شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأطفال... ولغة الكاريكاتير
من نعم الله سبحانه على كاتب هذه السطور، أحفادٌ، وحفيدات، ولا أحتاج أن أقول إني أحب الجميع، وأجد فيهم ما يشبع مشاعري فرحةً بهم وعطفاً حميماً عليهم، وإلى جانب ذلك، ما أسميه اكتشاف ميولهم ومواهبهم، وقدراتهم الذهنية، واختلاف اتجاهات هذه القدرات. ومع أنهم جميعاً عُشَّاق متيَّمون للكرة، ولاعبيها، بحيث أصبحوا يعرفون الكثير من التفاصيل عن ((الهدّافين))، ومواعيد لعب المنتخب في هذا البلد أو ذاك، ولهم نواد يشجعها أحدهم، ولا يشجعها الآخر، وهذا كثيراً ما يؤدي إلى خلاف يصل إلى حد الشجار بينهم، ولا يحسم المعركة (الكلامية) إلا، تدخل الكبار، بمحاولات الإقناع والإفهام...
مع ذلك، فإن منهم من له اهتمام خاص وعناية بالصور الكاريكاتيرية التي تنشرها هذه الجريدة. وقد بلغ به التعلق بهذه الصور، أن أخذ يجمعها في ملف، ومن الذين يعجب بهم بل وفي طليعتهم (محمد الخنيفر)، الذي يبدو أنه أدرك رواج أعماله عند الأطفال فشرع يصدر مجموعات، لم يهمل حفيدي شراءها والعناية بجمعها... ولكن كان من نتيجة وفرة هذه المجموعات، أن خفَّ التعلق بـ (الخنيفر)، وأخذ يتجه إلى (الوهيبي) (وشحادة) اللذين لا يخلو عدد من هذه الجريدة من كاريكاتير لأحدهما.
وبطبيعة الحال لا تتسع أذهان الأطفال لإدراك الكثير مما يستهدفه الفنان من المواضيع، ولذلك يجيئني الحفيد، بالكاريكاتير الذي انتزعه من مكانه في الجريدة، مستفسراً عما يريده (الوهيبي) أو (شحادة) مثلاً.
ومن هذه الأعمال، كاريكاتير للوهيبي، جاءني به حفيدي بعد أن اقتطعه من الجريدة وأخذ يسألني عن معنى (التيارات المعاصرة)... فهو يعرف التيار الكهربائي، أو اتجاه تيار الرياح، ولكن لم يستطع أن يدرك (التيار المعاصر)... وأضاف: (هل هو موجود في المكتبات؟؟؟) واستغرقت في الضحك، وأنا أرى سخرية (الفنان الوهيبي)، بالكلمة، التي تتداول، وتستقر في بعض الأذهان ولكن دون أن يتضح مفهومها...
والكاريكاتير عبارة عن صاحب مكتبة، يقف أمامه زبون يطلب أي (كتاب) عن التيارات المعاصرة... وإلى هنا ليس في كلام الزبون أو طلبه ما يبعث على السخرية التي ينشدها الفنان... ولكن حين يضيف الزبون: (وما يهم يكون 110 أو 220) تزحمنا الابتسامة أو الضحكة إذ نرى كيف يضيع مفهوم الكلمة، ويساء فهمها... رغم أن الزبون قصد مكتبة... ولم يقصد محلاً لبيع الأدوات الكهربائية.
وهنا تأتي قوة ملاحظة الحفيد، الذي قال: (لو أن الوهيبي أدخل هذا الزبون محلاً لبيع الأدوات الكهربائية، ويطلب (التيارات المعاصرة) التي تقول لي إنها شيء من كلام الكتب، لكان هذا هو الصحيح. وعلى الأستاذ الوهيبي، أن يقول لنا رأيه في الملاحظة... وأن يذكر دائماً أن هناك أطفالاً كثيرين يتابعون أعمال الكاريكاتير، ويفهمونها وربما ينتقدونها أيضاً.
بقيت لي، ملاحظة لا أجد ما يمنع أن أقدمها للأستاذين (الوهيبي) و(شحادة)... وهي أنهم يبالغون كثيراً في تشويه كاريكاتير الرجال... أو العبث بالشائع من ملامحهم، وهنا أذكر (الخنيفر) وبراعته في تناول كاريكاتير (السيدات والأوانس)... كأنه كان يحرص على أن يظهر المستوى الذي بلغته المرآة من الأناقة والرشاقة، والتعامل مع ما وفرته الحضارة لها من لوازم ووسائل الظهور بالمظهر الحضاري اللائق، رغم الحجاب أو وسائله.
وبعد:
فلا أحتاج أن أقول إن الكاريكاتير فن عظيم جداً... وإنه يستطيع أن يقول ما قد تعجز عن قوله الأقلام، وأن من أسرار وأسباب نجاح الفنّان فيه، اتساع آفاق الثقافة الاجتماعية ومتابعة الأحداث السياسية، إلى جانب الإحساس المرهف بما تنتظره الجماهير من معالجة للأحداث، وأنا، كحفيدي، أو أحفادي، لا يفوتني أن أتأمل الكاريكاتير في الصفحة الأخيرة من جريدة الرياض... رغم هذا الزحف (الشرس) جداً، من الإعلانات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :619  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج