فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان - الجزء الخامس - النثر > أحاديث وقضايا حول الشرق الأوسط > هل عاد جي موليه؟
هل عاد جي موليه؟ لا أدري كيف أبدأ الحوار مع وزير خارجية فرنسا كلود شيسون.. تعليقاً على تصريحه الذي ناقض فيه سياسة فرنسا في اتجاهها نحو الأمة العربية. أريده حواراً.. أتجنب فيه النقد لأخرج من توتر الأعصاب، ومن الانفعالات لردود الفعل فالعالم العربي قد أخذ موقفاً لا تتوتر فيه الكلمات من ردود الفعل، فقد سمعوا تصريح وزير خارجية فرنسا ولم يحفلوا بالرد عليه.. انتظاراً للوقت الذي ستسفر فيه الأحداث عن قريب غير بعيد، فلعلّه لن يتأخر عن أول مايو من هذا العام. لقد هزأ وسخر ببيان البندقية الذي صدر عن الدول التسع، ومن بينها فرنسا، حتى كانت الشتيمة من تل أبيب واحتضنتها إذاعة لندن، لأنها ما كانت ولن تكون هذه الإذاعة صهيونية، كما وعد إسرائيل بأن فرنسا ستبيع السلاح لها كما تبيعه لحكومات الشرق الأوسط جميعها كأنما هو خرج عن الموقف النظيف - موقف فرنسا قبل فوز الاشتراكيين -، فعلى أساس هذه المقدمة أتناول الحديث معه وعن تصريحه بأسئلة أطرحها أكاد أجزم بأنها الأسباب التي حولت الموقف الفرنسي لأن يكون مع إسرائيل، كما كان معها رئيسه الأسبق (جي موليه). ـ سؤال: هل كان من برنامج الحزب الاشتراكي أن يتخذ الخطوات المخدرة للأمة العربية يتطرى معها، يستقبل الزائرين منها، ويقبل الرئيس ميتران أن يزور بعض الحكومات العربية. أم كان هذا الموقف الجديد قد دعت إليه أسباب.. أشرحها كما يلي: ـ أولاً: هل كانت زيارة بريجنيف لبون، والتخوف من العلاقة الجديدة بين بون وموسكو كما ذكرنا في مقال سابق - أحد هذه الأسباب التي جعلت فرنسا (تتأمرك) سريعاً، وتتهود أسرع..؟ ـ ثانياً: أم أن توطيد العلاقات بين ميتران والشاذلي بن جديد، قبل أيام استغنت فرنسا عن توطيد العلاقات العربية، أو حتى بترول العرب الآخرين، فلعلّ بترول الجزائر يغنيها عن بترول الآخرين..؟ ـ ثالثاً: أم أن النهاية لمؤتمر فاس على تلك الصورة سبب قوي أقنع فرنسا بأن تتحول عن العالم العربي الذي لم يعد عالم نفسه، فلعلّ مؤتمر قمة فاس لو نجح لترددت فرنسا كثيراً أن تكون على هذه الصورة: تتهود بها مع إسرائيل، كأنما هذه النهاية لمؤتمر فاس قد دعت فرنسا لأن تكون في هذا الموقف؟ إن هذه الأسئلة أطرحها، وهي ليست مني، وإنما كانت من رجل له قيمة، كلما تحدثت إليه عن مثل هذه المواضيع، وجدت عنده الفهم الدقيق.. كأنه متخصص في استيعاب السياسة العالمية والعربية.. وكأنما فرنسا قد بدأت تتلاعب بهذا التصريح في حلبة، وهي العالم العربي، ولست غاضباً مع أنه لا قيمة لغضبي من تصريح وزير خارجية فرنسا في تل أبيب، وإنما الغضب من هذا التلاعب.. يحاول به المتحدث الرسمي باسم قصر الجمهورية أن يثبته من حيث أراد نفيه، أو يتنافى بهذا التعليق مع جزء من هذا التصريح، ليكون الإثبات لما بقي منه أقوى، ينفي بعض الكلمات، ولكنه لم ينف عزم فرنسا على بيع السلاح لإسرائيل. إن الكلمات تذهب مع الريح، ولكن بيع السلاح هو أخطر موقف ضد العرب تقفه فرنسا. إن فرنسا قد تحقق لها ما أرادت.. ذلكم هذا الترحيب المتواضع والصارخ في وقت واحد من إمبراطورية البيت الأبيض التي أشارت بتصريح وزير خارجية فرنسا، (وتلطف) تخشى عليه.. لا من العالم العربي. فذلك عندهم محسوب حسابه، وإنما من شريكات فرنسا في السوق المشتركة.. مع أن الخشية يجب أن تكون لدى واشنطن، لأن دول السوق المشتركة، أو هي الأهم من دول حلف الأطلسي قد فاض بها الصبر من كل ما صنعت الولايات المتحدة، فالولايات المتحدة قد تستغني عن بترول العرب بما لديها، وفرنسا قد تستغني كما قلنا ببترول الجزائر عن البترول العربي. أما ألمانيا وإنجلترا ومن إليهما، فهم في حاجة إلى البترول العربي، رغم وجود بترول بحر الشمال.. * * * ـ صور: والشيء بالشيء يذكر: فينبغي أن أتنفس قليلاً، لأنشد أبياتاً من الشعر، جادت بها قريحة شاعر مسيحي.. عروبته أرسخ وأشد عراقة من عروبة بعض اللبنانيين الذين يقتلون أنفسهم باسم الطائفية.. حرباً على العروبة. هذا الشاعر هو (الشاعر القروي) رشيد سليم الخوري. نظم هذه الأبيات يوم كان مهجرياً في (سان باولو) بأمريكا الجنوبية. إنها قطعة من رثائه لملك العراق (فيصل بن الحسين بن علي) يرحمهم الله: وقالوا مليك العرْب في الغرب مكرَم فقلت: لقد بات المليك مهدَّدا يمدون للتسليم في (لندنٍ) يداً ويخفون للتسليح في (نينُوا) يدا نصحتك لا تمدد إلى أبرص يداً ولو أمطرت كفاه دراً وعسجداً لأمر يلاقيك الفرنجي باسماً فزد حذراً ما زاد ذئب تودداً تراه صحيح الود، وهو سقيمه كما تكسب الحمى الخدود توردا سمع شاب تصريح وزير خارجية فرنسا فقال: إنها دعوة يخطو بها بعض العرب خطوات نحو الاتحاد السوفيتي. ـ قلت له: وما يدريك؟ إن ذلك هدف من أهداف الاشتراكية، أو هو الهدف الصحيح لليهودية الصهيونية!
طباعة تعليق  القراءات :1322  التعليقات :0
صفحة 829 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج