شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تصحيح الصورة العربية في الأذهان الغربية
من عادتي أن أتوجّه إلى نفسي باللوم، إذا فوجئت بأن في المملكة وفي دول الخليج العربية من النشاط والحركة أو التحرك الإعلامي، حجماً أكاد لا أدري عنه شيئاً... وكثيراً ما أعزو ما أفاجأ به، إلى أني لم أقرأ أو (لا أقرأ) الصحف، هذه القراءة التي تعنى بتتبع أخبار قد تبدو غير هامة قياساً إلى أخبار الأحداث الضخمة دولياً وعربياً. ثم أعود فألتمس المبررات لعدم القراءة، فإذا بي أهتف: (وجدتها)... وأعني المبررات طبعاً... وهي في الغالب، هذه الكثرة الهائلة، ليس فقط في عدد الصحف والمجلات العربية والخليجية وإنما في عدد صفحات كل جريدة ومجلّة... وليس لي أو لغيري من قرّاء الصحف، أن يقترح تخفيض عدد الصحف، أو تخفيض عدد صفحات كل جريدة إلى الحد المعقول، الذي لا يتجاوز 12 صفحة مثلاً ولكن لي أن أرتاح إلى المبرر، وأن أنسى المشكلة برمّتها.
من أخبار الخليج - على سبيل المثال - خبر يقول إن دول الخليج شاركت في ندوة الصحافة الدولية التي أقيمت أو عقدت، في باريس يوم 28 أكتوبر 1984، وأن موضوع الندوة هو مناقشة مختلف النواحي (الإعلامية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية العالمية الخ...). ويمثل دول الخليج في الندوة وكيل وزارة الإعلام القطرية (وهو رئيس لجنة العلاقات الإعلامية الدولية لدول الخليج العربية) السيد محمد عبد الرحمن الخليفي.
وما عنيت به من الخبر أن السيد عبد الرحمن الخليفي أشار إلى أن لجنة العلاقات الدولية التي شكلت بقرار من مؤتمر وزراء الإعلام في سلطنة عمان في عام 1980، تعمل (على تصحيح الصورة العربية في الأذهان الغربية إضافة إلى إبراز وجهة النظر العربية في المحافل الدولية).
والمفاجأة بالنسبة لي، هي أن هناك لجنة علاقات دولية، لم يسبق أن سمعت أو قرأت عنها شيئاً... وأن هذه اللجنة شاركت في الندوة التي عقدت في باريس... والأهم من كل ذلك أنها تعمل (على تصحيح الصورة العربية في الأذهان الغربية... وإبراز وجهة النظر العربية في المحافل الدولية).
كل ذلك شيء يثلج الصدر... إذ قد لا يكون هناك مطلب إعلامي أهم، وأشد إلحاحاً من تصحيح الصورة العربية في الأذهان الغربية... ولكن كيف؟؟؟ كيف تصحّح لجنة العلاقات الدولية هذه الصورة؟؟؟ لا أستبعد أن هناك تخطيطاً، إلى جانب ميزانية سخية لتنفيذ المخطط... ولكن كل ذلك لا أدري، ولم أسمع عنه شيئاً... ومرة أخرى لا بد أن أتوجّه باللوم إلى نفسي. وأتقدم إلى سعادة الدكتور عبد الجليل طاشكندي، مدير مركز المعلومات في جريدة عكاظ، راجياً أن يتفضل بالمتاح لديه من المعلومات، عن هذا الموضوع، الذي أعتقد أن الصحافة والصحفيين عندنا، يشعرون هم أيضاً بأهميته.
يبقى، أن نقول، أو أن نقرّر حقيقة لا يصح أن تتغاضى عنها الدول الخليجية في إطار حرصها على تصحيح الصورة العربية في الأذهان الغربية... وهي سلوك وتصرفات الإنسان الخليجي حين يكون في بلدان أوروبا، وأميركا والعالم... هذا السلوك وهذه التصرفات هي التي سوف تظل تشوّه الصورة العربية ما دامت لا تتغيّر... ومرة أخرى كيف؟؟؟
وزارات الداخلية، في الدول الخليجية، تملك الوسائل التي تقطع دابر هذه التصرفات ولا أعني المنع من السفر بالطبع، ولكن الإنذار به كتابة في بلاغ مختصر يسلّم إلى من يستلم جواز سفره للمرة الأولى، وتنفيذ هذا الإنذار عند اللزوم، يمكن أن يساعد على تحقيق الهدف.
اعلم أن هناك من سوف يقول: (هذا كثير...) ومن لعلّه يحتج... وقد يصب على رأسي شحنة من اللعنات... ولكني أعلم في نفس الوقت، الصورة العربية يجب أن تتغيّر ليس في الأذهان الغربية فقط، وإنما في أذهان جميع العقلاء والمعقولين من المواطنين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :557  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 190 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.