شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد المحسن حلّيت مسلم.. واختزال القرون
ليست المرة الأولى التي يستوقفني فيها شعر، الشاعر الشاب عبد المحسن حلّيت مسلّم، ولكنّها المرة الأولى التي أجد نفسي فيها أصاحبه في رحلته عبر الأجيال والقرون فأرى كيف يفاجأ عمرو بن كلثوم، بشاعرٍ يأتيه على جناح الذل والعار، بقول عاش في صدره، يصارعه، فيصرعه، وآن له أن يقذفه، صرخة موجوع، يقف أمامه، وعلى ذراعيه، أشلاء الصغار من شهداء صبرا وشاتيلا، وفي صدره طرائق الهزائم وفي عينيه رماد الثأر الذي أطفأت نيرانه أوحال الشقاق والغدر والتناحر على الجيف والعظام.
ومع أن صراع الديكة حول الشعر العمودي والشعر الحر، لا يزال يجد المصفّقين والهاتفين للأنصار أو الخصوم، فإني وبعد أن امتلأت نفسي بأصداء النغم يخترق جدار الزمان ويطوي الأجيال والقرون، يعيد عزفه، بعد عمرو بن كلثوم، شاعرنا الشاب، بأوركسترا العصر وإيقاع المأساة الدامية، أتساءل، كيف يستطيع الشعر الحر، أن يعطي القارئ العربي هذا النغم فيهز وجدانَه، ويثير أشجانَه، ويقف معه على جحيم المأساة، ما دام قد أصبح من قواعد هذا الشعر، أن لا يفهم، وأن لا تكون له أصداء نغم، وإيقاع ألحان.
مفهوم ومفروغ منه أن الشاعر عبد المحسن حلّيت مسلّم، قد عزف قصيدته الرائعة، على قيثارة عمرو بن كلثوم العتيقة، التي أصبح الشعر الحر وشعراؤه يزهدون حتى في النظر إليها ولكن المشكلة، إنهم في نفس الوقت قد زهدوا في الموسيقى بكل زخم عطائها، وأرغموا الكلمة الشاعرة على أن تغرق في قاع غربة موحشة، محرومةً من جمهورها الذي يحتضنها طوال عمر الشعر العربي منذ كان.. فما الجدوى؟ أم أنهم يقولون، إنهم لا يتوخّون للشعر جدوى ولا صدى، ولا إصغاء جمهور؟ فما هي رسالته إذن؟ وكيف يسعه أن يؤدّيها إن كان لها وجود؟
لست من خصوم الشعر الحر، كما يعرف كثيرون ممّن دار بيني وبينهم حوار حول إشكاليته ولكني لست أيضاً من خصوم القيثارة العتيقة، ويرهق أعصابي كثيراً أن تغرق الكلمة الشاعرة في قاع الغربة من الجماهير.
وبعد.. فلا يكفي أن أهنئ ساحة الشعر بالشاعر عبد المحسن حلّيت مسلّم ولكن التهنئة ومن القلب، هي ما لا أجد سواه تعبيراً عن الإعجاب، وعن تمنياتي له بأن يتألّق نجماً تعتز به طلائع الشباب، في مسيرتها الواعدة نحو الأفضل والأكثر ثراءً وعطاء في الغد القريب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :805  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 14 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج