بن سالم، وأتمنّى أن نعود للانتفاع بالكتّاب والمسجد، فإني أرى أن الزيادة الكبيرة في عدد الطلبة في فصول بعض المدارس إذا كانت سبباً في التدنّي فإن علاج الزيادة مسألة لا بد أن تعالج، بحلول منها التوسّع في عدد الفصول وعدد المدارس، واشتراط أن لا يزيد عدد الطلبة في الفصل الواحد عن خمسة وعشرين إلى ثلاثين كحد أقصى، وهذا ما لا تعجز عنه الدول العربية، مهما كانت الزيادة في عدد السكان... ذلك واجب يجب أن تعنى بأدائه الدول، إذا كانت تشعر بالخطر الذي يداهمنا بحالة الأمية التي يذكرها الخبراء... إذ ما جدوى مئات المدارس، وألوف الفصول، ومئات الألوف من المدرّسين وعشرات أو مئات الملايين من الأموال التي تنفق على التعليم إذا كانت النتيجة هي هذه الأمية.
ثم... هل ازدحام الفصول بالعدد الكبير من الطلبة، هو السبب في التدني، أم أن السبب يكمن في أسلوب ومناهج التعليم... أعرف طلابا في المرحلة الثانوية لا يستطيعون قراءة الكلمة المشكولة، وعلى الأخص (الفتحتين، والضمتين والكسرتين)... والسبب هو أنهم لم يتعلّموا الهجاء، مع أن قراءة القرآن الكريم تحتّم أن يعرف الطالب هذا الهجاء.
زعموا، أن تعليم القراءة بالطريقة القديمة، أسلوب عقيم معقّد، وأن الأسلوب الجديد المتّبع، يستهدف أن يقرأ الطالب الكلمة بكاملها وجملتها، وليس بحروفها... فذلك أسرع وأفضل... إلى آخر ما زعموا... أو ما فهمته منهم، وقد أكون مخطئاً في السماع أو في الفهم.
وإعادة النظر في طريقة تعليم الطفل القراءة والكتابة، ليست مشكلة، وإذا كانت الطريقة القديمة هي الأصلح، فما الذي يمنع أن نعود إليها... في المدارس بمختلف مراحلها.
أتمنّى أن تنتشر الكتاتيب، وأن تكثر حلقات التدريس في المساجد... وليس شرطاً أن يقتصر التدريس في المساجد على العلوم الدينية وحدها، أو على علوم العربية دون غيرها... فإذا لم يكن هناك إلى المختصين ما يمنع تدريس مواد أخرى، فإني متطوّع، للتدريس في أي مسجد وأعتقد أن الكثيرين من رصفائي الشيوخ لا يترددون في التطوع أيضاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :624  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 198 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج