شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما الفرق بين المدن التي تقام فيها النوادي الأدبية ما دامت كلها على أرض المملكة، ويحكمها حكم إسلامي واحد؟
والشخصية الجليلة التي أوجه إليها هذا السؤال، هي شخصية معالي الدكتور (راشد الراجح مدير جامعة أم القرى، ورئيس النادي الثقافي الأدبي بمكة المكرمة، وباعث السؤال هو ما لا يزال ينشر، ويُناقش، وتدور حوله الأحاديث، متسائلة أحياناً، وحائرة أحياناً، ونافذة أحياناً أخرى، حول موقف معاليه المصر على رفض أن تكون للمرأة مشاركة ثقافية في النادي).
ومن جانبي شخصياً، لا بد أن أعبر عن احترامي وتقديري لمعالي الدكتور راشد الراجح الذي أسمع الكثير مما يبذله من جهد، للوصول بمستوى جامعة أم القرى، إلى القمة بين جامعات المملكة، لأنها جامعة (أم القرى)، بكل ما أغدقه الله سبحانه عليها من آيات القداسة والطهر والجلال.. ولا يساورني شك في أن معاليه، إذْ يواصل الجهد سوف يصل إلى ما تصبو إليه نفسه وروحه الطموح، وما نصبو نحن معه إليه، وكل آت قريب بإذن الله.
وممَّا أعلمه، أن كليات الجامعة، فيها أقسام للفتيات، يتلقين فيها نفس المواد، ويستمعن إلى نفس المحاضرات، التي تلقى على الفتيان، عبر الدائرة التليفزيونية المغلقة، كما هي الحال في الجامعات الأخرى. وهذا يؤكد أن معاليه لا يقف ضد ثقافة الفتيات، في المستوى الجامعي، وهو لا يرى أي فرق بين الواقع في جامعات أخرى والواقع في جامعة أم القرى.
والدائرة التليفزيونية المغلقة، هي الحل الأمثل، لضمان غرضين، أولهما المشاركة أو الاشتراك في التلقي والاستفادة مما يلقى، أو يدور حوله الحوار.. والثاني استحالة الاختلاط، بين الجنسين.. ولا أظن أن معاليه يعتبر سماع الأصوات من الجنسين أو بينهما في الحوار اختلاطاً من نوع ما.
ومعاليه، يعلم، أن النادي الأدبي في الرياض، قد استعان بالدائرة التليفزيونية هذه، وسمح الأستاذ عبد الله بن إدريس، رئيس النادي، بمشاركة الفتيات في ندوة كان من أعضائها - إذا لم تخني الذاكرة - الشيخ حمد الجاسر وآخرون.
ونادي جدة الأدبي الثقافي، هو أيضاً، استعان بالدائرة التليفزيونية المغلقة هذه.. وأتاح للفتيات أن يشاركن في الاستماع، إلى المحاضرات، وأن يساهمن بالرأي والحوار.
وليست لدي معلومات عن نادي القصيم أو نادي المدينة المنورة، ولكني أرجّح أنهما لا يختلفان عن النوادي التي سبقت إلى السماح بمشاركة الفتيات، وعبر الدائرة التليفزيونية المغلقة.
ومعالي الدكتور راشد الراجح، لا أظنه يختلف معي، في أن جميع هذه النوادي، تقع في مدن المملكة العربية السعودية، التي تتمتع، بحكم إسلامي واحد، لا أظن أن فيه ما ينص أو يقضي بأن تختلف مدينة عن أخرى، فيجوز في هذه، ما يحرم في تلك.. وليس أدل على هذه الحقيقة، من الإرسال التليفزيوني الرسمي، الذي يدخل بيوتنا أينما نكون من مدن المملكة، بل هو يدخل البيوت الملاصقة لموقع الحرم الشريف، ولم يصدر حتى اليوم من يحرّم على سكان مكة مثلاً، مشاهدة التليفزيون، بكل ما تعرضه الشاشة الصغيرة من مواد ترفيهية متنوعة.
يمكن أن يكون السبب في رفض مشاركة الفتيات، في نادي مكة الثقافي الأدبي، عبر الدائرة التليفزيونية المغلقة، هو ضيق النادي، وقلة أو عدم وجود المكان الذي يستوعب الفتيات، مما يمكن أن يفتح ثغرة للاختلاط، الذي يرفضه الجميع.. ولكن معاليه إذ يبذل ذلك الجهد الضخم، في استكمال مرافق ومباني الجامعة، يمكن أن يبذل بعض الجهد لتوسعة النادي، لتحقيق غرض مشاركة الفتيات.
وكلمة أخيرة، أجد من واجبي أن أصارح بها معاليه.. وهي أن مشاركة الفتيات المثقفات، في أنشطة ثقافية، كالمشاركة في النوادي الأدبية، والاستماع إلى المحاضرات وما يدور حولها ويشاركن فيه من حوار، أفضل مئات المرات من عزلهن عن حياة نرى كيف تتحرك فيها الأمواج، وكيف تتلاحق العواصف والأنواء، وكيف يتم فيها الإبحار، بكل ما فيه من أخطار.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :564  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 108 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.