شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة تقال... للأمير طلال
خطر لي، في لقاء شرفت به، مع حضرة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز، في القاهرة، وهو فيما أعلم القوة الديناميكية، التي لفتت الأنظار، على مستوى العالم، إلى قضية (الطفولة والتنمية)... أن أقول له نفس الكلام الذي قالته له السيدة (نضال الأشقر)، في اجتماع الحلقة الدراسية الأولى التي نظمها (المجلس العربي للتنمية والطفولة) في فندق (ماريوت بالقاهرة)... ولكن ليس من الزاوية التي نظرت عبرها السيدة نضال إلى الموضوع، وهو (ثقافة أفضل للطفل العربي)، وإنما من زاوية أكثر انفراجاً، وهي باختصار شديد، (قضية الطفولة والتنمية) التي يهتم بها سموّه ومعه هذه المجموعة الضخمة من الأعضاء المرموقين في المجتمع العربي.
ولا بد أن أبادر فأعترف بأن ما تجمّع لدي من معلومات عن القضية أو المشروع، ليس أكثر من هذا الذي ينشر بين الحين والحين عن نشاط المجلس وعن الجهد الذي يبذله سموه شخصياً بنوع خاص.
فيما يختص (بثقافة أفضل للطفل العربي) فإن السيدة نضال الأشقر، لخّصت وجهة نظرها بقولها (إن الثقافة لا تأتي أبداً قبل الحياة). وتلك حقيقة أكاد لا أشك في أن سمو الأمير طلال، ومعه الأعضاء المرموقون، لا يختلفون عليها، إذ لا مجال في الواقع للاختلاف على أن (الحياة) أولاً... ثم ما بعدها، مما يكمّل هدف التنمية.
أما في قضية (الطفولة والتنمية)، التي استطاع سمو الأمير طلال، أن يجعلها قضية عالمية، ومن القضايا التي أصبحت تشتغل بها أو تحتضنها منظمة (اليونيسكو) من منظمات الأمم المتحدة. فهي التي أنظر إليها من زاوية أكثر انفراجاً... إذ خطر لي أن أقول لسموّه في ذلك اللقاء، في القاهرة أن خطوط المشروع مترامية الأمداء، إلى حد يصعب معه تصور مدى النجاح الذي يمكن أن تحققه، حتى لو امتد النشاط والحركة وحتى الدعم المادي والمعنوي، لمدة قرن من الزمان. وذلك لأن (تنمية الطفولة). أو (الطفولة والتنمية) - وفي العالم - كما أفهم يحتاج قبل كل شيء، بل حتى قبل المال، إلى وعي شعوب العالم الثالث، وهو العالم الذي تعيش فيه الطفولة أتعس ظروفها... وفيما أرى أن تعس الطفولة في هذا العالم كان دائماً وسوف يظل، إفراز الأبوة المسحوقة تحت ضغوط اللهاث وراء لقمة العيش، والأمومة التي يجف ضرعها، ويبدو الثدي الذي يرضع منه الطفل في صدرها، مجرد جراب فارغ يتهدل على الصدر الذي لم يبق فيه إلا الجلد، يكسو الأضلاع التي يمكن أن يعدّها من يلقي النظر عليها.
مما سمعت أن سموّ الأمير طلال، ينفق بسخاء على مشروع (الطفولة والتنمية)... وبالنسبة لتنمية الطفل العربي، ينفق الكثير والضخم من المال، وربما كان ذلك مما طبع عليه الأمير الجليل، إذ هو معروف بالسخاء والكرم، وهنا، أتساءل: هل يمكن أن ينهض المشروع ككل، على ما ينفقه سموّه في سبيله؟؟؟ أحترم بقية أعضاء المجلس وكل منهم من كبار المرموقين في بلدان العالم العربي، ولكن، ما الذي يمكن أن يسهموا به في المشروع الضخم، الذي قلت إنه يمكن أن يمتد إلى أكثر من قرن من الزمان.
إن الدول العربية وغير العربية، إلى جانب الشخصيات التي يضمها المجلس، وإلى جانب دعم منظمة اليونيسكو، هي التي تستطيع أن تدعم المشروع، بالمال، وبالتنظيم، والجهد المتوالي فأين نصيب هذه الدول من المشروع؟؟؟ ولنقلّص الهدف، فنقصره على العالم العربي، فأين هذه الدول من دعم المشروع؟؟؟ على حد علمي، لا أعرف أن هناك دولة عربية، قد اهتمت بالمشروع كما لا أعرف أن هناك من أسهموا بأموال بأي قدر لهذا الدعم.
أستطيع بطبيعة الحال أن أصوغ الكثير من عبارات الثناء والإعجاب، أنثرها في رحاب سمو الأمير الجليل، ولكن ليس هذا مما يهم سموّه، في حماسه لمشروعه وفكرته، ولذلك أكتفي بأن أقول لسموّه الكريم، وأعضاء المجلس المرموقين، إن المشروع، إذا استهدف الشاب من سن 15 إلى 20 سنة، بجهود مدروسة ومخططة للتوعية والدعم بالمال لتنشيط مسيرتهم في الدراسة أو العمل، في الصناعة والزراعة، فإنه يمكن أن يتيح، وأن يحقق تنمية للطفل الذي يرزقه هؤلاء الشباب (ذكوراً وأناثاً)...
إن مشكلة هذا الجيل في هذه السن، هي عدم القدرة على مواجهة تكاليف المعيشة ومطالبها على اختلافها، فلو أن المشروع اتجه إليهم، وأنفق عليهم، وأخذ بأيديهم، في مرحلة عمر بدأ التطلع إلى بناء أسرة، ومساهمة في الإنتاج هي التي يحتاجها الوطن العربي، فإن ذلك، طريق إلى الهدف، يختصر الزمن... ونحن في أيام من العصر، عرفنا فيها أن شراء الزمن، مطلب أولي لتطور الشعوب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :646  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.