فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء - الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع > صندوق جياع العالم
صندوق جياع العالم في خبر نشرته الصحف، إن السائحين العرب الذين وفدوا إلى لندن خلال عام 1983، قد أنفقوا 528 مليون جنيه استرليني... فإذا لم ننسَ، إن العواصم والبلدان التي يطير إليها العرب في أيام إجازاتهم السنوية، تشمل فيما تشمل، فرنسا، وأسبانيا، وهولندة، ثم عواصم الولايات المتحدة الأمريكية، فإن ما ينفقه العرب، في هذه العواصم والبلدان، قد لا يقل عن ألف وخمسمئة مليون دولار. والقاعدة الذهبية في جميع الدول الخليجية، وهي بالطبع الأكثر وفرة وثراء، أن لا حظر ولا حجر على تحركات المواطن، وعلى تصرفاته... فهو يتمتع بمطلق الحرية، في السفر إلى حيث يختار من بلدان العالم، وهو حر في أن ينفق أمواله على ما يشتهي ويحب - وما أكثر ما يشتهي ويحب - وهي نعمة كبرى، من نعم الله علينا،نضرع إليه سبحانه، أن يديمها علينا وعلى ذرّياتنا بعدنا إلى ما شاء الله. ولكن، ما الذي يمنع أن يكون للسائل والمحروم في بلدان العالم الإسلامي، أو في هذه البلدان التي نرى على شاشات التلفزيون مناظر أطفالهم، هياكل عظمية، نصيب مقدور من هذه الملايين التي نتمتع بحرية إنفاقها على ما نحب ونشتهي في لندن وباريس وماربيا، مثلاً؟؟؟ أن ننتظر من الفرد نفسه أن يتذكّر شيئاً من هذا القبيل وهو يحزم أمتعته، ويجهز شيكاته السياحية للسفر إلى الخارج، مسألة بعيدة الاحتمال، أو حتى مستحيلة تماماً، ولكن الحكومات تستطيع دون شك أن تفعل شيئاً... أن تفرض على كل مسافر أن يدفع نسبة لا تقل عن 3% من مجموع المبلغ الذي قرر أن ينفقه على ما يحب ويشتهي في الخارج لصندوق نسميه صندوق (جياع العالم)... ونتوسّط لتزويد بلدان المجاعات الساحقة، بالقمح الأمريكي والكندي، الذي سوف يحرق بمئات الألوف من الأطنان في هذا العام، حرصاً على الاحتفاظ بالسعر الذي يجب أن لا ينخفض عن الحد المقرر... وذلك لأن المحصول من القمح والغلال في هذا العام كان أوفر وأكثر ممّا كان في العام الماضي. ما قيمته خمسون مليون دولار من القمح والغلال، لهؤلاء الجياع، لا أدري كم عدد الأطفال الذين تنقذهم من براثن الجوع، ولكني لا أشك، في أن كل أم ترى أطفالها ينامون وقد شبعوا بعد الجوع الطويل، سوف تذكرنا بخير... والعالم من جانبه، سوف يدرك أن الإسلام دين رحمة وإنسانية وتعاطف... ولم يكن قط، ولن يكون، بتلك الصورة التي ترسمها لوحات الإرهاب والقتل الجماعي، وحشد الأبرياء من الأطفال في جبهات القتال.
طباعة تعليق  القراءات :533  التعليقات :0
صفحة 174 من 207

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج