شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حقد اليهود...
المهندس الألماني ((آرثر رودولف)) عجوز في السابعة والسبعين من عمره كان واحداً من عشرات من كبار علماء الرايخ الألماني الذي حرصت الولايات المتحدة الأمريكية، على احتضانهم في تلك الأيام، التي شهدت هزيمة ألمانيا واستسلامها وبالتالي احتلال دول الحلفاء الأربع لأراضيها ومع احتلال الأرض، والتحكم في المصير، والإذلال إلى النخاع، كان وضع اليد على العقول الألمانية وإرغامها على الهجرة أو الانتقال، إلى الاتحاد السوفيتي لعشرات منها، وإلى أميركا لعشرات أخرى منها (آرثر رودولف).
كانت القنبلة الذرّية التي قصفت بها الولايات المتحدة جزيرتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان مشروعاً ألمانياً ظل هتلر يهدد به الحلفاء، قيل إن أسراره قد سرقت، وسلّمت إلى أميركا عبر النورويج، وإن الحاجة إلى ما يسمّى الماء الثقيل عطّلت إنتاج القنبلة في ألمانيا، فلم يحقق هتلر وعيده، ولولا ذلك، لتغيّر الكثير من واقع العالم وجغرافيته وواقع الدولتين اللتين تعبثان بمقدرات العالم وشعوبه اليوم.
وبعد القنبلة الذرّية، التي رسّخت أميركا، ثم روسيا قوتين عظميين، كل منهما تتربّص بالأخرى، ولا تنام عن الخطر المحتمل دائماً يأتي إلى هذه أو تلك منطلقاً من إحداهما، كانت الصواريخ التي قصف الألمان بها إنجلترا في تلك الأيام التي لم يسبق للإنجليز أن عاشوا الأهوال كما عاشوها فيها هي الحلم الناري الرهيب، الذي تطلّعت إلى تحقيقه أميركا، ولم تتخلّف عنها روسيا.
وكان العلماء الألمان، هم الأدمغة التي عرفت الدولتان كيف تغسلها أولاً، ثم كيف تسخّرها لإنتاج أو لتحقيق الحلم الناري، الذي أصبح هو وحده السلاح، الذي يصلح للدفاع والهجوم على السواء.
وكان هذا المهندس العجوز (آرثر رودولف) واحداً ممّن شحنوا إلى أميركا حيث وضع كل خبرته وعلمه في خدمة أميركا... في مجال الصواريخ، التي تطورت من مجرد قنبلة، إلى الصواريخ عابرة القارات، إلى حاملة الرؤوس النووية، بل إلى تلك التي تنقل مركبات الفضاء، وقبلها تلك التي أتاحت لأمريكا أن تغرز علمها على سطح القمر الخ...
والمفاجأة الساحقة، بعد كل هذا الذي قدّمه لخدمة صواريخ ومشاريع الفضاء الأمريكية، أن يسحبوا منه الجنسية الأمريكية، وقد ظل يتمتع بها ويحل تحت ظلها أربعين سنة، بل وزادوا على ذلك إن طلبوا منه الخروج من الولايات المتحدة...
والسبب، هو أنهم اكتشفوا - بعد هذه السنين الطويلة، أنه كان (نازياً) اشترك أو شارك في عمليات الإبادة، التي يدعي يهود العالم، أن ألمانيا النازية نفّذتها على ستة ملايين يهودي...
ليست هناك أخبار عن الجهة التي لجأ إليها المهندس العجوز، ولكن لا شك أن اليهود الأميركيين يلاحقونه أينما ذهب أو يذهب... ولن يمضي وقت طويل لنسمع أنه شحنوه إلى إسرائيل ليحاكم ثم يحكم عليه، لتتكرر نفس الصورة التي سبق أن رأيناها لإسرائيل، وهي تختطف (إيخمان) وتحاكمه وتحكم عليه بالإعدام...
أما الولايات المتحدة التي امتصت واعتصرت كل قطرة من علمه وخبرته ونشاطه طوال أربعين سنة، فإن المسألة عندها لا تزيد على كونها عملية استرضاء للصهيونية العالمية، تتم الآن، وفي أجواء الانتخابات... ولا أهمية بعد ذلك للوصمة السوداء... التي يظهر بها شرف أميركا والتزامها وتقديرها لمن ظل في خدمتها أربعة عقود من السنين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :560  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 170 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج