الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > أمثلة

أمثلة

وأكتب للندوة كأني في ندوة.. لأنها المنتدى يحمل فيه وبه الأدب والأحسن من السبب فهي كما قال المتنبي [وأحسن ما في الأحسن الشيم] فالشيم جمع شيمة كأنها من المروءة غير أن كلمة الشيمة تعني من الخلق الكريم العفة والنخوة والكرم.. فهي كلمة جامعة وإن كانت الأقل مما تجمع المروءة.. فكل خلق كريم مروءة، وهل هناك علاقة بالاشتقاق بين المرء والمرأة والمروءة.. قد يكون.

والعامة أبدلوا الهمزة بالواو فقالوا ((المروة)) وأخشى أن يقرأها من فاته المران (بالمروة) أي الحجر الذي ابيض حين غسله الماء، حتى إذا زاد غسل الماء نبعت عروق من الذهب، ذلك صنع الله.

والكلمة الثانية كمثال من الأمثلة أخذناها من الفارسية هي قولهم [اثنان أبرد من يخ] والمعنى أنه من الصفاقة أن يلبس أحدنا ما لا يليق به لبسه.

والكلمة الثالثة وأخذناها من الفارسية أيضاً فمن شعر الفردوسي، شاعر الفرس قوله يسخر من البلبل لا يعجبه هذا العندليب موضوعاً لا شكلاً قال: أيه يا مرغ سحر.. أنت لست عاشقاً مغرماً لا تذوب في الحب تحب الورد تغني له في الصباح وقت السحر حتى إذا أقبلت عليه تشمه يغمى عليه.. تبتعد عنه بينما الفراشة هي التي تحب كل الحب.. تطوف حول النار.. لا تخشى أن تحرق، بل تغازل النار والنور.. فإذا هي تغمس نفسها في النار ليحرقها الحب.

وأعان هذا المندوب الشقاق في الزعامة الفلسطينية الحسيني - النشاشيبي - العلمي - الشوا - ومن إليهم، فأي مقاومة تنجح بهذه الفرقة التي أعلنت نفسها في حرب الدول العربية ((ماكو أوامر)) الأمر الوحيد لأبو حنيك - التعجيز المتعمد للجيش السعودي والجيش المصري.. لكن الفالوجة أثمرت الثورة في مصر، وأثمرت التروي في المملكة العربية السعودية.

هذه المقدمة دهلزة لتحليل المواقف التي ذكرت، هاني الحسن وجورج بوش - اليهود وجورج بوش - الحوار الأمريكي ومنظمة التحرير. فالثائر الفلسطيني هاني الحسن.. عضو المنظمة استقبل الحوار الأمريكي بالترحيب كما هو ذلك من منظمة التحرير حتى قال: إن وراء العدول الأمريكي عن موقفه ضد الحوار مع المنظمة كان وراءه جورج بوش بالصفتين اللتين يحملهما.. نائب الرئيس وله رأيه.. والرئيس المقبل وما يمليه عليه نهجه السياسي بعد..

إن هذا القول من هاني الحسن متفائل، ولكن: كان جورج بوش يغامر بإغضاب اليهود، فلماذا لا نقول إن الكهنوت اليهودي داخل الولايات المتحدة وقد هاله موقف الرأي العام العالمي، وانتقال هيئة الأمم إلى جنيف تسمع لياسر عرفات.. تصدر القرار نصراً للفلسطينيين.. فإذا الحكومات والشعوب في كل العالم مع منظمة التحرير.. فرأى الكهنوت اليهودي أن يمتص هذا الموقف العالمي.. يعتصره بهذا الحوار الأمريكي بين منظمة التحرير والإدارة الأمريكية وبدا لي ذلك واضحاً.. لأن الرأي العام العالمي بدأ يسترخي قليلاً لينتظر النتيجة. فاليهود كما قال أستاذ منهم لبعض تلامذته.. نحن اليهود أهل البداية.. نعتصر الظروف المواتية.. يتم لنا البروز غير أننا لا نلتفت إلى النهاية.

وفسرت للطالب هذا القول بأنه يعني أن اليهود في طول حياتهم من اللحظة التي كانوا فيها بدواً إلى كل اللحظات التي تبعثروا فيها في كل إقليم كانوا أهل وقت فلم يكن الزمن معهم.

يمسكون بالسيادة وقتاً يطغون فيه فإذا الزمان يأتي بما لا يسرهم بل وبما أسرهم وعصرهم وبعثرهم.

فهم بهذه العودة للحوار قد كسبوا وقتاً يسترخي به الرأي العام العالمي ليمكنهم العنف على فتيان الحجارة.

وحتى كلمة شامير حيث قال: لقد أصبح هذا العالم أحمق مجنوناً.. حيث كان مع الفلسطينيين.

وما قالها صادقاً عن العالم وإنما هو صادق لا يعبر عن حزن أو ألم وإنما أراد أن يعبر إلى أقصى حدود الطغيان في هذا الوقت الذي سيمتد مع هذا الحوار.. ولكن فتيان الحجارة والأمهات مازال بيدهم الحق الذي سيثير هذا العالم مرة أخرى.

إن شامير يقول عن ثورة الشعب الفلسطيني وليس في يده إلا الحجارة إنهم إرهابيون يعتدون على الأتوبيس بالقوارير الحارقة، إنه يهودي من أهل ((البهت)) أي البهتان كما قالها عنه الحبر اليهودي عبد الله بن سلام يوم أن أسلم نطق بها أمام خاتم الرسل سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلم.

أفليس من البهتان أن يصف شامير شعباً يطالب بالحق بالإرهاب؛ لأنه يعتدي على الأتوبيس وينكر أن قتل الأطفال وإجهاض الأمهات واحتلال الأرض ليس من الإرهاب؟

إنه البهتان لا يصدقه العالم وقد يتصدق عليه بعض الذين يظنون أن في يدهم سيادة العالم.

فالوقت جزء من زمن، أما الزمان فهو مع العرب إذا ما أثبتوا أنهم يطالبون بحق.

إن انتقال هيئة الأمم إلى جنيف قد أعطى دول العالم الثالث أن تسحب حلفاء الأطلسي إلى الانصراف عن الضغط المسلط عليهم.. والليالي من الزمان حبالى.

ـ صورة:

وصارت العظيمات من البنات والأمهات أربعة:

ففي تاريخنا أمان: صفية بنت عبد المطلب قتلت اليهودي، وأم حرام بنت ملحان أم أنس بن مالك الشهيدة في ذات الصواري. فلصفية ولأم حرام أربع بنات لهما: شجرة الدر التي أسرت لويس التاسع قائد الصليبيين، وجنان الشواربي التي أسقطت إيدن رئيس وزراء بريطانيا أيام حرب الدول الثلاث، وبنتان جاءتا بعد: سناء محيدلي التي قتلت خمسين يهوديًّا، والبنت الثانية بعد هذه لبنانية مثلها أطلقت الرصاص على أنطوان لحد. هتكته.. كتموا موته، لئلا تكون هذه البنت كسناء مع أنها في تاريخ العرب ألبسها الفداء الثناء والسناء.