شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أدب الأطفال من أصعب أنواع الكتابة الأدبية
لماذا اختار هؤلاء هذا الاتجاه لإعطاء الطفل الجرعات الثقافية وما مدى رضائهم عما يقدم للطفل من غذاء فكري من قبل الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة، هل هناك من مقترحات من أجل وجود نواة لأدب طفل عالمي؟
العناية بالأطفال في العالم لا تقتصر على الكتب التي تؤلف خصيصاً لهم، هذه الكتب رغم الفوائد التي يتوخاها المؤلفون على ضوء تخصصاتهم، فإن محتوى الكتب لا يزيد على كونه إضافة إلى برامج مدروسة وضخمة تضعها الدولة وتنفق عليها أو تخصص لها اعتمادات كبيرة في ميزانياتها وذلك لأن الدولة تعلم أن هذا الطفل هو رجل المستقبل من جهة وعليه سوف يقوم بناء ومعمار الحياة في المستقبل الممتد من جهة أخرى. من معلوماتي على سبيل المثال أن برامج الإذاعة والتلفزيون للأطفال في إيطاليا يشرف عليها أكابر علماء النفس والتربية إلى جانب عدد كبير من المتخصصين في إعداد وإخراج البرامج وإذاعتها في أوقات محددة تتلاءم مع وجود الطفل في المنزل أو في دور الحضانة بحيث يضمن التلفزيون مراحل العمر بالنسبة لهؤلاء الأطفال، بمعنى أن البرنامج الذي يصلح لأطفال في الثالثة إلى الخامسة من أعمارهم لا يصلح لأطفال من الخامسة إلى التاسعة.
والكتاب الذي يؤلف للطفل يجب أن يكون مؤلفه متخصصاً وعالماً على مستوى يحقق له القدرة على تقديم المادة التي تصلح لخدمة الطفل والغرض التربوي المدروس الذي لا بد أن تشرف عليه أجهزة متخصصة في الدولة.
والعالم العربي يكاد يكون محروماً تماماً من هذا المستوى من الاهتمام بالطفل في جميع الأجهزة، وإذا كانت هناك جهود تبذل في دور الحضانة وفيها ما يسمى مراحل (التمهيدي والسنة الأولى الخ)... فإنها من نوع الاجتهاد والمحاولة المشكورة. ولكنها بعيدة عن مستوى التخصص وليس وراءها تخطيط أجهزة الدولة المتخصصة.
وقد يكون مما يؤكد أن النظرة إلى تربية الطفل وتعليمه، متسامحة أو حتى متجاهلة أهميته، أن مؤهلات المدرسين والمدرسات في المرحلة الابتدائية وهي من أهم مراحل بناء الإنسان تعليمياً وتربوياً... أن مؤهلات المدرسين والمدرسات لا تتجاوز شهادة الثانوية العامة... بينما تحرص الدولة المتقدمة على أن لا تقل مؤهلات هؤلاء عن البكالوريوس أو حتى الماجستير وأرجِّح أن مؤهلات مدير المدرسة الابتدائية ومساعده والمشرفين التربويين لا تقل عن الدكتوراه مع سنوات خبرة لا تقل عن خمس أو سبع سنوات.
ولا ينبغي أن يكون المطلوب مقترحات لإيجاد نواة لأدب الطفل أو كتاب الطفل، بل المطلوب هو مقترحات حاسمة لإيجاد تخطيط مدروس واعتمادات سخية جداً، هدفها بناء إنسان المستقبل... الإنسان الذي ينتمي إلى الأرض والعقيدة ويعرف مسؤوليته نحو هذا الانتماء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :572  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 128 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.