شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في مكوك (ديسكفري)
بين الكثير الرائع والفريد من الوثبات التي يسجلها التاريخ في مسيرة الإنماء والتطوير في المملكة العربية السعودية، ويعبّر عن فعالية الطموح في أبنائها، وعن حكمة وإخلاص قيادتها، هذه الوثبة العملاقة التي سوف يشهدها العالم، في الرابع والعشرين من شهر رمضان القادم، وهو اليوم الذي ينطلق فيه الطيار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، والرائد طيّار عبد المحسن بن حمد البسَّام، إلى الفضاء مع فريق المكوك (ديسكفري) في رحلته الأولى بعد الخمسين، حاملاً القمر الصناعي العربي الثاني، الذي سوف (يسرّبه) المكّوك إلى مداره في الفضاء.
وهي وثبة عملاقة، ورائعة وفريدة، يسجّلها التاريخ، في مسيرة التطوير والإنماء في المملكة، لأنها تسطع مؤشراً وهاجاً لما استطاعت أن تحقّقه إرادة الإنماء والتطوير، ليس فقط، في منجزات الإعمار والخدمات التي سابقت الزمن، وإنما في بناء الإنسان، وهو الإنجاز الأكثر تعقيداً وصعوبة، والذي ندر أن تحققه أي خطة للتنمية، ما لم تتوافر في هذا الإنسان إلى جانب الطموح، خصائص القدرة الذاتية على استيعاب عناصر الإنماء والتطوير، وعلى التفاعل الديناميكي القوي مع حوافز وعوامل الشد في حضارة العصر.
لقائل أن يقول: إن الانطلاق إلى الفضاء، في مكوك (ديسكفري) ومع فريقه المكوّن من سبعة عناصر، لا يزيد على كونه مصاحبة، في رحلة هذا المكوك، وليس فيه أكثر من هذه المصاحبة بغض النظر عن المهام والأعمال التي سوف يقوم بها الشابان السعوديان، بالنسبة للقمر العربي الثاني، أو بالنسبة للأبحاث التي أعدّتها جامعة البترول والمعادن.
ولهذا وأمثاله نقول: إنها مصاحبة في رحلة فعلاً، ولكن أي رحلة؟ وإلى أين؟ إنها رحلة في مكوك يطلقه صاروخ.. وإلى الفضاء.. أي إلى المجهول المعلوم.. إلى الذروة من منجزات العقل البشري، التي لم يصل إليها هذا العقل إلاّ في هذا العصر.. أي بعد عشرات الألوف من القرون من حياة هذا الإنسان على سطح هذا الكوكب. ثم هي رحلة المغامرة الكبرى، التي لم يقدم عليها بين مئات الملايين أو ألوفها من البشر، إلاّ هذا العدد القليل من كبائر العلماء في الولايات المتحدة، والاتحاد السوفياتي.
يكفينا، أن يدخل اثنان من أبنائنا، تاريخ الانطلاق إلى الفضاء، وأن يسطع اسم سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، والرائد طيار عبد المحسن بن حمد البسّام، بين الأوائل الأولى من البشر الذين استطاعوا أن يمارسوا أعظم مغامرات البشر في التاريخ.
ما أعظم ما نشعر به من الاعتزاز والفخر، وما أعظم ما تبشّرنا به هذه الوثبة الرائدة من أمجاد يحققها أبناء هذا البلد العظيم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :526  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج