شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحرية في كلمة التوحيد
ما أشد ما تحتاج الأجيال العربية الصاعدة إلى معرفة بعض الفروق الهامة بين المبادئ والمثل في عقيدتهم الإسلامية السمحة، وفي شريعتهم الغراء، وبين الأسس والقواعد التي تقوم عليها النظم والقوانين في حياة المجتمعات، ليس في الفترة التي ظهر فيها الإسلام فحسب وإنما في عصرنا الحاضر أيضاً.
في الفترة التي ظهر فيها الإسلام، كانت المجتمعات التي يحكمها النظام الروماني خاضعة لذلك القانون، الذي يحمي جميع الأشراف، ويميزهم من غيرهم، ويعتبر جميع أفراد الشعب وبالأخص من غير العنصر الروماني، عبيداً أرقاء... ليس لهم من الحقوق إلا أن يعملوا لمصلحة السادة، وأن يملأوا بطونهم فقط...
ومع ذلك، فقد وجد من يقول: إن القانون الروماني، قد بلغ أوج عظمته في القرن الخامس للميلاد، لأنه نظم العقود والمعاملات، وإن كان قد احتفظ للسادة أو للعنصر الروماني بكل الحقوق، وحرم غيرهم من جميع الحقوق.
في العصر الحاضر، ما أكثر ما تختلف النظم التي تحكم المجتمعات، ولكن ما أشد أن تظل متخلفة عن روح التشريع الإسلامي... ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر، النظام الذي تفخر به الحكومات أو الدول الديموقراطية... يكفي أن نشهد مأساة التمييز العنصري فيها لندرك مدى تخلفها واهترائها... وما أشد ما يتضح هذا التخلف، حيث نتأمل تلك الحرية التي تمنحنا إياها كلمة ((التوحيد))... وتلك المساواة التي تقرر أن ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى وتلك العدالة التي يقف الفقير والغني، أمامها متساوين في جميع الحقوق، فالناس سواسية كأسنان المشط، والقوي ضعيف حتى يؤخذ الحق منه والضعيف قوي حتى يؤخذ الحق له... ورحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو الذي لا تنسى كلمته لأبي موسى الأشعري عندما ولاه القضاء... (سو بين الخصمين في مجلسك وإشارتك وإقبالك).
قد يكون مما يحتاج إليه الجيل الصاعد أن يبصروا بهذه الحقائق نوعاً من التبصير، يمدهم بالقدرة على مقاومة البهرج الخلاب الكاذب الذي تظهر به النظم في مجتمعات العصر التي يشهدون نماذجها في التلفزيون والفيديو وما سوف تمطرنا به أحدث وسائل الاتصال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :582  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 87 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.