شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الانتفاضة هي الحل
في مواجهة ما لا يزال يتفاعل عن هجرة اليهود السوفيت إلى فلسطين، وليس في كل ما ينبض به هذا التفاعل من الجانب العربي، ما يشير إلى أن الاتحاد السوفيتي، أو البيروسترويكا التي طرح جورباتشوف مبادئها وأهدافها... يمكن أن تتراجع عن فتح باب الهجرة لكل مواطن سوفيتي، ومن المواطنين هؤلاء اليهود الذين لا يكره أحد في روسيا أن ينزاحوا عن الأرض وإلى الأبد... نتساءل ماذا يمكن أن يجدي طرح القضية على مجلس الأمن؟؟؟ وما الذي يمكن أن يتمخّض عنه موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي تذرّعت بحق اليهود في الهجرة إلى إسرائيل وليس إلى أي بلد آخر، والغرض كما هو واضح، هو توطيد وتحقيق هدف استيطان وابتلاع الأرض المحتلة والقطاع، وفي ذلك سبيل إسرائيل للوصول إلى هدفها الأعظم المقرر في ما تحمله العبارة المكتوبة على مدخل الكنيست وهي (إسرائيل من النيل إلى الفرات).
ولن نضيف جديداً إذا قلنا إن الاتحاد السوفيتي، وتحت راية البيروسترويكا، لا يختلف عن الولايات المتحدة الأمريكية، في دعم وجود إسرائيل في الأرض العربية، ولن يتراجع عن هذا الدعم، رغم كل ما نتلهّى به من ظاهرة عدم تبادل التمثيل الديبلوماسي بينه، ومعه الدول التي كانت تدور في فلكه، مع إسرائيل... وليس من يجهل أن هجرة بضعة ألوف من اليهود في كل سنة من الاتحاد السوفيتي إلى إسرائيل، كان دعماً بالقوى البشرية المؤهّلة تأهيلاً عالياً، لا ينبغي أن نستبعد أنه من الوسائل التي جعلت من إسرائيل، رغم ضآلة حجمها دولةً متقدمة، ليس فقط بصناعتها العسكرية، بل بصناعات أخرى متميزة تملأ أسواق نيويورك ولندن وباريس، هذا إلى جانب صادراتها من الحمضيات، التي تجدها على كل مائدة من موائد الفنادق الكبرى في العالم.
فهجرة اليهود من الاتحاد السوفيتي إلى إسرائيل ليست شيئاً جديداً... وإنما الجديد هو كثافة هذه الهجرة، بعد أن قرر جورباتشوف حق المواطن السوفيتي في السفر أو في الهجرة وكذلك في العودة إلى الوطن عندما يشاء. ومن جانبنا نحن، تتعالى أصوات استنكارنا وتنديدنا، وتتلاحق شكاوانا (لطوب الأرض) أو للأمم المتحدة، والدول الأوروبية، دفاعاً عن (الأرض المحتلة وقطاع غزّة في فلسطين)... وليس لدينا بعد ذلك شيء يمكن أن يزعج الاتحاد السوفيتي الذي فتح باب الهجرة على مصراعيه، أو يمكن أن ينبه الولايات المتحدة إلى ما يمكن أن يسفر عنه موقفها، لأن الواقع أنه لا موقف لنا، أكثر من هذا الذي تمتلئ به أعمدة الصحف من كلام لنا أن نسميه بحق (كلام جرايد).
ولكن هؤلاء الذين وصلوا فعلاً إلى فلسطين من اليهود السوفيت، وأصرت أميركا على أن يتجهوا إلى إسرائيل فقط، رغم تشوق غالبيتهم إلى الهجرة إلى أميركا أو إلى أي بلد في أوروبا، هؤلاء يواجهون بطبيعة الحال الانتفاضة التي فوجئوا بها، ولم يقل لهم أحد إنها مستمرة وقد دخلت عامها الثالث، وليس هناك ما يشير إلى أنها ستتوقف أو تنتهي أو أن تستطيع قوات القمع والإرهاب الإسرائيلي أن تنهيها.
هذه الانتفاضة، لو أتيح لها أن تنتشر حتى في الأجزاء التي احتلت في عام 1948، والتي يبدو أنها أقل انتشاراً هناك حتى الآن، والتي قد تحرص إسرائيل على توطين المهاجرين الجدد فيها لتخفف عنهم مشاعر الرهبة والخوف من أعمال الانتفاضة، ثم لو أنها في الأرض المحتلة تجد المزيد من الدعم بالمال، الذي يدفع عن المنتفضين عائلة الحاجة إلى الغذاء أو ((الجوع)) فإنها هي التي تضع الحل الأمثل والأكثر تأثيراً، ليس فقط بالنسبة لهؤلاء الوافدين بل بالنسبة لكل من تحاول إسرائيل توطينه في فلسطين.
في الصور التي نراها في المجلات الأمريكية، نرى من هؤلاء المهاجرين من يبدو عليهم أنهم قد هاجروا بنسائهم وأطفالهم، وفي مظهرهم ما يدل على أنهم لم يكونوا فقراء أو معدمين وقد هاجروا إلى إسرائيل، وفي حسبانهم أنها الفردوس الموعود، فإذا واجهوا الانتفاضة بكل ما ينبغي لها من عنفوان وإصرار ومتابعة، فإنهم سوف يُنذرون الأفواج التي تتهيأ للهجرة وهذا وحده الذي سوف يوقف الهجرة من جهة... ويطهر الأرض المحتلة من الذين استوطنوها من جهة أخرى... والمسألة من هذا المنظور، مسألة استمرار الانتفاضة، زمناً لا بد أن يطول، ولن يستطيع قمع إسرائيل وإرهابها أن يصنع شيئاً ما دام سلاح الانتفاضة هو حجر الأرض.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :623  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 67 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.