شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إثارة
وما يُسجّل في كتاب أم من كتب التاريخ يقبله القارئ على أنه هو الصحيح..
نعم.. فأكثره صواب.. غير أن بعض التحديد للمكان أو وصف المكان أو أخذ الاسم لنبات يطلقه على أنه اسم ليس لغير هذا النبات.. فقد سبق أن كتب عالم فقيه عن مسجد المُصلَّى في المدينة المنورة فحدد مكانه أنه في شرق المدينة قريباً من بقيع الغرقد.. بقيع المدينة الآن.
قرأ ذلك لإِمام لم يصل إلى المدينة.. حيث ذكر أن مسجد المصلى في جانب البقيع.. فاستيقن أن ذكر البقيع لا يعني إلا بقيع الغرقد مع أن الصواب أن مسجد المصلى في غرب المدينة ويسمى الآن مسجد ((الغمامة)) وهو في طرف البقيع الذي هو بقيع الخيل حيث كانت تباع فيه الخيل والضأن والحطب والفحم والسمن والجبن حتى أيامنا التي عشناها في المدينة المنورة.
فالمدينة عدة أبقعة؛ لأنها روضة حولها الأسيال: (قناة والعقيق وبطحان ومشعط الذي يمر في قيعان ما يسمى الآن باب المجيدي) لا يسيل بسرعة بل يصبح مستنقعاً يكثر البعوض تنتشر حمى يثرب، ولكن سعة المدينة أعطت المهاجرين في زماننا أن يبنوا بيوتهم في باب المجيدي.
والكلمة الأخرى.. ألا وهي: (أذْخُر) جاءت في شعر بلال بن رباح، رضي الله عنه.. حن إلى مجنّة وحوله أذخر وجليل فإذا الإِمام الآلوسي يقول إنه النبات (الأذخر) وهو يكثر في المدينة.. فقد ستروا رجلي سيدي مصعب بن عمير الشهيد في أحد بهذا النبات.. لأن ثوبه لم يستره كفناً كاملاً، والصواب أن بلالاً سيدي أراد ما حول مجنة في بني سعد حيث نشأ: الجبل أذخر، والجبل جليل، وما أراد النبات. وياقوت المجغرف لأرضنا ذكر رضوى الجبل الأشم أنه في طريق الشام: نعم هو في طريق الشام تحت ضرسه وادي العيص وكان الأولى أن يقول إنه في ينبع النخل، وقصة أستاذنا حمد الجاسر معروفة.
وأخيراً مختلف حين نكتب عن العواصم فأكاد أزعم أنه بعد مكة المكرمة كانت العاصمة الأولى للرسول النبي نوح عليه السلام بعد الطوفان هي قرية الثمانين عاصمة الإِنسان في دوره الثاني.. ثم أزعم أن بابل وصنعاء قبل دمشق بل إن تدمر عاصمة الشام بعد صنعاء وبعد بابل قبل دمشق.
أزعم ذلك إن كانت العواصم مدينة السكنى لقحطان والكلدان.. أما إن أرادوا عاصمة ملك شهير فلهم أن يذكروا دمشق، ولكن تدمر تحجبهم عن ذلك، ولا ينكر على دمشق أنها عاصمة الملك العريق.. آراميًّا أو غسانيًّا بل هي العظيمة حين أصبحت بالإسلام أموية.
هذه إثارة أرجو أن ينتصب للتصويب من يملك الصواب. والغرقد نبات يحمي اليهود فقد أكثروا زراعته الآن في فلسطين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :602  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 627 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.